قصة ٦ "سبقت لهم منّا الحسنى."

1 0 0
                                    

دومًا كانت معيّة الله تُدهشني من عظيم لطفه بعباده، أن يربط الله على قلوبهم بآياته التي تبعث في أرواحهم الطمأنينة، ولكن كان أكثر ما يُثير دهشتي هو دفاع الله عن عباده المؤمنين بعد مغادرتهم لهذه الدنيا الزائلة.

كان لكبار قريش جدالاتٍ كثيرة، واستكمالاً للكبر المستوطن في نفوسهم، فلم يرضخوا يومًا للحق بالرغم من كونه واضحًا كنور الشمس.
كان من كبار مجادلي قريش والذي أتعجب من الآيات التي نزلت في شأنه كثيرًا وهو " الوليد بن المغيرة"، ومعه "الحارث بن النضر" يومًا عند رسول الله صل الله عليه وسلم يجادلونه كعادتهم، وانتهي الجدال حينها بتلاوة الرسول صل الله عليه وسلم آية " إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ، لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ، لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ."
ولما ذهب عنهم رسول الله صل الله عليه وسلم، أقبل عليهم مِن شاكلتهم رجلٌ يُدعى " عبد الله بن الزّبَعْرى بن قيس بن عديّ السهمي" ولما قُص عليه ما كان، زَين له كِبره أنه قادرًا أن ينتصر في معركتهم الخاسرة تلك فقال: سلوا مُحمدًا أَكل من عُبد مِن دون الله في جهنم مع من عبده، فنحن نعبد الملائكة، وعَبَد اليهود عزير، والنصارى تعبد المسيح عيسى ابن مريم، فعجب " الوليد بن المغيرة" قوله هذا، وذُكر ذلك لرسول الله صل الله عليه وسلم فقال: نعم كل من أحب أن يُعبَد من دون الله فهو مع من عبد، إنما يعبدون الشياطين ومن أمرهم بعبادته"
فأنزل الله سبحانه وتعالى آية" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ."
لم يكن الذنب ذنب الأنبياء ولا الملائكة، فالملائكة عباد الله " لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ."
وأنبياء الله عليهم السلام جميعًا بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة وامتثلوا لأوامر الله جميعها، فاختصهم الله سبحانه وتعالى من بداية الأمر بمعيته، ولأن الله سميعٌ عليم يغار على عباده المؤمنين، فلم يرضى لهم بالافتراء عليهم سواء أمواتٍ أو أحياء.

#معيّة_الله.

معية الله Where stories live. Discover now