٧.

113 11 8
                                    

استمتعوا

.

شِفتِيِّهِ تَنُزُفَانِ خَمرٍ، جَاعلةً مِنْي سِكِيرًا مَخمُورًا بِعُسِلهُمَا
الّذِي لَمْ يَكُنْ لَّهُ مَثِيْل.

.

بَعدما يونهو ترك مينقي وحيدًا مَعَ الإلف الاسئلة الّتِي تشغل بَالهُ حَول مَا تَكَلمَا بِهِ، جَلسَ مينقي مَعَ ذَاتهِ يُعِيدُ التَفكّير بمَا حدث وَدَمُوعهُ تَأَّبى الخروج فَقَدّ أَصبحت حَبيسةً لمَجرى عَينْاهُ السمَاوية..

أَلمَّهُ طَرفُ عَينْاهُ المُحمْرُ..
لَا يُريدُ البُكَاء فَقد تَعبَ مِنْهُ،
تَأَّلم نَابضهُ وَتَعب عَقلهُ مِنْ افكارهِ اللامُتناهية.

وَبالطرفِ المُعَاكس لَّهُ كَانَ الذِئبُ يَشربُ الكحول لّعَلها تُسِكتُ تِلكَ العَاصِفة الّتِي تَحُوم بِعَاتقهِ، يَهْزُ بِكَأسه طَالبًا المزيد وَلَمْ يَكَنْ للكِحول مَفعولًا ظاهرًا عَليْهُ.. وَلَم تَرَّف لَّهُ جِفنٍ فَقدّ كَانَ شَاردًا بانعكاسهِ الّذي
رُسِمَ على نَبيذهِ.

فَلَمْ تَنَعس أعْيُنهُ وَلَمْ يَنسَّ أَلمهُ شَارِدٌ بِكَأسٍ شُبْهِ مملوء حتى رَفع يدهُ يُراقب عَقارب سَاعتهُ مُشِيرةً للواحِدة وَالنِصف..

رَاودتهُ فِكّرةُ الذهاب لِتَفقد زَهرتهُ الذَبِلة،
وَكُلُّ ظَنهِ إِنهُ مُتَعمقٌ بِاحلامهِ وَالنومُ رَافقهُ ..
لَمْ يَصمتُ عَقلهُ يومًا فَكَان مَشغُولًا بِالتَفَكِّيرِ بِمَحبوبهِ دومًا

فَتْح باب غُرفة مينقي بِلَا أذنٍ حتى مَا فَاجئهُ هُو السَّرير الّذِي لمْ يحوي على الآخر، وبِهلعٍ ذَهب حيثُ الحَمام ليتهُ يجدّهُ هناك لَكِن لَا أثر له، خرج من الحمام بِفراغٍ مُفكِّرًا عَنْ مكان تواجد الأصغر الآن..

لَمّح نَافِذة الشُّرفة الّتِي طُبِعَ عليْها قَطراتُ مَطرًا كَانت مفتوحةً فَتوجّه نحوها ورأى محبوبهُ هُناكَ يَبْكِي مَعَ تَناغُم قَطرات المطر ومَعَ صوت البرق يَنُوح ..
مَا جَعل مِنْ خَافِقهِ يَتَقطع لأَشَلاء صغيرة.

أَنَحلت عُقدة صَدغهُ المعقودة حينما رأى مَحبوبِهِ المُبَلّل
وعيناهُ أَمَطرت مع الغَيْمِ ألتفت مينقي للاخر،
وبَريقُ عَينّاهُ المُتَلأَلأ كَانَ أشبه بالنجوم بسماءٍ داكِنة

لَا بَل كَانَ أجمل بِعشراتِ المرات فَقد غَارتْ النِّجُومُ مِن وهجِ
عَينّاهُ الّذي لَمْ يُخَفق باللمَّعانِ يومًا.

أَمسك يونهو بيدهِ يَسحبهُ لِداخل حضنه حيثُ الدِفء الّذي أَسَتَشعرهُ "يَكفي بُكَاءً، مَالّذي تَفَعلهُ هُنا إِلَّا تخاف إِن تَمرض فوق مرضك؟" هتف يونهو وهو يُراقب جانب خد مينقي الذي يُشِيحُ بوجههِ عنه..

فَجْوَة - يُ،قِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن