الفصل الرابع عشر

74 45 27
                                    




أنيس الألم: مأساة في ظل الصداقة

إدريس
سكارليتا : بعد مرور عدة اعوام
في أعماق القلعة العملاقة، تجول إدريس وحيدًا في دار القصر، حيث تتلاشى أصداء خطواته في الأروقة الشاسعة.
تحيط به أصوات الساحر غانم كالثعبان حول رقبته، وتتمثل كوابيسه في يقظته، وأصوات الأموات تصرخ داخل رأسه.
الجدران الرخامية الذهبية تبدو باردة ومهيبة، وتنعكس السماء المظلمة في نوافذها العالية، مما يغمر الغرفة في الظلام السرمدي .
لم يكن هناك سوى صمت الليل المتعطش للصوت والحركة، والوحدة تخيم في الأجواء.

فجأة، تحطم هذا الصمت المطبق بوصول صوت عذب، يهتف من بعيد عبر أروقة القلعة، كموسيقى بعيدة ومحببة.
كانت تلك الكلمات المليئة بالبهجة والأنس، كلمات خالد، تخترق الصمت برقتها وتملأ الهواء بحنانها.
عندما أدرك أن الصوت الذي يعرفه جيدًا ليس مجرد أحلام مستحيلة، بل حقيقة واقعة، انتابته الفرحة بشكل لا يوصف فور رؤيته لخالد، ابن عمته.

انطلقت الفرحة من عينيه المكبوتتين، وظهرت ابتسامة حقيقية على وجهه الذي كان يعتقد أنه لن يشعر بالبهجة مرة أخرى.
بينما توجه خالد نحوه ليعانقه بأخوة وتأنّي، امتلأت الغرفة بدفء الصداقة والأخوة.
وعندما التقيا في عناق حميم، شعر إدريس بأنه لم يعد وحيدًا، بل لديه الآن شريك، وصديق، ومن يشاركه لحظات الفرح والحزن.

بينما كانت الأحاديث تتبادل بين إدريس وخالد، انتقل الحديث إلى غياب أمين وليث، فظهرت الكلمات مُلقية بظلال من الحزن.
وبينما تلألأت عينا خالد بحزن، خرجت الكلمات من بين شفتيه بحنان وصداقة مُفعمة:
أمين رحل مع صديقه الفيروفيرديين بطريقة لم أستطع فهمها بعد.
وليث بدأ رحلة البحث عن طريقة لمغادرة هذا العالم والعثور على الجواهر المفقودة في العوالم الأخرى.

 السراب الأندلسي (أسرار العوالم و رحلة الجواهر الضائعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن