٢.

128 17 7
                                    

استمتعوا

يَهَوى قَلْبي وَجُودك..
وَينَفرُ مِن عَدْمك.

دَخَلِت السِيارةُ تتعمقُ بِالغَابةِ الّتِي كُلُ مَا دَخلوا اكثرَ بِهَا زَادَ رُعُب مينقِي المسكين..

كَانَ الهِدوءُ هُوَ المُتَحدثُ الوحِيد..
وَانَا مُسَافرٌ بِعمقِ ذكَّرياتي الّتِي أَندثرت قَبلًا وَالأن عَادت الى ذُكّرَايّ ..

تَنَهدتُ وَعَينّاي تَتبع تِلكَ الأشَجارُ الضخمة، حتَى بَدءْ يَتَضح قَصرٌ كَبيرٌ وَسَطها ..

يَبدُو كَقَصرٌ غَريب أَشَبْه بِقصُور الأفلام،
تِلكَ الّتِي بِفِيلمِي المُفَضل 'فُندق تَرَانسِلفَانِيا'..

يَاللهِي أَبدُو كَجُونِي وَأَنَا مُتَجّهٌ نَحوَ قَصرٍ كَهذَا بِوسطِ غَابةٍ عَجِيبة..

بحقٍ هَل سَأجدُ مِيڤس هُنَاك؟ وَدرَاكُولا لِيَقطع رَأسي؟.

دَخَلت العَربةُ أَرَاضِي القَصرِ مُتَوقِفة تَرجّل المَدعُو جُويون قَبلِي لِأتَرجّل بَعدهُ ..

يَقفُ مُنَدهِشٌ يُحَدقُ بِعَالِيةٍ الجُدرَانِ القَدِيمة، قَليلٌ وَأَستُوعب إِنهُ وَحدهُ الأن فَذاك جُويون أَخَتفى كَومضة برق والسائِقُ كذلِكَ..

تَمَشى قليلًا، لَمْعت عِينْاهُ حِينَما وَجدَ حَدِيقةٍ كَامِلة مِن زَهرتهِ المُفَضلة وَإِلَّا وهِي الأَقْحَوان..

أَنَحنى يَتَلمسُ تِلكَ الأُورَاق البِيضاء والصَفراء لّهَا، وأَبتسامةٌ تُرَافِقُ شِفَاههِ ..

حَتى تَسلل صوتٍ أَجَشٌ أجَفَلهُ ..
"يَبَدُو إِنَكَ وَصَلت؟" أَلْتَفت لِيَجد رَجِلٌ تَحَلفهُ الدُجنُ مُقَاربٌ لِطُوله، نَظرَ حَولهُ بَحثًا عَنْ جُويون لَكَنهُ اختفى كَالرياح..

"العَفُو؟.." نَطق مينقي مُسَتَغربًا..
أبتسم الرَجلُ بجَانبية مُقَترِبًا نَحَوَ الأخر المُتَجمد ..

"تَبدُو أَجَمل مِمَا عَهْدتُكَ.."تَوقَفَ عَنْ الحَديثِ وَهُو يُرَكَزُ أَكَثر بِمَلْمَح المُسَتغرب..
"أَهَلًا بِسِجنَكَ الجَديد، زَهَرتِي.."
تَفَوه بِكَلامهِ الغَريب وَأكمل طَريقهُ مُبَتعدًا عَن مينقي..

تَبعهُ الاخر بِعلامةِ أَسَتَفهْام كَبِيرةً، يُودُ طَرحَ الكَثير مِن الآسئلة ..

"أَعَنْي مَنْ أَنت، وَلِمَ أنا هُنا؟ وَلِمَ هَذا المَكان غَرِيبٌ جِدًا؟" بَصق الكَثِير مِن الآسئلة ..

"انَا جِونغ يُونهُو .." تَحَدث بِأختصارٍ شَديد
وَتَجَاهل باقي تساؤلات الاخر..

"فَقط؟.." هَتف مينقِي لينظر لَهُ يُونهُو بِجَانبية وَيَتَجاهلهُ مُكِملًا طَريقهُ ..

وصَلَا بَعدَ سِيرهُمَا الصامت أمَامَ بَابٍ ضَخم فُتِحَ لَهُمَا وَكَأنّهُ بَابٌ اتوماتيكي لَكِنهُ قَدِيمٌ جِدًا ..

جَفَلَ مينقِي لَكِنهُ تَبَع يُونهُو للداخل،
أَنَبْهر مِن جَمال القَصرِ مِن الداخل فَهُوَ مِن الخَارج يَبدُو فَضِيعًا وَمهَجُورًا..

لَكِن مِن الداخل يَبدو كَمَملكةٍ كَاملة مِن الجُواهرِ وَالأحجَار الكَريمة..

عَينْاهُ تَفَحصُ المَكان ببريقٍ..
"لَا تَقف عَندك وَتعال لِنَتَناول العَشاء"
أَخَرجهُ صُوتُ يُونهُو مِن سَرَحانهِ..

أَومأ وَتَبع يُونهُو لِغُرفةٍ كَبيرة أُخرى، لَكِنها فارغة بِوسطها طَاوِلةٌ كَبيرة والكَثيرُ مِن الشمُوع .. فَكَر مينقِي بأيّ عَصرٍ يَعيشُ هَذا الرجُل فَمَن يَسَتخدمُ الشَموع كَأنَارةٍ؟..

دَخَلَ الخَدم لَحظة جِلوسهم مُنَحنيًا يَضعون أَصَناف الطعَام الشَهِيّ وَكَان مينقِي مُنَبهر مِن كَمية الطعام ..

أبتسمَ يُونهُو قَائِلًا :"يُمكنُكَ هُنَا تَناول مَاتشتهِي" أُومأ الاخر بِابتسامة وَبَدء بتَنَاول الطعام والاخر يَتَأَمّلهُ بِحَماقةٍ..

نَسِي مينقِي لِمَ هُوَ هُنَا فَقط أستمتع بِالطعام..

"أَلَنْ تَأَكُل؟" سَأل مينقِي بِفَمٍ مُمَتلئ ..
نَفَى الاخر وَبيدهِ كَأسٌ مِن النَبيذ"كُل أنت أوّل"

أُومأ مينقِي مُكَمِلًا طَعامه، لَكِنهُ تَوَقَف عَن تَنَاول الطعام عَنَدمَا أَسَتذكر سُؤَالهُ.
"عُذرًا سَيد يُونهُو، هَلّ لَكَ أنْ تُخَبرنِي لِمَ أنَا هُنا؟"

تَجَمد يُونهُو للحظة شَرُدَ يُفَكرُ بِجُوابٍ لِسُؤال مينقِي..
هَل يُخَبرهُ أنهُ سَجينهُ الان؟.. هَل يُخَبره بِفَضاعةِ بَيّع وَالدهُ الدَنِيئ لهُ؟..

أَنَقذ يُونهُو رَنينُ هَاتف مينقِي الّذِي سَحبَهُ يَّرَ مَنْ المُتَصل.. يُونهُو أَسَتَغربَ الشَيءُ المُسَتطيل الّذِي أَمَسكهُ مينقِي نَظر نَحُوهُ يُحَاول مَعرفةَ مَا هَذا وَلِمَ يُصدرُ أَصواتٍ..

كَان أخ مينقِي الأصغر هُوَ المُتَصل..
"أوه، سُومين مَا الأمر عَزيزي؟" تَحَدث مينقِي وَاضعًا هَاتفهُ عَلى أُذنهِ..

"مَتى سَتَعُود أُمِي تُريدُ أن تَجَلب بَعض الأشياء، وَلَا تَنسى المُثَلجات الَتِي وَعَدتني بها" هَتف سُومين مَرةً وَاحِدة

"حَسنًا انا قَادم" نَطق مينقِي ببساطة وأطَفى هَاتفهُ ..

"شُكرًا عَلى العَشاء سَأذهب" تحدث يَنحني للأخر بِشُكر..

"الى أين تَخِيّلُّ نَفسَك ذَاهبًا؟" ، "العَفُو؟"



.


ماعندي اعذار لسَحبتي عليها...

فَجْوَة - يُ،قِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن