قصة ٩ " وما كفر سليمان."

1 0 0
                                    

كان من صفات اليهود دومًا الكذب والافتراء، فلم يسلم منهم أحد، فأنبياء الله جميهم كل ما بُعث فيهم نبي، إما أن يكذبوه أو يقتلوه، وإلى وقتنا هذا لا يزال أذاهم وبغيهم مستمرًا بحق أهلنا في غزة وفلسطين، ولكن وعد الله حق، ونصره آتٍ وإن طال البلاء.

ولأن الكذب أصلٌ بهم، كان التحريف في التوراة سبيلًا لهم لإستكمال طريق الكذب الذى اختاروه لهم واطمأنوا به، واختاروا أيضًا التكذيب بالقرآن ونبذه وراء ظهورهم واتباع الشياطين!

"وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ." سورة البقرة

وفي سبب افتراء الشياطين واليهود على نبي الله سُليمان أقوالٍ كثيرة، ولكن الأمر الآن في كذبهم وإدعائهم عليه بالكفر واستخدامه للسحر ليكون له هذا المُلك العظيم، ولكن عجبًا لعقولهم، يفترون على نبي الله بالسحر، ويُنكرون عليه استخدامه، ثم يتبعون الشياطين وما يتلونه من كذب وضلال فيتعلمون السحر، وليس أي سِحر، بل يتعلمون أصول السحر حتى أضحوا أساتذة فيه!
بل وصل بغيهم أن ذُكِر في بعض كتبهم أن سليمان عليه السلام كان مَلِك ولم يكن نبي، وأنه ارتدد في آخر حياته.

وأحد الأقوال ذكرها الإمام الطبري رحمه الله في هذا الشأن ...
"حدثني موسى بن هارون قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي :"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان " على عهد سليمان، قال: كانت الشياطين تصعد إلى السماء، فتقعد منها مقاعد للسمع، فيستمعون من كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيث أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا، حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم، فأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة، فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس، فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق، ثم دفنها تحت كرسيه، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق، وقال : " لا أسمع أحدًا يذكر أن الشياطين تعلم الغيب إلا ضربت عنقه ".
فلما مات سليمان، وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان، وخلف بعد ذلك خلف، تمثل الشيطان في صورة إنسان، ثم أتى نفرًا من بني إسرائيل، فقال: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدًا؟ قالوا : نعم، قال : فاحفروا تحت الكرسي وذهب معهم فأراهم المكان، فقام ناحية فقالوا له : فادن، قال : لا ولكني هاهنا في أيديكم، فإن لم تجدوه فاقتلوني، فحفروا فوجدوا تلك الكتب، فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر، ثم طار فذهب، وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرًا واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب، فلما جاءهم محمد صل الله عليه وسلم خاصموه بها، فذلك حين يقول:"وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر." "

ولكن الله سبحانه وتعالى عليمٌ مُطلع، أنزل على نبيه الكريم تلك الآيات تبرأةً لسيدنا سليمان ودفاعًا عنه، وتوضيح لحال اليهود الدائم الذي لا يتغير على مر الأزمان.

وللي حابب يعرف الأقوال الكثيرة التي وردت في كذب الشياطين و اليهود على سيدنا سليمان...
ده تفسير الإمام الطبري رحمه الله 🤎👇🏻
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya102.html
وده من مجالس القرآن للدكتور أحمد عبدالمنعم في تفسير سورة البقرة، تفسير من الآية ( 92 _ 103 )👇🏻🤎
https://youtu.be/8xIUGKZ_ANQ?si=6D99cLmKvfDVKUD-

#معيّة_الله.

معية الله Where stories live. Discover now