الفصل الثالث

52 2 0
                                    

      بعد أن تركهم خيري ضابط المخابرات المصري كما يدعي كان لنور ومهند رأي اخر .
* على فكره يا بسكوته الراجل ده مش مصري .
- طبعا وإنت فاكرني عبيطه هو في واحد ياكل طعميه بالحمص ويقول عليها مصري .
* وكمان القلشه ما فيش مصري ميعرفهاش والأهم من ده حرف الجيم  .
- نعم . يعني ايه حرف الجيم ؟
* حرف الجيم لما قال جاسوس كانت متعطشه زي ما بتكون في آيات كثيره من القرآن مايعرفش يقولها زينا . الشعب المصري هو الشعب العربي الوحيد إللي بينطقها عاديه وعشان تنطقها عاديه لازم تكون إتعلمتها من صغرك ، فعلى قد ما هي سهلة على قد ما صعب إن حد يتعلمها على كبر .
-  وأنت عرفت كل ده منين؟
* إنتي ناسيه إن أنا خريج إعلام كنت إشتغلت مرة معد برامج ومنها عرفت شوية حاجات كده على قدي
- والله وطلعت مثقف يا مهند .
* تشكري يا ستي المهم هنا هم بيدوروا على إيه؟!   - بيدوروا على دي ؟
* يخرب بيتك خبيها هي الفلاشه دي ما خدوهاش منك وإحنا في التحقيق ؟!
- عيب عليك ده أنا نور يا مهند .
* طيب يلا نتحرك يا بسكوته عشان هتلاقيهم مراقبين .
-  نروح فين ؟
* أي حته نعرف نتكلم ونفكر فيها بلاش هنا وبالمرة نشوف البلد أهو يبقى طلعنا بفسحه وخلاص .
- بس خذ بالك أنا مش معايا فلوس كثير وكمان عشان نلف ونتفسح يبقى هنهضم الأكل بسرعة وأرجع جعانه من ثاني .
* آه يا طفسه . خلاص تعالي ولما تجوعي أعزمك على الأكل وأمري لله .
- إن كان كده يبقى يلا بينا يا معلم .
هو إنتي فعلا سيده أعمال؟ ده إنتي كده بقيتي سواقة توك توك .
- ماشي يا مصوراتي ، عشان تعرف بس وقت الجد ممكن أقلب وأبقى أيه فخاف يا بابا على نفسك  ، لو فكرت ترجع في كلامك ماشي يا مهند .

     إنطلق الإثنان لإستكشاف معالم المدينة التي قيل عنها دائما أنها ساحره فهي مزيج من التراث الأوروبي برائحة  و عبق التاريخ العربي ، مزيج فريد قليل الحدوث .
      كانت نور كطفل صغير كافأه والده بإصطحابه للتنزه بمكان جديد، كانت ضحكتها البريئه تدخل إلى قلب من يسمعها حين تنتبه إلى بعض الكلمات التركية العربية الأصل أو كلمات متداولة بالمنطقة العربية كانت الفرحه تملأ قلبها لتنسيها الخوف مما حدث وما هم مقبلين عليه وكأنها أرادت أن تسرق هذا الوقت فقط من أجل الحصول على السعادة وأن كانت سعادة مؤقته.
     أما مهند كما أطلقت عليه نور لم يأخذه جمال وسحر المدينة كما أخذته ضحكتها البريئه شعر بها كطفلة فكان لها السند والحماية لا يدري لما غلبه ذلك الإحساس ، ورغم كل الخوف من المجهول إلا  أنه عاهدها بدون كلمات أن يكون مصدر الأمان لها وسيظل على عهده مهما كلفه الأمر .
     وصل أخيرا إلى مكان رائع مطل على مضيق البسفور لتلمح نور بائعا يشبه بائع السميط المصري لتتشبث بذراع مهند بمنظر طفولي .
-  مهند . مهند. أنا جعانه .
* يا بنتي إحنا لحقنا إيه الطفاسة دي إنتي عارفة أقل أكله حوالينا ممكن تتكلف كام !
-  ما ليش دعوة إنت ساحبني وراك من الصبح ووعدتني تغديني ولا هتطلع عيل وترجع في كلامك  .
- لا يا اختي مش شغل عيال هو. أنا إللي جبته لنفسي . والهانم تحب تاكل ايه ؟
- عايزه سميط .
*  نعم  ؟! وأنا أجيبه منين ده  ؟ هو أنت بتتوحمي  ؟!    
-  إخرس قطع لسانك . أنا عايزه من البياع اللي هناك ده .
* أنتي بتتكلمي بجد عايزه تتغدي سميط ده أنا قلت هتنتهزي الفرصة وتخربي بيتي في الغداء.
- ليه يا عم أنت  ؟! ده أنا من بيت شبعان والحمد لله . ولو مش عايز أدفع أنا .
* عيب عليكى جيب السبع ميخلاش أنا كنت بهزر معاكي  ، وفعلا كنت عامل حسابي أعزمك على الغداء في المكان إللي تختاريه بس إستغربت لما إخترتي ده .
- لأ يا سيدي ما تستغربش بس وأنت بتجيب يا ريت تلاقي معاه  دقه .
*  ماشي يا ستي ، وهشوف حد أجيبلك من عنده شاي تحبسي بعدها . هههههه ما طلعتيش سواق التوك توك ده طلع مزاج بوابين  .

الشفرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن