الامَايا،الفتاة الهجينة.

114 19 2
                                    


جلست أليكسندرا في غرفتها بهدوء مثقل بالحزن والصدمة، محاطة بهالة من الكآبة

كانت الغرفة صغيرة ولكنها أنيقة، محاطة بألوان دافئة تتناغم مع الأثاث الخشبي العتيق. الجدران مغطاة بقطع فنية ولوحات تعكس ذوق العائلة الراقي، لكن النظرة العامة للغرفة لم تكن قادرة على إخفاء الشبح الكئيب الذي حل بها

على الطاولة الخشبية بجانب النافذة، كانت هناك صور مؤطرة لاليزابيث وأليكسندرا، التي تبدو كخيوط من الماضي، تذكّرها باللحظات السعيدة التي فقدتها

تجلس اليكسندرا على كرسي بذراعين مريح، وقد وضعت رأسها بين يديها، وكأنها تبحث عن الراحة في هذا السكون الموحش

"لقد كنت أظن أنني لم أفقد أحداً في حياتي... لكن، اتضح أنني فقدت أقرب الناس إلي فقط. أولاً والدتي، والآن إليزابيث... أنا خائفة من فقدان شخص آخر"

همست بحزن شديد، كأنها تتحدث إلى نفسها في محاولة يائسة لمواجهة مشاعرها العميقة

بعد أيام من وفاة إليزابيث، توجه داريوس إلى المقبرة بتكاسلٍ

وصل إلى قبرها وجلس بجانبه، محاطًا بالهدوء الذي يخيم على المكان. كان الهواء البارد يلفح وجهه، إلا أن حرارة حزنه كانت أكبر من أن يواجهها. أغمض عينيه للحظة، ثم فتحهما وأخذ ينظر إلى النقش على الحجر

بحزن عميق، قال بصوتٍ خافت

"لا أستطيع تحمل غيابكِ في حياتي، إليزابيث. لقد اشتقتُ لإبتسامتكِ الجميلة"

ورفعت يده لتجفف دموعاً بدأت تتساقط على خده

ثم سكت قليلاً، وكأن الكلمات تنحشر في حلقه، قبل أن يواصل بصوتٍ مهتز

"هذا الأمر يتعبني حقاً. أصبحت أراكِ في كل مكان أذهب إليه، حتى أنني لم أقدر على النوم. كلما أغلقت عيني، أرى جثتكِ وكأنها تتراقص أمامي"

تنهّد داريوس بعمق، وجسده كله يعبر عن الإرهاق

"أنا آسف، إليزابيث. أعلم أنكِ حزينة الآن لأنني لم أفي بوعدي لكِ. لم أتمكن من حمايتكِ أو حماية طفلنا كما وعدتُ"

كانت يديه ترتجفان وهو ينحني فوق القبر، وكأن كل كلمة تقوله تجلب له مزيداً من الألم

"أنا شخص سيء حقاً"

تذمر بصوتٍ مكسور، بينما تتساقط دموعه ببطء على التربة الباردة، مغلفة المكان بصمت الحزن العميق

"يبدو أنكِ وحيدة هنا، لكنني لن أذهب وسأبقى معكِ، تماماً كما انتظرتكِ لـ 217 سنة لكي تحبيني. سأبقى هنا ولن أترككِ وحدكِ"

الامَايا، الفتاة الهجينة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن