عدنا لمقاعد الدراسة، ولا أنكر اشتياقي لمرافقة أسماء صديقتي الودودة، التقينا وتعانقنا وهتفنا لعودة لقاءاتنا.
جلسنا نتبادل أطراف الحديث حنى وجدتها تسألني بعد أن التمست تغيرا حالي:
-"ما بال هدوئك اليوم؟! ولم أسمع منك خبرا عن أولئك الأبطال؟!"
أجبتها وقد صدقتها القول:
-"تركت ما يشغلني عن ربي وعن دراستي، ظننتني خارقة لأتجنب الوقوع في الزلل لكنني ذقت الويل ببعدي عن خالقي، والحمد لله الذي ردني إليه وأطمع أي يغفر لي خطيئتي."
ردت أسماء بابتساماتها المشرقة، فقد لاحظت تعلقي بتلك الآفات منذ أول لقاءنا، ولم تكل ولم تمل نصحي وارشادي للاعراض عنها والاقبال على حفظ القرآن وقد بدأت ذلك باصرار منها رغم تلطخي بتلك العادة السيئة:
-"سعيدة بك حبيبتي وسررت بنجاتك واستفاقتك من أوهام الأفلام وسحر المسلسلات، عسى الله أن يثبتك على دينه ويعينك على طاعته."
-"آمين واياكم. أسماء هل يكون من الازعاج ان طلبت نصيحتك في موضوع ما؟!"
-"أنت صديقتي صفاء ولن أبخل عليك بنصيحتي إن كان في استطاعتي إفادتك، هات ما عندك."
-"في الحقيقة، رغم تخلي عن ذلك البلاء إلا أن نفسي لازلت تحدثني بالعودة إليه، أتساءل إن كان لديك فكرة لتخطي هذه المعضلة وتجنب الوقوع مجددا بنفس الحفرة؟"
-"صفاء للقضاء على الآفة يجب التخلص من جذورها، لذا سأسألك، كيف تصلين إلى الحلقات؟ ومن أين تتعرفين على تلك المسلسلات؟!"
-" لدي تطبيق يجمع ما اختلف من الأعمال الدرامية ويسهل لي الوصول لما أرغب من الأفلام، كما أن الأخبار تصلني على مواقع التواصل الاجتماعي سواء من صفحات الممثلين أو حتى الخاصة بالمعجبين."
-" اذا اول خطوة هي إلغاء متابعة أولئك الأشخاص، وتغييرهم بما يهمك ويفيدك من المحتوى الثقافي ، الديني أو العلمي، ثم الآن لم تعودي بحاجة لذلك التطبيق وبؤرة الآثام، فانتزعيه من جهازك لعل ذلك يشفي سقمك ويحسن حالك."
-" جيد، خطوة منطقية وجد مفيدة، لكن ماذا لو ضعفت نفسي وعدت على أعقابي؟!"
- "لدي فكرة طبقتها وقد نجحت في جعلي أبتعد عن حفر الملهيات."
- "شوقتني، ماهي ؟!"
- "كلما كان لدي وقت فراغ أو حتى لاح ببالي متابعة أحد الأفلام سارعت لمشاهدة حلقات الأئمة والدعاة."
- "ماهي هذه الحلقات وعن ماذا تدور؟!"
- "عن مختلف الأمور الدينية ، ستجدين ما يجذبك من المواضيع وستتعرفين على دينك بما يرضي الله، ومؤخرا أعجبت ببرنامج مثير للاهتمام عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، صديقيني لقد سمعت عن مواقف عظيمة لم يكن لدي علم بها كما تعرفت على صحابة أجلاء ذوي أعمال قيمة تأسفت أنني لم أسمع عنها قبلا."
- "حقا، هذا مثير للاهتمام."
- "صديقيني معرفتنا عن حياة الرسول ماهي إلا معلومات سطحية وكلما تعمقت في سيرته وأخلاقه وأحداث يومه كلما علمت عظمة هذا الدين وعظمة رسولنا الكريم."
-" تشوقت لما تسردينه، أرسلي لي رابط الحلقات يبدو أنني وجدت متعة خير لي من أفلام ومسلسلات."
أنت تقرأ
تَذَبْذبٌ فَثَبَات
Spiritualصفاء فتاة كغيرها من أبناء جيلها، فضلت العيش في الواقع الافتراضي فعلقت في فخ المشاهير والأفلام وغفلت عن المعنى الحقيقي للحياة. هل لها من عودة لواقعها؟! وهل ستكتشف الهدف الأول لهذه الدنيا؟ مشاركة في مسابقة فسيلة.