الفصل الحادي عشر

104 76 13
                                    






تأمل الماضي

آية

وسط هدوء الغابة وسكونها، وجدت نفسها تمشي على ضفة النهر الهادئ في عالم فيروفيرديا.
كانت تحتفظ بقليل من الأمل في قلبها، محاولةً استعادة ذاكرتها المفقودة والكشف عن أسرار عائلتها المدفونة.
وفي لحظة ما، وبينما كانت تتأمل الأشجار الخضراء التي تتأرجح بلطف مع نسمات الهواء، انتبهت إلى شيء يلفت نظرها على ضفة النهر.

كان هناك شيء يتألم في قلبها، كان هذا الدليل الغامض يثير الكثير من التساؤلات داخلها، لكنه في الوقت ذاته أعطاها شرارة جديدة من الأمل.
قررت الانتقال نحو الشيء الذي لفت انتباهها، وهو بقايا قطعة ممزقة من صورة قديمة، تُظهر أفراد عائلتها.
كانت الصورة معتمة قليلاً بفعل الرطوبة، لكن كان بوسعها تمييز شخصيات تبدو مألوفة بعض الشيء.

وتجد صعوبة في تمييز التفاصيل، ولكن كان هناك شخصان جذبا انتباهها بشكل خاص، شخص يجلس في الوسط وشخص يجلس على اقدامها وبدا أن لديهما تأثير خاص على الصورة، ولكنها لم تتمكن من تحديد هويتهما.
تمعنت في الصورة للحظات، محاولةً استرجاع ذكريات ضائعة تتعلق بتلك اللحظة، لكن دون جدوى.
لم يكن هناك شيء يتبادر إلى ذهنها، لا حتى اسماءً أو مواقف.

بدأت تشعر بالإحباط، ولكن في نفس الوقت شعرت بنبض غامض يتوهج في داخلها، إشارةً من الله بأن هذا الدليل الغامض يحمل مفاتيح الحقيقة التي كانت تبحث عنها.
بينما كانت تحاول تفسير الصورة وتذكر أي تفاصيل قد تعود إلى ذاك الوقت، شعور غريب من الهدوء والسكينة يتسلل إلى قلبها، كما لو كانت الغابة تحيطها بحماية خاصة.

توقفت للحظة، وأغمضت عينيها، محاولةً التركيز واستدعاء الذكريات من عمق ذهنها.
فجأة، كانت هناك ومضة من الضوء تلمع في عينيها، كما لو كانت ذكريات مفقودة تعصف في ذهنها.
بدأت الصور تتشكل في عقلها، وكانت اللقطات تظهر بوضوح متزايد.

 السراب الأندلسي (أسرار العوالم و رحلة الجواهر الضائعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن