الفصل الثاني عشر ( غصة الماضي 2)

55 9 7
                                    

وبالحُبِ اهتديت

«هُدايا وهُداكِ وبينهما العشق»

سلمى خالد إبراهيم

استغفر الله العظيم وأتوب إليه 3 مرات

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 7مرات

( قولهم مش هياخدوا وقت يا سكاكر♥)

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني عشر

(غصة الماضي 2)

سأعود يومًا لأفضل مما كنت عليه ولكن لا تتركيني!

وقعت تلك الكلمات كنصلٍ قاتل على المتخفي خلف شجرة، بينما كالصخرة عليها، تنظر لتلك السيدة بذهولٍ لنطقها مثل تلك الكلمات، تغيّرت معالم وجهها لأخر حازمة جادة، ترد بكلماتٍ منمقة:

_ مع أن الكلام دا يخصني أنا وغفران بس ومحدش له حق يدخل في حياتنا لكن هرد على حضرتك وهقولك إن غفران لا يعيبه شيء... احنا الاتنين تقبّلنا بعض بعيوب بعض... هو في نظري كامل ولو جه صف رجاله قدامي وهو معاهم عيني مش بتشوف غيره... هو قدر يخليني أشوفه وأحبه... عصبي شوية طب حضرتك متعرفيش أنا فيا عيب ايه وهو مستحمله... غفران لو لفيت الدنيا بحالها مش هلاقي زيه لأن ببساطة هو الراجل المثالي بنسبة ليا ولو رجعت بالزمن تاني هختار غفران.

شعرت تلك السيدة بالحرج تنظر لصديقتها الواقفة جوارها ترسل لها نظرات عتاب، بينما الصدمة تعتري ملامح غفران خلف تلك الشجرة، اردفت تلك السيدة بحرجٍ:

_ مقصدش يا حبيبتي أنا بس من حبي ليكِ يعني وكده واكمن خطيبته سابته بعد اعاقته فقولنا أنه يعني مفيش واحدة تستحمله.

اشتعلت نيران الغضب داخلها ولكن حاولت السيطرة عليها حتى لا تفقد الموقف وتصبح ذات خُلق سيئة:

_ زي ما قولتلك غفران مفهوش شيء يكسف أو يخليني اتحرج منه لا هو بيشرب مخدرات ولا تاجر سلاح ولا انسان فاشل وضايع... دا مثقف وفخورة كوني مراته وهو جوزي واختلافه مع خطيبته دا شيء عادي هو مش أول واحد يخطب ويسيب خطيبته أو خطيبته تسيبه.

ابتسمت لها تلك بحبورٍ، تربت على كفها برضا قائلة:

_ ربنا يهدي سرك يا بنتي ويكون لك ذرية صالحة... ونعمة الزوجة والتربية... ومتأخذنيش في الكلام فوتك بعافية.

اومأت لها فاطمة مبتسمة، تراه تغادر من المنزل تتحدث مع صديقتها في حين كان يقف خلف الشجرة يشعر بصدمةٍ وراحةٍ من حديثها، لم يتوقع رؤيتها له بتلك الطريقة، لم تشعر بالحرج كخطيبته، وضع يده على صدره يشعر بأن جدار ثقته بنفسه الذي هُدم رممته بحديثها، استدار ينظر لها فوجدها تحمل حقائب الحليب والبيض وتدلف بها إلى المطبخ من الجهة الخلفية، ليعود هو مكانه يسير بخطواتٍ متمهلة ولكن عقله لا يفكر سوى بحديثها الذي يتكرر مرارًا فترتسم البهجة على شفتيه دون وعي منه، يدرك تفكيره الخطأ بها، صعد غرفته ثم انطلق نحو الخزانة يخرج منها حقيبة التي تحوي اوراق الخاصة بأبحاث قديمة، يهتف بجدية:

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن