السراب الأندلسي (أسرار العوالم و رحلة الجواهر الضائعة)

الفصل التاسع

زمرد الغابة: مغامرة في فيروفيرديا

آية
تتفتح عيناها على واقع جديد، وبينما تغمرها الدهشة، تسري فيها الحيرة حول كيفية وصولها هناك وما ينتظرها.
بدلًا من شوارع القاهرة الحافلة، تجد نفسها محاطة بأرضٍ خضراء تمتد لأبعد النهايات، مع الغابات الكثيفة والأنهار النقية التي تتدفق برقة. كان الهواء يعطي نسمات منعشة، وصوت الطيور يملأ الأجواء بالحيوية.
وسط هذا العالم الساحر، تسعى لفهم سر وجودها هنا وما الذي تخبئه الأقدار.
فمع كل خطوة تخطوها، تشعر بالغموض الذي يكتنف المكان، وتتأمل في ألغاز الزمان والمكان.

نهضت من مكانها واتجهت نحو الغابة الكثيفة.
كانت الأشجار عالية وأوراقها خضراء داكنة وفاتحة، مما أضفى جوًا من السحر والغموض
كانت السماء صافية مائلة للبياض.
تتبع الأشجار العالية بترقب واهتمام، ولاحظت تمايل الأوراق كالثعابين المتجهة نحو الأفق، مما أثار فيها شعورًا غريبًا من الانتعاش والتواصل مع الطبيعة المحيطة بها.
مشت أكثر وشعرت فجأة بشيء يهتز داخل صدرها لتتذكر جوهرة سيف الشفق التي حصلت عليها من عالم اليورا نيفانا.
وبينما كانت تمشي، شعرت بطاقة غريبة تتدفق في جسدها، وكأن الطبيعة ترحب بها وتمنحها قواها.
فجأة، توقفت آية مدهوشة أمام مخلوقٍ غريب يبدو وكأنه مزيج بين الإنسان والنبات، مما أضفى عليه طابعًا غريبًا ومثيرًا في الوقت ذاته.
كان جسده قويًا وملامحه تعكس التحدي والفضول.