الفصل الرابع (صَفعةٌ مُؤلِمة)

85 10 4
                                    

وبالحُبِ اهتديت

«هُدايا وهُداكِ وبينهما العشق»

سلمى خالد إبراهيم

استغفر الله العظيم وأتوب إليه 3 مرات

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 7مرات

( قولهم مش هياخدوا وقت يا سكاكر♥)

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع

(صَفعةٌ مُؤلِمة)

الحياة ما هي إلا لحظات تمر علينا سواء رضينا أم أبينا، فهي مستمرة لا يوقفها شيء، ولكن من بين تلك اللحظات تمر علينا لحظة واحدة تصبح فارقة بحياتنا، تحول تلك الشخصية الحنونة الطيبة.. إلى أخر أكثر جمودًا وشدة ربما يصل الأمر للقسوة لا نشعر بما نفعله خشية من أن نقع بما وقعنا به سابقًا، ولكن لعل هناك لحظة تغيرنا كوننا أكثر جمودًا لأفضلنا حنوٍ.

أسرع بلف ذراعه حول كتيفها يضمها لصدره بعدما ارتجف جسدها بشكلٍ ملحوظ، يبتسم بهدوءٍ يخفي خلفها مكروه، يزيد من ضغط يديه كلما حاولت الابتعاد يهمس بصوتٍ وصل لمسمعها فقط:

_ اسمعي الكلام أفضل من الحركات العبيطة دي لأني مش هسيبك.

استكنت حركتها ولكن لا تزال رجفتها ظاهرة، هي لم تكن ضعيفة هكذا؟ ما الذي حدث؟

هبط غفران بنظره لفاطمة يتأملها بهدوءٍ، في حين بقيت هي لا تعلم ما هذا الشعور الغريب الذي داهمها ولكنها قررت أن ترفع رأسها لتنظر له وتراه عن قرب وما أن رفعت بصرها حتى التقت عينهما في لغة لا يفهمها سواهما، ظلت تتأمل ملامحه الهادئة، وجهه القاسي ولكن لِمَ شعورها أنه ليس هكذا تضاعف بداخلها! بينما بقى غفران عالقًا بحدقتيها، يتأمل تلك الطيبة المزروعة بداخلها، ليصبح الآن بين صراعين هما هي ليست هناء والأخر أنها هناء ولا بُد أن ينتقم..

قاطع تلك اللحظة صوت عامر يهتف بحماس يدير شاشة هاتفه لهما:

_ لقت حتة صورة ليكم خيال.. هبقى ابعتهالك يا غفران وأنتِ كمان يا فاطمة هبعتهالك بس هظبطها كده واعملها eidt (تعديل).

انتفضت فاطمة من مكانها بتوترٍ ممزوج بخجلٍ، ثم كادت أن تبتعد ولكن يد غفران كانت بمثابة أصفاد تقيدها، أومأ غفران لعامر وأشار له أن يغادر، في حين همس غفران بجدية:

_ اثبتي يا فاطمة أنا مش هاكلك.. وحاليًا أنتِ مراتي يعني مكانك الطبيعي هنا..

لم تعلق على حديثه، ليستفزه صمتها منذ أن رأها ليهتف بسخطٍ:

_ هي القطة كلت لسانك النهاردة!

ابتلعت لعابها بتوترٍ، وبدأت بفرك كفيها، ليزيد غفران من ضغطه عليها حتى اصدرت فاطمة تأوّه ضعيفة هامسة بضيق:

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن