الفصل السابع ( صَدَمَاتٌ )

74 9 8
                                    

وبالحُبِ اهتديت

«هُدايا وهُداكِ وبينهما العشق»

سلمى خالد إبراهيم

استغفر الله العظيم وأتوب إليه 3 مرات

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 7مرات

( قولهم مش هياخدوا وقت يا سكاكر♥)

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع

( صَدَمَاتٌ )

لأول مرة نعلم أن لأثر خذلان الغريب ألمًا يصيب القلب فيطفئ الروح ويضمر تلك اللمعة بأعينٍ بعيدًا، تكرر الخذلان مؤلم فما بالك أن يأتى خذلان القريب والبعيد معًا بلحظةٍ واحدة! ما الذي سيحدث لهذا القلب المسكين!

فاض الدمع من عينيها ليصبح نهرًا يجري على وجنتيها، تلتمع عينيها بألمٍ قاسٍ، تنظر نحو غفران الذي عاد للرشد بعد تلك النظرة، هبطت فاطمة بعينيها تنظر لأوراق في ألمٍ، ثم جثت على ركبتيها تمسكها بأيدٍ مرتعشة تتأمل ما حدث بهم، كانت تلك الأوراق الممزقة بين يديه ترفع بصرها نحوه بوجهٍ يشع بالحمرة، تردد بصوتٍ متألم:

_ أنتِ عملت ليه كده! كل دا عشان ايه اصلًا!

لم تجد جوابًا منه لترفع بصرها نحوه مرددة بنفورٍ ولكن يزداد فيض عينيها:

- أنا بقيت بكرهك يا غفران بكره وجودك وكرهت اكتر أن اسمى على اسمك! أنا مش عايزة وجودك في حياتي.

تأمل عينيها اللتان تخبران صدق حديثه، يتأمل وجهها بأعينٍ تائهة لا يعلم ما الذي حدث فهو لم يشعر بذاته عندما مزق كتابها!

نهضت فاطمة والأوراق تتساقط من يدها، تسترسل بنبرة مختنقة:

_قسوتك خلتني مش طايقة أعيش معاك تاني! مبقتش قادرة اشوف فيك حاجة حلوة زيك زي المسخ بس أنت مسخ مشوه من جوا.

لا تعلم بأن حديثها ليس سوى خناجر تقتله، كادت فاطمة أن تكمل حديثها باشمئزاز ولكن اوقفها غفران قائلًا باختناق:

_ بس كفاية!

احتدت نظراتها ولكن لا تزال تشع بحمرة من أثر البكاء، تتمتم في مواجهة لأفعاله:

_لا مش كفاية زي ما أنا مستحقش أنت كمان متستحقش الراحة ابدًا.

كانت تلك الجملة بمثابة أخر ما يمزق قلبه لأشلاء، ينظر إلى حدقتيها اللتان تلتمعان بالبغضاء منه، يردد بهمسٍ يحمل أنين الألم:

_ للأسف عمرك ما هتفهمي.. بس زيك زي غيرك بتحكمي من غير ما تعرفي أو تعيشي اللي عيشته.

تركها يعرج على قدمه يغادر الغرفة بل المنزل بأكمله بينما هي بقت تجلس مكانها تنحب بقوةٍ ولا تعلم ما الذي يجب فعله.

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن