أغمضتها كي لا تفيض فأمطرت

13

واقفة تشوفه يقترب منها ويمسك ذراعها، وكأنها بحلم اصوات الناس صارت بعيدة وحركتهم بطيئة، تشوف اختها تحاول تبعده عنها
وهي مو فاهمة شالسبب؟ ليه اختها ما تبيه حولها؟ شصار وهي ما تتذكره! شنو سبب الانفصال من الاساس؟ معقول يكون سبب قوي لدرجة اهلها ما يبونه يلتقي فيها؟ تثق فيه ولا في اختها بهاللحظة!
قالت بصوت شبه مسموع: خلاص...وقفوا
رفعت عيونها على نايل: خل نتفاهم بالشقة
ابتسم بخفة: طيب، تعالوا معاي سيارتي موجودة
مشى وجنبه غاية ووراهم نجلاء
ركبوا السيارة وتوجه للشقة
قالت نجلاء: العنوان..
قاطعها: اعرفه
كانت غاية في المرتبة الخلفية جنب اختها تتأمله، تذكرت كيف تقابلوا اول مرة بالمطعم وكانت خفيفة، ولقاءهم الثاني في المتحف ووعدها لو التقوا مرة ثالثة راح يتعارفون، ماكانت تدري ان بلقاءهم الثالث راح تعرف انه زوجها مو شخص عابر
زوجها اللي واضح انه يتبعها بكل خطوة تخطيها رغم انها نسته كلياً هو وذكرياته وأيامه وحتى اسمه
سرت قشعريرة بجسدها لما تذكرت كيف حضنها يوم لقاها بين الحشود وكان ملهوف وخايف..ماتدري شنو كان سبب الانفصال بس الأكيد ان مشاعره هذي صادقة! خوفه ولهفته وابتسامته واحتواءه لها صادق، تشوف هالشي بعيونه
وهو نفس الشخص والدفء اللي حست فيه قبل تصحى من الغيبوبة وسمعت صوته...فهمت الحين ليه لما شافته اول مرة حسته مألوف جداً، وكأنه شخص تعرفه من سنيين..
وصلوا الشقة ونزلت من السيارة ومعاها نجلاء ووراهم نايل
فتحت باب الشقة ودخلوا
قالت نجلاء: غاية خليني اشرحلج..
تنهدت غاية: ممكن تخلينا بروحنا؟
نطقت نجلاء: بس..
كررت غاية كلامها بهدوء: خلينا بروحنا شوي
دخلت نجلاء غرفتها وقفلت الباب
ناظرت غاية نايل واقف بعيد عنها
أشرت له: تعال اجلس هنا وتكلم اسمعك
جلس على الكرسي المقابل لها، مايعرف من وين يبدا
يقول الحقيقة ويصدمها وممكن تنتكس؟ او يخبي عنها؟
حط عينه في عينها، وارتبك..نبضات قلبه تزيد كلما ناظر عيونها
تنحنح: تقابلنا في لندن قبل ماترجعين الدوحة بنفس المطعم اللي تقابلنا فيه قبل كم يوم، ورجعنا بنفس الطيارة
ابتسمت بخفة: صدفة؟
تساؤلها زود اشجانه وتجاهل الاجابة عنه، اي صدفة؟ وهو كان حاسب حساب كل خطوة تخطيها وعازم يدمرها ويدمر حياتها
ثم كمل: ولما رجعنا الدوحة اختج نجلاء واختي ريم طلعوا رفيجات، وتصادفنا بمقهى كم مرة..بعدين خطبتج ورفضتي ثم خطبتج ورفضتي بس بالمرة الثالث قبلتي وتزوجنا..
ضحكت: اوووله رفضتك ٣ مرات اعترف شمسوي؟ غريب مع انك my type وستايلي المفضل
ابتسم لانها كانت صريحة في انها تبدي اعجابها فيه، من زمان من بدايات زواجهم قالت هالشيء لو التقوا بظروف مختلفة كان نظرتها له تغيرت، والحين هم التقوا بظروف مختلفة
يعني هذي نظرتها الحقيقية له..بدون ماتعرف ماضيهم

شافته سرح بخياله وبادرت بالسؤال: وليه انفصلنا؟
هرب بعيونه وصد عنها وقال بنبرة انكسار: انا غلطت في حقج، وقررتي تنفصلين عني..يعني انا السبب
عقدت حاجبها: ليه شسويت؟
ما جاوب، ماقدر يجاوب..كان خايف يخسرها، كان خايف تنتكس حالتها لو عرفت الحقيقة! هي مسحت كل شيء من ذاكرتها ذيك الليلة واللي جرا لها والجريمة وسنين من العذاب والكوابيس، و تبيه يذكرها فيهم؟ كان السبب في انكسارها مرة ومستحيل يساهم في انها تنكسر مرتين...