⁰²

4.1K 227 24
                                    

++









أضيئوا النجمة










++













ظننتُ وظني قد خاب

أول لقاء لنا بصغيرنا، جونغكوك فوته

أخبرني بأن طفلنا ليس إلا شيء يثقل كاهله وكم كنت أعمى البصيرة لئلا أرى أبعد من كلماته تلك

حسبته سينساها، سيتنساها لأجلي، لأجلنا

لكنه ما كان بفاعلٍ ذلك

لبثتُ أنتظره في رواق المشفى البارد، عيناي أبصرتا كل حامل برفقة شريكه، يحتويه، يحتضنه ويحتضن نتاج حبهما إلا أنا

كنت وحيدًا محاطًا بالخواء

'هناك ما هو أهم من ذهابي للمشفى'

ألقى كلماته تلك على مسمعي وأتبعها نسيج شفتيه يترك قبلة على ثغري رافضًا مرافقتي هذا الصباح

قد أفرغت جدولي لعائلتنا، ألم يسعه فِعلُ المِثل وإبهاجي؟

تنهدتُ مخفضًا رأسي، أعفي نفسي عناء الإستياء لرؤية النعيم الذي يعيشه غيري فيما حُرمت أنا منه

انتظرت، وانتظرت

مع كل زوجٍ يدخل ويخرج من حجرة الطبيب أخذت الزهرة أسفل عنقي يبهت لونها

صفراء منعشة قد كانت .. تمثل شخصيتي وكيف أنا

لكل فردٍ منا وسم زهرتان، واحدة على عنقه وأخرى شبيهة لها أسفل عظم ترقوته

الأولى مرآة الروح والثانية مرآة القلب

زهرتي صفراء مبهجة فيما حملت زهرة جونغكوك لون البنفسج على بتلاتها، توحي بقوة شخصيته، نرجسيته وحب ذاته

رغم صفاته الدميثة تلك إلا أن الزهرة أسفل عظم ترقوته هي ما كانت تعميني عن رؤية قباحة شخصيته

عشرون بتلة قد كان بها، سوداء قاتم لونها ... تعكس عمق وقوعه في بحر حُبي

كلما دكُن لونها، دلت على مدى وقوع صاحبها في الحب

حبه لي شديد، إلا أن إهتمامه ينقصه الكثير

تمددت وكشفت عن بطني محدقًا في الشاشة بجانبي، متشوق للقيا حبيبي، جونغكوك ليس هنا لكن نصفه كذلك

طفلي سيؤنسني ينسيني تغيب والده

تعثر قلبي وإمتلأ بفيض مشاعر جمة، يدي امتدت مداعبًا بطني غير منزعج من لزوجة الجل على أصابعي حين أشار الطبيب على بقعة صغيرة بالشاشة يريني صغيري

وكم صغير قد كان حقيقةً

"أرغب بصورتين من فضلك"
طلبت من الطبيب إعطائي صورتان لصغيري

واحدة لي وأخرى أقر عين أباه بها

عسى رؤياها تسكب بعض المشاعر أيسر صدره، عساه يلين ويرق فؤاده للنطفة بجوفي

استلمت الصورتين وهممتُ عائدًا للمنزل أنتظر والد ابني بلهفة

أود أن أحكي له عن موعدنا أنا وصغيري، عن كيف تفجر الحب بأوردتي لملاقاته، كيف كادت عيناي تبكيان لضئالته وصغره نتيجة بدء تكونه

انتظرته كثيرًا

وانتظاري ذاك قابله الخذلان

جونغكوك لم يأتي .. العاشرة ليلًا قد أتت وهيئته لم ألمحها بعد

ربما قصد منزله، لم تتح له الفرصة لزيارتي هذه الليلة

بضيق استحل جوفي نهضت أصعد لغرفتي حتى أندثر تحت أغطيتي علها تُدفء ما بروحي من صقيع

ما كدتُ أغمض عيناي إلا وإذا بباب الغرفة يُفتح وبجسده المنهك يتخطى العتبة ويرتمي جانبي بإهمال

لم ينسني هاته الليلة وأتى لأجلي، هذا أبهجني وأثلج صدري

منهك قد كان، لم أرد زيادة تعبه لكنها ستكون فظاعة مني إلم أُره صور طفله

أخذتها من الطاولة بجواري وبلهفة لمعت إثرها عيناي وشقت بسببها إبتسامة مبتهجة ثغري أعطيته إياها

بصبرٍ انتظرت حماسه، لمعة عيناه، ارتجاف قلبه وتسارع نبضه

أردتُ رؤية الحب ينبتُ بصدره لأجل طفلنا

لكنه ما فعل

لم يبدر عنه فِعلٌ محب او متشوق

وإنما أمسك الصورة بيده، نظر إليها لفترة عابرة، ثم ألقاها على الطاولة بجوار السرير ودفن وجهه بالوسادة نائمًا

لم أكن أعلم أن التجاهل قد يجعل الزهور تذبل لكنه فعل

إحتراق جلدي شعرتُ به وبإحدى بتلات الزهرة أسفل عظم ترقوتي يصيبها الجفاف تتلاشى

بتلة قد نقصت وبقيت غيرها تسعة عشرة واحدة أخرى
















++






















𝐒𝐨𝐥𝐚𝐜𝐞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن