فَجْوَة - يُ،قِ

٨.

استمتعوا

.

شَارِدٌ بِكُلِّ كِلمةٍ تَخَرجُ مِنْ ثُغِركَ،
وَكَأَنَّها تَسَقِطُ عَلى قَلْبِي ألفٌ..

.

حَل صَبَاح الِيوم الأخر،
لَكِن كَانَ جَانِبهُ فَارِغًا وَمُبَعثر ..
كَان الغِطاء يُغطي جَسدهُ بِعَنايةٍ وَكَأنَّهُ قَدّ تَمّ تَعدِيلهُ..

لَمْ يَكَنْ ذَلِكَ الذِئبُ مَعه، كَان لِوحدهِ مَا جَعله يَستَغرب
إنّهُ تَركه يَتَنفس لِوحدهُ ..

أَسَتقام بَعدما رَآى السَاعة توشك
عَقَارِبُها تَجاوز الحَادِية عَشر صباحًا..

دَخَل الحَمَام مُقَررًا الأَستحمام،
لِيَنزل المَاءُ عَلى جَسدهِ كَشَلالاتٍ عَلى أَرضٍ نَاعِمةٌ..
يَنَعمُ بِهِدوءٍ، مَعَ شِرود الأَعْيُنِ
وَخِيوط التَفَكّير الّذِي يَحِيكها عَقلهُ حَول جَسدهُ مُحِكمًا إيّاهُ
بِضيق ..

خَرج بَيْنَما يُجَفَفُ شَعرهُ المُبلل..
أستَغَرب الهِدوء فَبالعَادَة يَأَتِي يونهُو لِأَزَعاجهُ،
لَمْ يَهَتم كَثِيرًا.. جَلس يُمَشِطُ شَعرهُ، وَيَنشرُ رَذاذ العِطَرِ عَلى
جَسدَهُ..

ثُمَّ هَمَّ خَارج الغُرفة، لَمْ يَكَنْ لِيُونهُو أَثَر
تَوجه للِصالة وَلَمْ يَكَنْ هُنَاك فَكّر لَرُبَمَا إِنّه يَتَناول الفِطور
فَتَوَجّه لِغُرفة الطَعام ..

وَلَمْ يَكَن هُناك أيضًا،
كَان يَمَشِي فِي كُلّ مَكان بحثًا عَنْ الأخر..
تَحَت نَاظِريّ جويون الّذِي يَّرَاهُ يَأَتي وَيَذهب

لِيَقترب بِخطواتٍ قَصيرة نَحوَ مينقي..
"عَنْ مَنْ تَبحث؟" رَدف جويون خَلف ابتِسامتهُ العَريضة
لَأنهُ بِالفَعَل يَعرف ..

جَفَل مينقِي لِتَفَاجِئهُ بجويون،
"أَخَفتنِي!، مَا الأَمر؟" هتف مينقِي بِارتِباك
ابتسم الحَارسُ مُغِيضًا الأخر هَاتِفًا
"هَل وَبالصِدفة تَفَتقدهُ؟"..

فَزَع نَبْضُ الأصغر لِيَصنع تَعابِيرًا مُنَزعجة..
"كَلا، مَا هَذا الكلام؟" صَاح مينقي لِيضحك جويون
بِخفة مَا جَعل الأخر يَحَمْرُ غضبًا ..

"أخبرني أيّن يونهُو؟"
صاح مينقِي مُتَذمِرًا، تَبَسم جويون وَهتف بِهدوء
"قَدّ ذَهب لِلعشيرة الأُخرى لَدِيهُ عَمَلٌ هُناك"

"وَمَتى سِيأَتِي؟" سَأل مينقِي بِفضولٍ
بَيْنَما عِينّاهُ تَشعُ بَرْيقٍ

"لَا أَعلم رُبمَا قَدّ يَتَأخر"
لَمْح جويون مَلامح الأخر الّتِي انكَمَشت بانزعاج
"لَا دَاعِي لِلقَلق السَيّد يُونهُو قَويّ"
نَظَر مينقِي لَّهُ بِطَرْف عَيْن ..