الشُّعلَةُ الثّانية:اتِّفاق!

133 13 8
                                    

كُن واثِقًا بأنَّ الثِّقَةَ في أصلِها لا وُجودَ لَها بينَ البَشَر!
.
.
.
.
.
.
.
.
.

"ستَكونينَ زوجَتي، هيلينا رودريك!"
هو رمى قُنبُلَتَهُ في وَجهِهِا على حينِ غَرَّة، وَهي قابَلَتها بِصُراخٍ كان صَوتُهُ اعلى من صوتِ تلكَ القُنبُلة:
"ماذا؟؟!"
اكتفى بابتِسامَةٍ لَعوبَةٍ وامتَنَعَ عن إجابَتِها أثناءَ إقفالِهِ للزر الأخير من ازرارِ قَميصِهِ الأبيض، لِتَصرُخَ في وجهِهِ قائلَةً بِحَنقٍ وارتباكٍ شَديدَين:
"ماذا تَخالُ نَفسَكَ لِتُقَرِّرَ الزواج بي هكذا ومن تِلقاءِ نَفسِك؟ قلت انك سَتحميني فقط، لا ان تتزوَّجَني!"

"وماذا اذا كانَتْ هذهِ الطّريقَةُ هي الوَحيدَةُ التّي تستَطيعُ ضَمانَ حَياتِك؟"

هي لَم تتجاوَز الصّدمةَ فبقيَ فَمُها مفتوحًا على مِصراعيهِ بِبلاهَةِ بينَما تنظُرُ إليهِ باستِنكارٍ شديد.
فقالَ مشيرًا بطرفِ اصبَعِهِ ناحيةَ فاهها بِسُخرية:
"اقفلي فمكِ كي لا تَدخُلَهُ ذُبابَة، لا أريدُ ان تموتِ في منزِلي لأنَّ احدًا لَنْ يُصَدّقني اذا قلتُ انكِ متِّ بسببِ ذُبابَة!"
ثُمَّ أطلقَ ضِحكةً رنّانةً عَبثتْ بأوتارِهِ الصّوتيّةِ، فبدا لها صوتُهُ دافِئًا لِلَحظَة.

"لا يَثني الأحمَقُ سوى التّجاهل."
هو قَلبَ عينيهِ بضَجَر، وحينَ كانَ يَنوي الرد هي قاطَعَتْه:
"والآن أخبِرني، ألا يوجَدُ خيارٌ آخر عدا الزّواجِ بكَ يا كُتلَةَ الجَليد المَتَحَرِّكة؟"

"لا يوجد، إنّها الطّريقَةُ الوحيدةُ لِحفظِ حياتِكِ البائِسة! ولأكونَ أكثَرَ وضوحًا معكِ فأنا حتمًا لا نصيبَ لي من مكاسِبِ هذا الزّواج، وأنتِ صاحِبَةُ النّصيب الأكثر من الحظِّ في هذا الزواج وليس انا! انا في غنى عنكِ ففتياتُ القارَّةِ بأكملها يتمنّينني!"
نطقَ جملَتَهُ الأخيرَةَ بِغُرورٍ أثارَ حنقَها، وفي الوقتِ ذاتِه استيقظَ عقلُها على حقيقة وحيدةٍ ثابِتة:"هذا الزواج هو الطّريقَةُ الوَحيدَةُ لِحفظِ روحِها وعائِلَتِها!"

زَفَرَت هيلينا الهواءَ بِتوتُّرٍ تزامُنًا مع إغماضِها لِعينيها تَكبَحُ دموعَها التّي تُعافرُ مِن أجلِ السُّقوط، ثم نَطَقَت بِصوتٍ مُشبَعٍ بالشَّك:
"لَكنَّه...لن يكونَ زواجًا حقيقيًّا، صحيح؟"

همهم هوَ بابتِسامِةٍ لَعوبَة تعتلي محياه، ثم نطقَ بِمَكر:
"اخبرتُكِ بأنني بالفِعلِ لا أهتَم، أي نعم...سيكونُ مُجرَّدَ زواجٍ شَكلِيّ!"

آسِر||Asserحيث تعيش القصص. اكتشف الآن