23

1.4K 55 5
                                    

شافت شاهين ونواف وجابر يطلعون من المصعد ويركضون غمضت عيونها بألم، انفجعوا وهم يشوفون نايل رامي ثقله على غاية قرب نواف يسحب نايل: شفيك شصار؟
لكن نايل ما نطق ولا حرف وعيونه تناظر للفراغ
جلسوه على الكرسي وطلع فهد وجهه أسود من الفجعه
ناظر جابر يشوف جثة ممدة على الأرض والعساكر يحرسونها مغطينها، فهم اللي صار ابوه مات بس كيف وشلون؟
شهق شاهين: اخوي محسن!
هز رأسه فهد: انتحر، وقبل ما ينتحر نوى يقتل نايل
شهقت غاية من صدمتها ماتوقعت انه ينوي يقتل ولده
نواف استدار يشوف غاية تضغط على جرح نايل واصابة كتفه بأيدينها وقطعة قماش تحاول توقف النزيف
جابر جلس على الأرض بصدمة وشاهين نزلت دموعه بقهر
اما نواف اقترب من نايل: بنوديه المستشفى
دخل المدير وهو غاضب: محد يطلع من هنا! تحسبون الدنيا فوضى! انت يا فهد راح تتحاسب حساب عسير وكلكم
ثم لف نظره على غاية: وانتي من تكونين؟
بلعت ريقها غاية: غاية بنت خلفة، زوجة نايل
ضحك المدير باستهزاء: واحنا ما نخلص من مصايب نايل تطلع لنا زوجته؟ اللهم اجرنا
وصلوا الإسعاف واخذوا جثة محسن والمحققين قفلوا الطابق كله للتحقيق وبدأوا ياخذون الادلة، كل شيء واضح والكاميرات صورته، دخول فهد ونايل للتحقيق بشكل غير رسمي مع محسن، وضغطهم على محسن، وكيف محسن اخذ سلاح فهد وجلس يهدد نايل انه يقتله وكان ناوي يفعلها ويقتله لو ما فهد دفع نايل بعد عنه والرصاصة أصابت كتفه، ثم محسن لما ثبت السلاح على راسه وانتحر اول ما فتحوا العساكر الباب
الممرض ضمد جرح نايل وغاية لا زالت متمسكة فيه
نايل ما نطق ولا حرف، ولا ناظر اي شخص من وقتها وهو يناظر الفراغ وبس..مو معاهم! غاية ماقدرت تتحمل وضعه بدأت تخاف، دخلوه التحقيق وما طلع معاهم شيء ودخلوا غاية التحقيق بعد وما طلع معاهم شيء غير اللي سجلته الكاميرات
شاهين طلع يفرك ايدينه يناظر الفراغ ما لقى جابر او نواف اكيد راحوا للمستشفى مع جثمان أبوهم
طلع نايل من التحقيق يناظر مكان غاية وفهم عليه شاهين: اخذوها للتحقيق
فز قلبه وهو يدري انها تخاف هالمكان بالذات توجه لغرفة التحقيق ودخل: اتركوها
عقد المحقق حاجبه: نايل انت ناوي تخربها؟ ترا المدير ناوي يوقفك عن العمل شهرين زيادة
كرر نايل كلامه بدون انفعال: زوجتي تطلع من هنا الان
ناظرته غاية وفهمت سبب خوفه: نايل انا بخير اصلاً خلصنا
وقعت على افادتها ومسك ذراعها نايل وطلعوا
شاهين لما شافهم مقبلين: ما بتروح المستشفى معاي؟
غمض عيونه نايل بألم وترك شاهين وراه ومشت غاية معاه
ركب سيارته يسوق لأن جرحه سطحي ويقدر، وركبت غاية جنبه بهدوء تام بدون ما ينطقون حرف، تعرف اللي يحس فيه الحين من فقد وحزن وصدمة وخيبة أمل، وجعه كبير ولا تلومه...
كانوا متجهين لبيتهم وعلى يمينهم البحر، فجأة نايل شرد ذهنه وماقدر يسيطر على السيارة ودعم الرصيف..مد ذراعه قدام غاية لا تضرب في الزجاج وثبتها بكرسيها
انفجعت غاية وهي تناظره: نايل انت بخير؟
ضرب السكان (الدركسون) ونزل من السيارة
تشوفه يبتعد بخطواته صوب البحر وهو مخنوق يحاول يتنفس
نزلت وراه على طول: نايل تكفى لا تخوفني عليك
يده على عنقه والثانية على صدره يضربه بخفة يحاول يشهق النفس مو قادر، ركع على الرمل وركضت غاية لين وصلت عنه ومسكت وجهه في ايدينها تشوفه يتعرض لنوبة هلع مو قادر يتنفس ولا قادر يتحرك ومخنوق
ناظرت في عيونه وهو يصد: نايل ناظرني ناظرني انا غايتك
مسكت وجهه تثبته قدامها وتجبره يناظرها: تنفس معاي، شهيق..زفير...يلا معاي..شهيق..زفير
ناظر عيونها وايدينها تحضن كفوفه الراجفة
اخذ نفس معاها وكرروا الحركة لمدة دقايق لين هدا ورجع نبضه طبيعي وانفاسه متزنة ورجفته راحت
ارتمى بحضنها على الرمل بكل ثقله وهي تحتضنه: لا باس عليك لا باس يالقلب الشجاع
قعدوا ساعات فوق الرمل وهو ساند راسه فوق كتفها بدون ما يصدر له صوت وهو احترمته حزنه وصمته وما نطقت بحرف لين أشرقت الشمس عليهم
رفع راسه بثقل وناظر عيونها وهي تنطق اسمه: نايل
قال بصوت مبحوح: غاية..بروح أشوفه اخر مرة
تدري انه صعب عليه يروح بعد كل شيء صار، ابوه اللي نوى يقتله مرتين..وانتحر بعد كل المصايب اللي طاح فيها
وقفت ومدت كفها له: انا بوديك
هز راسه بالنفي: لا، مابيج تضغطين على نفسج بعد اللي سواه فيج انتي روحي البيت وانا بروح المستشفى
هزت راسها بالنفي: انت ضغطت على نفسك عشاني ووصلت ابوك لحبل المشنقة عشاني، انت عاديت أهلك وعاديت نفسك عشاني! وتبيني ما اضغط على نفسي عشانك؟ ماني اغلى منك
مسكت ذراعها بقوة: انا بوصلك
ركبت السيارة ورغم الدعمة الخفيفة بالرصيف فيها إضرار وبدات هي تسوق لين وصلوا للمستشفى
توجهوا فوراً لِقسم ثلاجة الموتى وكانوا أهله كلهم هناك
ناظرت امه وبكت بحرقة وصدت عنه، جابر كان جالس على الارض مهدود حيله، نواف يهدي ريم المنهارة وشاهين ينطر للفراغ بصمت
قرب نايل من امه: يمه...
شهقت ام جابر وهي تضرب صدره: شسويت في ابوك يا نايل!
اقتربت غاية بهدوء تسحب نايل وتوقف بينه وبين ام جابر: يا خالتي تعوذي من ابليس شنو ذنب نايل؟ ماتشوفينه مُصاب؟ والمرحوم انتحر ادعوا له بالرحمة..
ابتعد عنهم نايل ودخل للغرفة المغلقة اللي فيها جثمان أبوه
ناظرتهم غاية ونطقت بحدة: اقدر زعلكم، وحاسة بوجعكم واتفهم حزنكم! بس اللي اشوفه يقسى على نايل بكلمة او نظرة حتى يلقاني انا في وجهه! نايل اللي فيه مكفيه وشايل حمل ماتقدرون تشيلونه ولا تتحملونه ولا مين يتحمل فكرة ان ابوه يحاول يقتله مرتين عشان ما يفضح وساخته؟ نايل اكثر واحد موجوع فيكم ومصدوم ومخذول وفوقها ضميره يأنبه
كانوا يناظرونها بصدمة وذهول من كلماتها وتهديدها
كملت وهي ترفع سبابتها: اياني واياكم حد يزعل نايل

أغمضتها كي لا تفيض فأمطرت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن