السراب الأندلسي (أسرار العوالم و رحلة الجواهر الضائعة)

الفصل الثالث

رحلة إلى المجهول

آية

عندما استيقظت في صباحٍ مشمس، وجدت نفسها محاطة بأشعة الشمس الدافئة تتسلل من بين الستائر المنفرجة.
كانت تسترخي في سريرها، تسترجع الأحداث الأخيرة التي شهدتها، وتتأمل في الأحلام الغامضة التي ترافقت معها طوال الليل.

في غمرة تفكيرها، شعرت برغبةٍ قوية في استكشاف المزيد من أسرار ماضيها
لم تكن تعلم ما ينتظرها في هذه الرحلة، لكنها كانت عازمة على اكتشاف الحقيقة وراء كل تلك التفاصيل المعقدة التي ترافقها

وأول شيء فعلته بعد شرب كوب القهوة هو الاستحمام وترطيب جسدها، ثم وضعت واقًا شمسيًا بعد ارتداء ملابسها، بعد ذلك، أخذت هاتفها لتتصل بمديرة صالون التجميل لإبلاغها بأنها لن تحضر اليوم إلى الصالون.
لم تعط مديرة الصالون أي سبب لذلك، مما تسبب في ترك المديرة  مستغربة تجاهها.
تتردد للحظة، ولكن سرعان ما تتخذ قرارًا. تؤمن بأن الحياة تحمل لها الكثير من المفاجآت والتحديات، وأنها لا يمكن أن تتوقف عن استكشافها.
خرجت من شقتها لتفاجأ بنفس ذلك الشخص الذي رأته اليوم الماضي.
لقد قال لها: "تعالي معي" بكل بساطة.
لم تعي ما تفعل غير أنها ذهبت بدون تفكير أو استعداد، لم تنطق حرفًا ، وبدون تردد، تقبل دعوة الرجل الغامض .
تستمر في الاقتراب من الرجل الغامض، وتكاد تسمع كلماته الواضحة تتوالى بمعنى مختلف ومثير.
يدعوها إلى الانضمام إلى رحلة إلى عوالم مجهولة، حيث تنتظرها مغامرات لا تصدق وأسرار قديمة مخفية.

تشعر بالدهشة والفضول يتفجران في داخلها، وتتذوق قليلاً من الحرية المغرية التي يعدها لها هذا الرجل.
تبدأ في تصور نفسها تجوب العوالم الغامضة، تكتشف الأماكن الخفية، وتحل الألغاز الغامضة.
لكن وسط هذا الإثارة، تتساءل عن مدى مصداقية كلام هذا الرجل وعن طبيعة الرحلة التي يعدها لها.
هل هي فعلاً رحلة إلى الحرية والمغامرة، أم هي مجرد فخ للوقوع في شباك أخطار لا تُحسد عليها؟ هذه التساؤلات تدور في عقلها وتزيد من التوتر والحيرة، ولكن الفضول يجذبها بقوة نحو الاستكشاف والمغامرة.
بينما تنظر إليه ، لتدرك أن هذه الرحلة قد تكون فرصتها الوحيدة لاكتشاف المزيد عن نفسها وعن العالم الذي حولها.
تقرر أن تخوض هذه المغامرة بكل جرأة وتحمل.