18

1.6K 52 4
                                    

دخلت غاية الغرفة وهي مرتبة وشافت كل شيء متكسر حول نايل ونواف واقف بعيد عنه نطقت بخفة: شصار؟
نطق نواف وهو يمشي صوبها: تهاوش مع ابوي مانعرف السبب بس نايل أول مرة تنهار أعصابه، تكفين شوفيه مو راضي يتكلم
غمضت عيونها غاية حست انها السبب معقولة لأنها قررت ترجع البيت ابوه سوا سالفة؟ كان نايل سرحان بعالم ثاني
تنهدت: طيب انت روح الحين
طلع نواف وقفلت وراه الباب بالمفتاح عشان محد يدخل ويقاطعهم، تقدمت بخطواتها المترددة قربت من نايل، اول مرة تشوفه معصب وبهالحالة ماتدري شتسوي معاه تقرب منه ولا تخليه لين يهدأ لكنها قررت تتخذ خطوة له، كان جالس يناظر بالفراغ وعيونه حمرا مثل الجمر..
جلست على طرف السرير مُقابلة له
احتضنت ايدينها الباردة كفوفه المشتعلة نار، فز لما لمسته وناظرها مايدري متى وصلت لين عنده..
كانت عيونها مرتبكة خايفة: شصار؟
صد عنها غصب عنه: ولا شيء
حطت ايدينها الناعمة على ذقنه: طالعني لما اكلمك
ما ناظرها، كمل صدوده
تنهدت بتعب: ليه تصد عني؟ مو قلت بنعيش كل المشاعر سوا ومع بعض؟ والحين تخفي حزنك عني؟
رد بصوت خافت: غاية تكفين خليني بروحي، تراني مو على بعضي اليوم وراسي مصدع ماشوف قدامي
شدت على كفوفه وقالت بنبرة واضحة: ما بخليك لين تقول شصار؟ تهاوشت مع ابوك..عشاني؟
رفع عيونه عليها، كانت تحاول تبتسم وتخفي ارتباكها
غمض عيونه: لا مو عشانج، مشكلة بيني وبينه
تدري انه يكذب، وهي خايفة..خايفة انها بعد ما لقت الحضن والأمان عنده تفقده، تخاف تخسر نايل اللي ضمد جروحها، ما مداها تشبع منه والحين تحس انها بتفقده..
ردت وهي تحاول تخفي غصتها: ادري اني السبب، ابوك اصلاً مايحبني ولا يحب ابوي ماعرف السبب لكن، الأكيد انه ما يطيقني ويمكن معاه حق انا بنت عدوه، ف إذا طلب منك تنفصل عني...اذا كان زعلان منك بسببي، يا نايل أبوك أهم مني ورضاه جنتك ونارك! ما عليك مني وروح تسامح منه وانا..
قاطعها وهو يحضنها: أنتِ زوجتي وحبيبتي، ما اخليج والله وانتِ لا تخليني طيب؟ تبقين معاي مهما صار اوعديني

كان حضنه حضن محتاج للوطن، هالمرة هو المحتاج لحضنها وقربها منه، دفن راسه بصدرها يشدها له، غمضت عيونها غاية وهي تربت على راسه بخفة تطمنه انها معاه بهاللحظة..
همست بأذنه: أوعدك..
حست فيه ارتخى بحضنها، اعصابه المشدودة ارتخت
بعدت عنه تشوف نظراته الخاوية يناظرها بكل شعور يحويه قلب انسان، مافهمت نظرات حب ولا حزن ولا ندم ولا قهر، استغربت نظراته واستغربت اكثر وحبست انفاسها لما قرب منها وعينه على ثغرها..ثم ناظر عيونها المرتبكة و ابتعد عنها
تنفست براحة وصدت: بروح انادي حد ينظف الغرفة
مسك يدها نايل يوقفها: مانقدر نطلع اليوم؟ انا بخير
زمت شفايفها: تو جرحك ما طاب لازم تبقى تحت المراقبة
قال بهدوء: مابي اجلس هنا اكثر خلينا نروح بيتي
عقدت حاجبها: بيتك؟
رد: اي شقتي يعني، مابي اشوف حد ابي اقعد بروحي فترة
غمضت عيونها وهي تفكر: لهالدرجة الموضوع جدي؟ وما تبي تعلمني عن السبب؟
رد وهو يغتصب الابتسامة: انا وابوي دايماً نتهاوش عادي
تدري انه يكذب عشان ما تزعل، واختارت تصدق كذبته هالمرة وما تتعمق بالموضوع اكثر
ثم قال: نقدر نطلع؟
ابتسمت: بس على مسؤوليتك لازم توقع
طلعت تنادي الدكتور المسؤول عن حالته د.فواز
عقد حاجبه لما شافها داخلة المكتب
قالت غاية: اولاً اشكرك لانك فكرت بقرارك بعين الصواب ورجعتني لقسم الجراحة، ثانياً المريض نايل بن محسن يبي يطلع من المستشفى على مسؤوليته..
قاطعها الدكتور فواز: اولاً ما رجعتي هنا لأني فكرت بالموضوع بالعكس رجعتي هنا لان زوجك العزيز هددني! ثانياً دامه يبي يطلع على مسؤوليته خليه يوقع الاستمارة ويتفضل
عقدت حاجبها: شدخل نايل؟
ضحك بخفة: تفكرين رجعتي هنا عن طيب خاطر؟

أغمضتها كي لا تفيض فأمطرت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن