الفصل الرابع عشر (هل الحب يكفي لإكمال الحياة)

62 13 19
                                    

وبالحُبِ اهتديت

«هُدايا وهُداكِ وبينهما العشق»

سلمى خالد إبراهيم

استغفر الله العظيم وأتوب إليه 3 مرات

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 7مرات

( قولهم مش هياخدوا وقت يا سكاكر♥)

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع عشر

( هل الحب يكفي لإكمال الحياة؟)

غريبًا أنت أيها الحب، فأنت لست كما نظن شعورًا خيرًا فقط، بل أنك تحمل نصيبًا من الشر أيضًا لتطيح بحياة البعض وتزهر حياة الأخرين، فنغادر تلك الحياة حاملين ذنب من أحببناهم سودنًا ولم يحبونا بل أحبوا غيرنا، فليت الحب خيار وليس إجبار لَمَا وصلنا إلى خلف قضبانه من خذلان وألم.

تداهمنا الدهشة عندما نصادف تشابه صغير بين شيئين أو شخصان أو غيرهما، فما بالك بتطابق المعطيات دون النظر لها، تلك الحالة وُضع بها غفران بعدما استمع للاسم الذي نطقه عاصم، يقطب جبينه بتعجبٍ مما سمعه، ولكن لم يخبره جده أو والدتها بأن فاطمة تعاني من فقدان ذاكرة هي تتعامل مع الجميع ببساطة شديدة، نفض تلك الشكوك من رأسه ينظر نحو عاصم الذي أنهى احتسائه للشاي ثم قال محاولًا الابتعاد عن تلك الشكوك:

_ طب هتعمل ايه بقى؟

زفر عاصم بتمهلٍ، يغرق بدوامةٍ ضخمة من التفكير، أغمض حدقتيه ثم فتحهما يجيبه ببعض الشرود العالق به:

_ مش عارف يا غفران بس الحال الوحيد أن فاطمة ترجعلها الذاكرة عشان تحكلنا تفاصيل الحادثة ونعرف منها مين اللي عمل فيهم كده ونقدر نفتح القضية تاني.

نظر له غفران ببعض التعجب، يتسأل بحيرة:

_ هو مش أنت معاك الدليل التقارير الحقيقية ما تقدمها وتفتح القضية تاني؟

حرك عاصم رأسه بنفيٍ، يجيبه بصوتٍ مختنق:

_ القضية هتتقفل ضد مجهول يا غفران... الشاب اللي لعب في الفرامل العربية مختفي وزي ما قولتلك لزما فاطمة ترجعلها الذاكرة عشان نقدر ناخد اقولها وكمان التقارير اللي معايا اتسرقت ومقدميش غير الحلين دول والاتنين مختفين وكأنهم مقطوعين من شجرة.

ثم أضاف ساخرًا بعدما تذكر التهديد الذي تلقاه:

_ ومتنساش إن سبب وجودي هنا القاتل نفسه.

اومأ غفران متفهمًا حديثه، يشعر بالمأزق الذي وقع به صديقه، ولكن لم يطل الصمت بينهما يرتفع صوت عاصم لتغير مجرى هذا الحديث:

_ ها فكرت إزاي تصالح مراتك؟

ابتسم غفران من ذكراها، ترتسم صورتها أمام عينيه، لاحظ عاصم تغير حالة غفران من ذكرها ليبتسم بسعادةٍ لصديقه فقد ازهره الحب، رفع كفه يحركه أمام وجه غفران ليفيق فاستجاب له غفران ونظر له ولا تزال البسمة عالقة على ثغره يجيبه بإماءة صغيرة:

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن