دومًا كان الحق وقول الحق ثقيلاً على أهل الباطل، يضعهم أمام أنفسهم، ويكشف ستر نفوسهم المريضة فيكرهون سماعه، بل ويسعون بأقصى جهدهم لإسكات الحق ولو بأذية أهله.
عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نـزلت "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" قام رسول الله صل الله عليه وسلم على الصَّفا ثم نادَى: " يا صَباحاهُ" فاجتمع الناس إليه، فبين رجل يجيء، وبين آخر يبعث رسوله، فقال: " يا بَنِي هاشِمٍ, يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، يا بَنِي فِهْرٍ, يا بَنِي... يا بَنِي، أرَأَيْتُكُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلا بِسَفْحِ هَذَا الجَبَلِ" -يريد تغير عليكم- صَدَّقْتُمُونِي؟" قالوا ": نعم، قال: " فإني نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا دعوتنا.
فأنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم بذات اللحظة آيات...
"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ، سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ."
لم تكن تلك الآيات ردًا على أبي لهب وحده وإنما تحذيرًا لكل من تسول له نفسه بالتعدي ولو بالقول على نبي الله الكريم صل الله عليه وسلم، وتثبيتًا لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم أنه على الحق المبين.
ولما كان الشر متأصل في أبي لهب وأهل بيته كان الوعيد أيضًا لإمرأته حيث كانت تنثر الشوك في طريق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ليؤذيه، فداه أبي وأمي.
لم يكن الإسلام يومًا دين ضعف، بل دين عزة وكرامة وقوة، بالله نتقوى وله نسعى ورضاه نبتغي، ومن رأي الله منه حرصه على السعي له اجتباه واختصه لمعيته وسهل له الوصول إليه.
فاللهم اجعلنا ممن تختصهم لمعيتك.وكده انتهت سلسلة "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا."بحمدالله.
ولكن دفاع الله عن عباده المؤمنين لا ينتهي أبدًا، فذلك وعد الله في كتابه وسنته في خلقه التي لا تتبدل أبدًا، ووعده حق ونصره آتٍ وإن طال البلاء،
ما علينا سوى السعي وإعداد من أنفسنا العدة وتهيأتها، فالأرض تتهيأ لأمرٍ عظيم، وأنت لا تعلم متى يأذن الله لك بالجهاد.
وإلى لقاءٍ قريبٍ بإذن الله بسلسلة جديدة. 🤎
أتمني إني كنت خفيفة على قلوبكم.🤎#معيّة_الله.

YOU ARE READING
إن الله يُدافع عن الذين آمنوا
Nouvellesإن لله عبادًا يختصهم لمعيته، يدافع عنهم ويجبر قلوبهم، وتلك سنة الله في خلقه التي لا تتبدل، فاللهم اجعلنا ممن تختصهم لمعيتك 🖤