دخلت قاعة الدراسة متحمسة، تبحث بعينين لامعتين عن صديقتها التي عرفتها منذ التحقت بالجامعة، صداقة دامت سنتين وأوشكت على السنة الثالثة.
لمحتها تجلس في مكانها المعتاد تتلحف هدوءها الذي ألفته ، رأتها تطالع صفحات كتابها باهتمام دون اعارة بالها للفوضى حولها.
توجهت صفاء نحو رفيقتها مهرولة، وهمت باطلاعها على الخبر الذي أذيع بالأمس على صفحات التواصل الاجتماعي وغير مزاجها، بكل حماسة :
-"أسماء أتذكرين الممثل الذي لطالما حدثتك عنه؟! لقد وقع عقدا مع ممثلتي المفضلة، سيكون مسلسلا أسطوريا!! أخيرا سيجتمع أبطالي معا لا أشك في قدراتهم على تجسيد أدوارهم ، لا أستطيع الانتظار حتى بدأ التصوير وتنزيل الحلقات، أنا حقا متحمسة !!!!!
أتساءل عن الحبكة كيف ستكون, هل ربما قصة مثلث حب ، أم ستكون قصة انتقام بينهما؟! في الحقيقة أفضل الدراما البولسية وقصص التحقيق لكن لابأس ببعض الرومانسية أليس كذلك؟! ستكون ممتعة حقا!!!!"
انتظرت أسماء انتهاء لهفة صديقتها وبثها لأخبارها اليومية عن المشاهير الذين تتابعهم وتنتظر تحديثاتهم لتغدقها بجديدهم كلما التقوا على مقاعد المدرج و بين أروقة الكلية أو حتى في رسائل على الأنترنت. لم تشأ أسماء مقاطعة حماسة صديقتها فهي تحب رؤية ابتسامتها وسعادتها بالرغم من أنها تتحسر عل تضييعها لوقتها على ما لا يفيدها و لاينفعها.
لذا بمجرد ما إن هدأت صفاء بعد جولتها في سرد ما يجول في خاطرها ، رددت أسماء جملتها التي عهدتها منها صديقتها:
- "صباحك سعيد وبالخير مليء ، أدام الله فرحتك وجعلك من المقبلين عليه المقربين إليه."
وبابتسامتها المشرقة أجابتها صفاء:
-"اللهم آمين، صباحك أسعد حبيبتي جمعنا الله في جنانه .
كيف الأحوال؟ أراك وصلت باكرا هذا اليوم."
- "بالطبع ،أنسيتي أننا سنقوم بمناقشة بحوثنا مع الأستاذ اليوم؟! لذا وجب علي الوصول باكرا لأرتب أفكاري وأحضر نفسي لعرضها."
بدا الاندهاش على وجه صفاء وسرعان ما ارتسم القلق على ملامحها:
- "يا إلهي!!! أسماء..."
-"ما الأمر ؟! أحدث ما يفجعك ويكدر سكينتك؟!"
-"أسماء المناقشة ستكون اليوم ويبدو أنني نسيت ذلك، لم أراجع بحثي ليلة أمس وأمضيت المساء في مشاهدة فيلم لثلاث ساعات!!!! ماذا سأفعل الآن؟ لم أقم بتصحيح بعض الأخطاء ولم أتأكد من صحة الفقرات الأخيرة وقد اقترب موعد التسليم!!!!"
-"أأسرفت في مشاهدة الأفلام وأهملت المهم من الأعمال!!! هداك الله صفاء ، لندع العتاب لوقت الفراغ وهلم بنا لتصحيح ما فوته من الأخطاء."
أنت تقرأ
تَذَبْذبٌ فَثَبَات
Spiritualصفاء فتاة كغيرها من أبناء جيلها، فضلت العيش في الواقع الافتراضي فعلقت في فخ المشاهير والأفلام وغفلت عن المعنى الحقيقي للحياة. هل لها من عودة لواقعها؟! وهل ستكتشف الهدف الأول لهذه الدنيا؟ مشاركة في مسابقة فسيلة.