معزوفة قاتلي

65 7 10
                                    


قد أكون ملاكا لأجلك...ملاكي...

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

أشعة الشمس بالكاد تلون السماء التي ما تزال الحلكة تغلب عليها...
و قد تعرفت خضراوتاه على شموخ البرج الذي غلب على خارجه سواد حجارته الهرمة...
و ما كان ذلك الجدار...بل الحاجز العسكري الذي تتوسطه بوابة كبيرة من الحديد القاتم...سوى ما زاد هيبة ثكنة ويلينغتون الواقعة بلندن العاصمة...
إذ تقدم يمسك حقيبته ببزوغ الفجر...يصعد الدرج الرخامي حتى يقف و لغرابة الموقف... أمام بوابة لا حراسة عليها...
سُبك حديدها لترسم حروف تُعرِّف بهذا المعلم العسكري...
فدفع الباب بشيء من القوة نظرا لثقله...فيعم صريره هواء لندن أين الغربان تنبؤ بهول ما قد يصادفه في الداخل...

إذ كان ذلك الرواق الطويل يأخذ حصته من عتمة السماء في هذا الوقت...
فتبرز الشعلات التي ترصع الجدران كمصدر النور الوحيد جاعلة من المكان يبدو كنفق تحت الأرض...
و مع صدى خطواته كان يلاحظ النوافذ المحمية بالزجاج و التي بدى أن ذلك لم يكن كافيا...
إذ سدت بقضبان حديدية غليظة تضيق الخناق على من يلج المكان رغم شساعته...

و وسط هذا الجو المريب كان قد تراءى له رجلان شامخان أمام بوابة أخرى حاملان رمحين و معالم وجهيهما مطموسة بتلك الخوذ...

و قد نظر نحو لباسهما الرسمي ينوي الإستمرار نحو الأمام متجاوزا إياهما...

حتى استوقفاه يمنعانه من العبور...فما كان منه إلا أن يتراجع بخفة للوراء منتظرا توضيحا لهذا التصرف...
بينما قابلاه بالصمت و رأسهما شامخ لا ينظران صوبه حتى... فكتف ساعديه بعد أن أزال قلنسوته التي تحجب وجهه لتنفلت خصلاته السوداء تمتد على جبينه...و ردائه يلامس الأرض بينما يحدق بهما بلامبالاة...

-هاورد؟

أطبق شفتاه يتراجع عما كان سيدليه على الحرس متجمدا مكانه للحظات قبل أن يستدير ينظر نحو من تخفت ملامحه لحلكة المكان...

خصلات شقراء برزت لتقدمه دون أن ننسى الزي الذي يبين مكانته الرفيعة في مثل هذا المكان و تلك الميداليات ترصع جانب صدره الأيمن من بذلته الرمادية المائلة للسواد...
فما كانت لحظات حتى ظهرت ملامح وجهه باقترابه أكثر لتبرز أعينه الخضراء بدورها و قد نبس بنبرة ملئها الإستغراب و الفضول...

-ما الذي تفعله هنا! و في مثل هذا الوقت...

-أحتاج الدخول نواه...

قال بهدوء ليحدق به المعني بصمت...و نظراته تطالب بإجابات رغم شفتيه المطبقتين...
فأومئ له ليحدق بالحراس فيتنحوا جانبا محنين رؤوسهم...

و قد باتوا في قلب المكان بالفعل بعد أن أوصد الباب خلفهم بقوة...

بينما أشخاص بقبعات و بذلات يجوبون تلك الردهة ذات الرخام الذي اكتسب لونا ضبابيا يعكس قساوة المكان لا أكثر...
و حالما رفع زمردتيه الباهتتان حتى رأى تلك الممرات التي تطل بأسرها على الردهة بفضل الأقواس التي تزين حوافها مانحة طابع كنيسة عريق على المكان...و النحت يزين السقف البعيد في أعلى تلك الأروقة....بينما تماثيل كانت تتمسك بتلك الأعمدة الشامخة التي ترفع السقف المقوس...

صاحبة القناعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن