الفصل الحادي عشر ( غصة الماضي)

75 10 5
                                    

وبالحُبِ اهتديت

«هُدايا وهُداكِ وبينهما العشق»

سلمى خالد إبراهيم

استغفر الله العظيم وأتوب إليه 3 مرات

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 7مرات

( قولهم مش هياخدوا وقت يا سكاكر♥)

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الحادي عشر

(غصة الماضي)

ألا تعلم أن وصال القلب بيننا لن يوقفه شيء، سأبقى معاك حتى تعترف لنفسك أنك الأفضل وأن ما بك ليس بعجيبة من عجائب الحياة بل طبيعي تمامًا، أنت ستظل الأفضل على الاطلاق بأنظاري يا عزيزي.

عادت تلك الغصة بقوةٍ أكبر تقبض على صدرها بشراسة، تركت كفه سريعًا تضع يدها على صدرها بقوةٍ تحاول أن تنزع تلك الغصة ولكن لم تستطع، تهدجت أنفاسها، يرتعش باقي جسدها بالكامل، لتصبح قدماها كالهلام لم تقوَ على الوقوف، سقطت على الأرض كالمرة السابقة لا تشعر بشيء سوى الألم القابض على صدرها، ودموعها المنهمرة من شدة الألم، صوت أنفاسها التي تلتقطها بصعوبةٍ بالغة.

انتفض غفران من رؤيتها بتلك الحالة، يتقدم نحوها بقلقٍ حقيقي مردفًا:

_ مالك يا فاطمة؟

لم ترد، أصبح كل تركيزها على أن تستطيع التقاط انفاسها، لم يفهم غفران سر تلك الحالة التي تأتيها للمرة الثانية بقوةٍ أكبر، ثم انتبه لجسدها الذي تزداد رعشته دون توقف، وملامحها التي تدل على الاختناق من ضيق التنفس، فأسرع يمسك وجهها بين كفيه حتى تنظر له، يتمتم بصوتٍ رجولي واضح:

_ اتنفسي يا فاطمة... مفيش حاجة متخلكيش تتنفسي... يلا شهيق وزفير..

شعرت به قليلًا، لتبدأ بتفيذ ما قالته، وبالفعل بدأت بالتنفس شهيقًا وزفيرًا إلى أن هدأت رعشتها، مضى وقت طويل وهي لا تزال تنظم عملية تنفسها بينما ترك غفران وجهها ثم نهض من مكانه ممسكًا كفها بحنوٍ ليساعدها على النهوض، وبالفعل نهضت تسير معه كان يحاوطها بذراعه ويده الأخرى تمسك بكفها، لم تستطع فاطمة فعل شيء سوى الاستسلام له، كان الأثنان يتحركان ببطء هو لأجل عرجته وهي لأجل حالتها، وصل إلى الفراش ليبدأ غفران بمساعدتها على الجلوس والتسطح عليه، يدثرها أسفل الغطاء جيدًا، ثم نظر لوجهها المنهك يردد بهدوءٍ:

_ أحسن دلوقتي؟

منحته إماءة صغيرة، تتحاشى النظر له، بينما تأمل غفران طريقتها وردد دون ارادة منه:

_ أنتِ ايه اللي بيحصلك دا؟ ايه الحالة اللي بتجيلك؟

أدمعت عينيها بصمتٍ، ترفض الحديث معه، كيف ستخبره بحالتها التي سرعان ما تأكدت منها اليوم بعد تشخيص مبدأي من طبيبتها، أمسك غفران بكفها الذي تعتصره بالكف الأخر، حتى يستطيع لفت انتباهها، وبالفعل استطاع جذب بصرها نحوه، فأردف بنبرة هادئة تحمل الدفء:

وبِالحُبِ اهتديتْ  « هُدَايَا وَهُدَاكِ وَبَيْنَهُمَا اَلْعِشْقُ » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن