'قالو كلما اشتدت ظلمة الليل إلا و قرب الفجر لكن لماذا طغت ظلمتي على فجري فلا شعاع أمل أراه ،أم أن الظلمة أصابت عيني؟'
استيقظت منتصف الليل بعيون حمراء و شفاه بلون الاحمر الدامي من كثر البكاء تورمت ملامحها وذاك زادها جمالا...انعكس ضوء القمر على وجهها كأنما تناوب مع الشمس ليرى الجمال الذي كانت الشمس منبهرة به لدرجة همست للنجوم تخبر عنه...
قررت التجول قليلا ربما يهدأ عقلها و تتعب لتعود للنوم ، اخذت دراجتها النارية ninja 650...لاترى في الشارع سوى شعاع دراجتها الاحمر المنطلق بسرعة يرسم في الظلام مسارها ,رأت قرب حانة كل اصدقائها من الجامعة ، "رائع" رفعت من سرعتها و انطلقت لكنها في جزء من الثانية رأت نيكولاس يدعم صديقه و يخرجه من الحانة...لاتعلم لما لكنها احست بغضب عارم يجتاحها ، كانت لطالما تكره الكحول و الحانات ، لديها طفولة سيئة بسببه ، لذلك لم تحتسي في عمرها الكحول ولو رشفة واحدة إنه سمها فلما تقترب منه ....
عادت إلى بيتها بعد ساعة و اخذت تصمم و تتمم كل اعمالها المدرسية...رغم انها طالبة سنة اولى وليس ملزما عليها بل ليس عليها أن تكون بهذه الدقة في التصاميم ،في عامهم الاول يدرسون فقط فيزياء و رياضيات : المعادلات التفاضلية... إلى اخره و أيضا برامج الحاسوب و كيفية الرسم و التصميم فقط يعني كل شيء فقط خطوة أولية ،لكنها بالفعل قادرة على تصميم محركات بدقة عالية و بنظام ثلاثي الأبعاد ، كانت المحركات و السيارات عشقها لذلك اختارت هذا التخصص ' الهندسة الميكانيكية ' و كذلك امها شجعتها على إتباع شغفها ...
لذ فور انتهائها من واجبات المعادلات ،اخذت حاسوبها تكمل تصميمها عن دراجة نارية ، لديها تصاميم اخرى في الارشيف لسيارات و أشياء ثانية ك خلاط مثلا ، يستهويها أي شيء يعمل بمحرك ، تعمل بدقة كأنها طبيبة جراحة القلب و الاعصاب بدقة متناهية....
ظلت ترسم و تصمم حتى شروق الشمس ،غيرت ملابسها بسرعة و اسدلت شعرها الذهبي فوق الكنزة البنية ، ارتدت جزمتها و انطلقت إلى الجامعة، عند دخولها الباب الرئيسي لاحظت كما العادة تجمع البنات حول نيكولاس و صديقه أليكس ، حقيقة أنه ووسيم و بريطاني هذا يجعل قلوب بنات هارفرد تحلق ، لكن هي فقط زفرت بغضب و اجتازت ذاك الجمع الغفير تشق طريقها لمدرج الرياضيات...هو كذلك يحاول ابعاد الفتيات عنه لكن بلطف يتبسم و يشير إلى المدرج يعني افهمن اريد الدخول الآن...
بففف لكن يالهن من مراهقات بعد قدوم حرس الجامعة و مساعدته على الدخول لقسمه وأخيرا ارتاح، اتجه الى الكرسي الشاغر... التفت فرأى ليلي هناك تلبس سماعاتها و ترسم شيء...اخذ المذكرة من محفظته و اتجه نحوها و بدون قصد نظر الى رسمها ، انه هيكل سيارة مرسوم بدقة بالغة بتصميم عصري...نسي ماكان يريده واين يريد الذهاب فقط وقف يتأمل و يتفحص الرسمة باعجاب...احست هي بشخص قريب منها و يراقبها فرفعت نظرها للأعلى لتجده ينظر ... انتفضت من مكانها بغضب هي لاتزال غاضبة منه لا تدري حتى لما...
"مرحبا ليلي ....اأ...أعتذر ...فقط أنا....مذكرتك"
تلعثم و نسي حتى كيف يصوغ جملة لما رشقته بنظرات ثاقبة و كارهة...
"من أين لك هذه المذكرات؟... كيف تجرأ على سرقتها مني؟..هل قرأتها؟...."
انهمرت عليه بالاسئلة واحد تلو الآخر بدون ترك فرصة له ليشرح....
"لا ....انه يوم خرجت.. أنا"
قاطعته
"اغتنمت الفرصة ، صحيح ؟ تظاهرت بالدفاع عني فقط لتسخر مني ، لا احتاج شفقتك"
شعر بغصة كيف تفكر هكذا كيف اسائت ظنها به لذا بدون شعور منه :
"ليلي...اسمعي ارجوك... افهمي انتي نسيتي مذكرتك و فقط اعدتها لك الآن...مفهوم؟"
عاد الى مكانه بدون سماع جواب منها ، شعر بتأنيب الضمير لماذا انفعل هو الآخر .....
×.....×.....×.....×.....×إلى فصل آخر ان شاء الله 🧸