-8-

18 7 1
                                    

تلقيت الكثير من النصائح تنهاني عن مداومة الابحار خلف المسلسلات والأفلام حتى أن شيئا في داخلي ينهرني كلما فكرت في الاختلاء بهاتفي والتوجه نحو تطبيق المشاهدة لاختيار ما سأتابعه، لكنني تغاضيت عنه وتجاهلت كل صوت يحثني على التوقف والعودة قبل الغرق لكنني سباحة ماهرة وقدماي ثابتة لن تتزحزح ولن أتأثر بشدة التيار.
هذا ما ظننته وأنا ألهث وراء جهلي وأسارع نحو حتفي.
جلست كعادتي آوي لأريكتي ، والتي أبدت رفضها لفكرتي، أتصفح أكثر الأفلام مشاهدة وقد جذب عنوان اهتمامي ، طبعا مشاهداته كثيرة لابد أنه ممتع بالقدر ذاته الذي ذاع به صيته.
بدأ الفيلم و كلي حماس لمعرفة القصة لكن لم تتجاوز الست دقائق وقد صدمني مشهد هز نفسي وزعزع ثباتي. أسرعت أطفئ الشاشة لعل روعي يهدأ من هول المنظر ، لكن سرعان ما تملكني الفضول فعاودت أنظر لما حرم علي، أسرعت أتجاوز المشهد لأسكت الصوت الذي أبى تركي لكن يبدو أن ذلك المشهد لم يكن الوحيد بالفيلم وللأسف هذا ما زاد من شعبيته، فضولي لم يصمت وأراد اكمال القصة ومعرفة النهاية وفي المقابل صوت ضميري كان له بالمرصاد فأخذ يذكرني بما غفلت عنه لحظتها: إن الله بكل شيء محيط، إن الله بكل شيء محيط ، إن الله بكل شيء محيط، أغفلت عمن يراقبك من فوق سبع سموات؟! أنسيت أن إغلاقك لباب غرفتك لا يخفي فعلتك عن خالقك؟! أنسيت ما حفظته من كلام الله وقوله " يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا"؟! ويلك ويلك يا صفاء مما عملته يديك !! "
لحظات الصدمة التي تملكتني لم تكن بالشيء اليسير علي، هلع مسني ورجفة سارت بجسدي ، ما الذي أقدمت على فعله؟! كيف سولت لي نفسي؟!
لم يسعفني الكلام لألوم ذاتي، ولم أجد من الكلمات ما يبرر فعلتي وينكر خزيي، وقعت في فخ الغرور والكبر، ظننت نفسي من الذنب معصومة ومن الاثم والزلل محفوظة.
ركضت نحو الحفر بقدمي وظننتني سأنجو من السقوط في الوحل.

تَذَبْذبٌ فَثَبَات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن