قصة ٤ " الصَدقة."

0 0 0
                                    

كم مرة هممت بصدقةٍ فقلل الشيطان من قيمتها بعينيك، وهمس في نفسك أن الله غنيٌ عن قليلك ذاك.
ولكن عند التأمل في كتاب الله وسنة رسوله الكريم، تجد ترغيبًا في الصدقة، وتنويعًا في أشكالها ما يُصيب النفس بالخزي بسبب تقصيرها في ذلك الباب من الإسلام.

بزمن الرسول صل الله عليه وسلم، كان الناس يتسابقون في أبواب الخير جميعها، بمختلف حالهم من غناهم وفقرهم، كانوا يؤدون حق الله ويجودون مما جاد الله به عليهم مهما كان قدره.
في غزوة تبوك والتي تُعرف بغزوة العُسرة جُهِز جيش المسلمين من صدقاتهم،
أصبح الرسول صل الله عليه وسلم ينادي فيهم ويرغبهم في الصدقة، فَهمّ أصحاب الصدقات والمسلمون بمختلف حالهم بالتسابق لينالوا ذلك الفضل العظيم،
وعلى الجانب الأخر كان من المنافقين التراخي ولم يقف بهم الأمر عن ذلك فقط،
بل كانوا إذا تصدق المرء بالكثير يقولون هذا مِراء، وإذا تصدق أخر بالقليل قالوا أن الله غني عن صدقة هذا....
في هذا الشأن جاء " عبدالرحمن بن عوف" فتصدق بأربعين أوقية من ذهب،
وجاء رجل من الأنصار يُدعى " أبو عقيل أخو بني أنيف الإراشي حليف بني عمرو بن عوف" وكان فقيرًا فتصدق بصاعٍ من تَمر،
فما كان من أصحاب القلوب المريضة من المنافقين إلا أن قالوا ما تَصدق به " عبدالرحمن بن عوف" مِراء، وعن ما تصدق به " أبو عقيل" أن الله ورسوله غنيان عن هذه الصدقة،
فأنزل الله سبحانه وتعالى آية...
" الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ."
ولأن الجزاء دومًا مِن جنس العمل، كان جزاء سُخريتهم أن سخر الله منهم،
ولكن كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله أن سُخرية البشر من بعضهم لا تتعدي عدم الرضا ممن يقوم بفعل السخرية،
ولكن الله سبحانه ليس كمثله شيء، فكانت سخرية الله منهم مقرونةً بسخطه عليهم وبعذابه لهم.
ولأنهم بذلوا كل ما بِجُهدهم ابتغاء مرضاة الله وطمعًا في رحمته وعفوه، اختصهم الله فجعلهم في معيته.
لذا إياك أن تستصغر عملاً تفعله ابتغاءً لوجه الله.

#معيّة_الله.

إن الله يُدافع عن الذين آمنواWhere stories live. Discover now