الفصل الأول (مُقَابَلَة حَادَّةٍ)

101 8 8
                                    

وبالحُبِ اهتديت

» هُدايا وهُداكِ وبينهما العشق»

سلمى خالد إبراهيم

الفصل الأول

(مُقَابَلَة حَادَّةٍ)

تصبح الحياة أكثر ألمًا عندما تحاول الهروب من جرحٍ غائرٍ بداخلك، ولكن مهما طال الطريق ستقع بمواجهة هذا الجرح المليء بذكرياتٍ قاتلة، وستصبح المواجهة أكثر ألمًا.. قسوة.. خسارة!

تطلعت نحو الطبيب بصدمةٍ وعينيها تلتمعان بقهرٍ على ابنتها، بينما تقدم الطبيب من فاطمة حتى وقف أمامها مباشرةً يردف بترقب يشير نحو ناهد:

_ مش عارفة مين دي يا فاطمة؟!

نظرت فاطمة نحو بتشويشٍ، يمر شريطًا سريع أمام عينيها لها، أمسكت برأسها في قوةٍ ثم قالت بألم غلب كلماتها:

_ مـ.. ماما.

تساقطت الدموع من عيني ناهد، تتنفس بصعوبةٍ من الخوف، في حين أكمل الطبيب بسؤالٍ آخر عن يقين مُشيرًا نحوها:

_ طب ومين دي؟!

ادارت فاطمة رأسها تنظر نحو يقين التي أحمر انفها وفمها من أثر البكاء، ثم قلت بعدما تذكرت كلمة مميزة:

_ وجه الأرنب.

ضحكت يقين وسط دموعها المتساقطة بغزارة وكأن عينيها سحاب فاض بيه فأمطر بقوة، بعد ذكرها للقب الخاص بهما، اومأ الطبيب براحةٍ، ثم تمتم بهدوءٍ:

_ طب أنتِ عارفة أنتِ مين؟!

اومأت فاطمة بإيجابيه، تجيبه بعدما خف ألم رأسها:

_ آه أنا فاطمة محمد.

تنهد الطبيب براحةٍ كبير، ثم أردف أخر سؤال:

_ طب النهاردة موافق كام؟!

نظرت له بتشويش، ثم هاجمها ألم رأسها مجددًا ولكن بعنفٍ شرس، تردف بألمٍ وهي تمسك برأسها بقوةٍ:

_ مش عارفة.. آآآه.

:_ أهدي يا فاطمة خلاص مش مهم تفتكري.

قالها الطبيب بنبرة قلقة عندما انكمشت فاطمة على نفسها بألمٍ، ثم بدأت تردد بتشنج:

_ 4/8/2022.

وقعت صدمة على مسمع الجميع، فكانت بمثابة صخرة حادة قُذفت فوق رؤوسهم ليقفوا بجسد متخشب، فقد فقدت من ذاكرتها عامين كاملين، أشار الطبيب لأحد الممرضات بأن يحضروا حقن مهدئة، واسرعوا بحقنها كي تهدأ، لتمر دقائق تهدأ تشنجات جسدها التي ازدادت منذ لحظة سؤاله.

خرج الطبيب ومعه ناهد وشقيقتها اللتان لا يزالان أسفل تأثير تلك الصدمة، حتى تحدث الطبيب بنبرة جادة مهتمة:

_ هي الآنسة فاطمة تعرف خطيبها من امتى؟!

فاقت يقين من شرودها عندما وقع السؤال على مسمعها، لتجيبه بتأكيد:

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن