قصة ١١ "مَعاذ الله."

3 0 0
                                    

دومًا كان الأنبياء أكثر الناس ابتلاءً، فإن كان المرء يُبتلى على قدر دينه، فكيف وهم حاملين لدين الله ورسالته!
ولكن مع ابتلائتهم الكثيرة تجد معيّة الله لهم لا تقل أبدًا بل تزيد ويزيد لطفه المُحيط بهم من كل جانب.
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذِكر الرجل الذي دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف الله،
ولنا في يوسف عليه السلام في ذلك الشأن عِظة،
نبي الله يوسف عليه السلام لم تكن حياته يسيرةً أبدًا، فمنذ صِغره وهو يُختبر ليصنعه الله على عينه،
يُلقى في البئر بيد إخوته، يُباع بثمنٍ بخس، وعندما تمر به السنين في بُعدهِ عن أبيه، تُفتن به إمرأة العزيز فتراوده عنه نفسه،
فعلت إمرأة العزيز كل شيء لتصل لغايتها، تزينت وتهيأت وغلقت الأبواب وراودت نبي الله عليه السلام عن نفسه، ولكن معيّة الله ومعرفة يوسف به جل في علاه كانت كالإنذار له، كان الله بداخل يوسف حين قال معاذ الله، حين رفض المعصية وإن كانت مُزينه، حين رأي برهان ربه فاستبق الباب ليفر من الإثم الذي كان يُدعى إليه،
ولكن ما كان دومًا يستوقفني حين حضر العزيز وافترت امرأته كذبًا على يوسف أنه أراد بها السوء، قول يوسف عليه السلام "قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي".
لم يكن من شِيم أنبياء الله الضعف أبدًا، وببعض الأحيان لا ينبغي الصمت عن حقك وإن كان المُدعي ذا فضلٍ عليك، فرد يوسف عليه السلام قولها الكاذب ودفع أذاها ونطق بالصدق بقلبٍ متوكل يعلم تمام العلم أن له ربًا لن يُضيعه،
ولأن من رأى الله في قلبه صِدق التوكل عليه كفاه، أظهر الله براءة يوسف بذات اللحظة بمعجزةٍ بأن نطق الرضيع من أهل زُليخة وشهد ببراءة نبي الله..

"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ، يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ."

وأظهر الله براءته أيضًا أمام الملك حين طلبه ليستخلصه لنفسه بعد تأويله لرؤياه...

" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ، قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ."

فهو نبي الله، اصطفاه وجعله من المُخلَصين، فلم يشأ الله أن يجعل للشيطان عليه سبيلاً.
فاللهم ارزقنا صُحبته 🤎.

#معيّة_الله.

إن الله يُدافع عن الذين آمنواWhere stories live. Discover now