اقتباس

293 14 12
                                    

سارت على أطراف اصابع قدمها،  تدلف للمطبخ بهدوءٍ كي لا يستيقظ ذلك الوحش و يلقي لها من حديثه المتعجرف حصةً كبيرة،  أمسكت بالطبق الخاص بالبخور،  ثم ذهبت لإحدى الخزنات الموجودة  بالمطبخ وفتحت بابها بخفة،  تلتفت يمينًا ويسارًا كأنها لص سيسرق،  أمسكت بكيس البخور ولكن وجدت جواره قطعة صغيرة غريبة الشكل،  أمسكت بها تنظر لها بتعجبٍ،  ثم تذكرت هذا النوع من البخور الذي وجدته عند صديقتها فكان قريب الشكل مثل تلك القطعة،  اتسعت ابتسامتها بسعادةٍ تردد ببهجة:

_ اوعى بقى يا جدو وأنت مدلعنا وجايب بخور من بلاد برة.

بدأت تشتمها فلم تجد رائحة البخور،  ولكن اشمئزت تعبير وجهها،  لتتمتم باشمئزاز:

_ ايه الريحة النتنة دي!  يمكن لما احطها في النار ريحتها تتغير.

أغلقت باب الخزانة ولم تعلم أنها  كانت تمسك بقطعة حشيش ممزوجة بنوع من المخدرات تذهب العقل، وانطلقت تشعل قطعة فحم صغيرة،  ثم وضعتها بالطبق على تلك القطعة الغريبة والقليل من البخور وبدأ الدخان يتكاثف حتى ملأ المطبخ خرجت هي من المطبخ تستنشق منه دون قصد، ثم وضعت الطبق بردهة تخفيه وأغلقت الستائر والأبواب جيدًا كي يتكثف البخور، ولكن شعرت بدغدغة في قلبها وهي تستنشق رائحة البخور،  تضحك بطريقة مُسكرة، لا تعلم ما بها، قررت أن  تنطلق نحو غرفة الوحش كما تراه تردد بضحك:

_ يا وحش يا شاعر أنت..

طرقت على الباب بطريقة مستفزة،  ليخرج منها « جبران»  يتطلع لها بتعجبٍ، فلأول مرة تطرق غرفته بتلك الطريقة، وسرعان ما سارت الدهشة بوجهه وهو يرى كم الدخان الكثيف،  خرج إلى  الردهة ليجد الدخان غطى الردهة ولا يرى شيء ولكن شعر بأن  رأسه يميل يمينًا ويسارًا وسعادة غريبة تجتاح صدره،  حتى بدأ يضحك دون سبب،  يترنح بمشيه،  ثم رفع صوت قائلًا:

_ أنا لا مسطول ولا بطوح.

علت ضحكتها تردد بسُكر:

_ كــــــداب..  بتكدب أنت مسطول وبتطوح.

ثم ارتفع ضحكها ولكن ليست ضحكه عادية بل ضحكة رقيعة مثل الراقصات،  صفق جبران بيده وهو يتمتم دون وعي:

_ ألعب في ملعب يا ست البنات.

خرج الباقية من غرفهم،  ولاحظوا الحالة التي بها الأثنان ولكن العجيب انهما لا يطيقان بعضهما ربما لو اجتمع النار بجوار البنزين فلن يصبح اشتعاله كاشتعال هذان الأثنان، فماذا حدث؟!

دقائق كان الباقية يحاولان معرفة مصدر هذا الدخان ولكن أثناء بحثهم داعبهم شعور ذاته وبدأ الجميع يترنح بقوة،  ويضحكون بهستيرية،  كلًا منهم يمزح مع ابنة عمته اللواتي يكرههن،  فمن يراهم يشعر أنهم منسجمين ولا توجد خلفات بينهما.

ارتفع صوت غفران الشقيق الأكبر لعائلة جبران:

_ يا بت هاتي بوسة وأنا  اديكِ..

صمت قليلًا ثم نظر إلى فاطمة يقول بحيرة لا يستطيع فتح اهدابه بشكل كامل وكأنه على وشك النوم:

_ هي الأغنية بتقول إيه!

ترنحت فاطمة تسقط على المقعد الموجود وجوارها،  تتمتم بطريقة غريبة:

_ تقريبًا بتقول يا بت هاتي بوسة واديكِ المروحة..
ثم نظرت لغفران ببراءة تردد:

_ ما تجيب المروحة.

غمز لها غفران يردد بسعادة غريبة:

_ مش لما تجيبي البوسة.

نظرت له فاطمة بتفكير تحرك رأسها للأعلى والأسفل،  ثم نهضت من مكانها متمتمة:

_ معاك حق هديك بوسة وتديني مروحة.

اومأ غفران بتأكيد، وبالفعل وصلت له فاطمة تقف أمامه  ولكن قبل أن  يحدث شيء كان صوت كالرعد يصدع بالمكان وشهقات نسائية معها يردد:

_ ايه اللي بيحصل هنا!

تقدم عامر منه يردد بضحك هستيري:

_ كلنا هنبوس بعض يا جدو..  هات بوسة.

اتسعت عين جبران الأكبر بصدمةٍ مما تفوه به،  ينظر لهذا الدخان الذي يخرج من باب الردهة فيحسن الرؤية له،  يستمع لتلك الأغاني الشعبية التي تحمل كلماتًا بذيئة، ولكن توقفت حدقتيه عند مشهد مخيف بنسبة له،  أزاح عامر من طريقه يجذب فاطمة ويقين سريعًا يبعدهم عن الشباب،  قبل أن  يحدث شيء يندم عليه الجميع،  ثم اعطى أمرًا للحرس بأن يحضروا احدى النساء بالقرية كي يساعدهم في افاقة البنات.

وبالفعل بعد وقت فاق الجميع من تلك السطلة التي دلفوا بها،  ولكن يقفون أمام جدهم مذنبين،  ناكسين رؤوسهم للأسفل،  نظر لهم الجد جبران وردد بصوتٍ صارم:

_ اللي حصل النهاردة دا مش هسمح أنه  يحصل تاني..  خيبتوا ظني فيكم.. وثقتي راحت.. أرجع ألقي البيت كبارية وكلكم مساطيل.. لا و الأنيل كنت هتهببوا حاجات تندموا عليها.

اشتعل وجه الفتيات بخجل،  في حين ملأ الغضب عيني الشباب،  ليسترسل خليل بحدة غير قابلة للنقاش:

_ آخر  الاسبوع فرح غفران وفاطمة وعمران ويقين.

اتسعت أعينهم جميعًا بصدمةٍ،  جميعهم يحرك رأسه بنفيٍ فهم لا يستطيعون العيش سويًا كيف لهم أن يصبحوا زوجان!

#بالحُبِ_اهتديت
#سلمى_خالد
#soon

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن