مَدْرَسَةٍ سَانْت فَرَانْسِيس .

71 4 1
                                    

في قلب ريف إنجلترا، تمتد مدرسة "سانت فرانسيس" الداخلية بكل أناقة وجلال، كما لو كانت قصرًا من الخيال يتألق في ساحات الزمان. كانت هذه البناية الضخمة في الماضي فندقًا مهجورًا ونائيًا، تلاحقه ذكريات الأزمنة القديمة وأصوات الضحك والفرح التي اختفت مع مرور الزمن.

ومع طلوع شمس العصر الفكتوري، تحولت هذه البناية البالية إلى قصر للمعرفة والتعليم، حيث يتدفق الضوء الطبيعي من خلال نوافذها الضخمة المزخرفة لينعكس على أسقفها العالية وأرضياتها الرخامية الفاخرة.

تحفها الفنية تزخر بالتفاصيل الفخمة، حيث تعلو جدرانها لوحات فنية تصوّر مناظر طبيعية خلابة ومشاهد تاريخية تروي قصصًا عريقة. ينتشي طلابها بالجلوس في قاعاتها الواسعة المزودة بأثاث فخم ومزينة بمفروشات عصرية تعكس روح الفخامة والترف.

بين أروقتها الطويلة وساحاتها الواسعة، تتناثر حدائق خضراء زاهية تعكس بريق الطبيعة المحيطة، مما يضفي على المدرسة لمسة من السحر والجمال. وفي هذا البيئة الفريدة، يتواجد طلابها ويعيشون تجاربهم التعليمية بكل أناقة ورقي، مستكشفين عالم العلم والمعرفة بكل فخر واعتزاز.

و لكن لا يزال هناك وراء كل شيء جميل قصة قبيحة

البداية

في لحظة من الهدوء والسكون، يجلس شاب "إيثيروس" في باحة المدرسة الداخلية، وهو يراقب بانتباه شديد حركة الطلاب حوله. تناثرت أشعة الشمس الذهبية فوق رأسه، مضفية لمعانًا خاصًا على شعره الأسود الغني.

وبينما يتأمل الأفق بعينيه العميقتين المليئتين بالغموض، لمحت عينه فتاة جميلة تمشي ببراءة وسط حشد الطلاب. كانت تتأرجح خصلات شعرها البني المائل للأشقر مع كل خطوة تخطوها، وكأنها نغمة موسيقية ترقص في وسط الحديقة.

رأت عيناها كل لون من ألوان الطيف، تناغمت فيهما الألوان بسحر لا يُضاهى، مما جعلها تبدو كالملاك النازل من السماء بحسنها الفاتن وجمالها الساحر. وكانت شفتاها الصغيرتان تتلون بلون الزهري الفاتح، مشعة ببريق الشمس المنعكسة على بشرتها الناعمة كالحرير.

وفي تلك اللحظة، توقف كل شيء حول إيثيروس، ولم يبقى له إلا هذا الوهم الجميل الذي جذب نظره

عندما لاحت أمام عينيه تلك الفتاة الساحرة، شعر إيثيروس بمزيج من الدهشة والإعجاب والحذر. ورغم برودة ولآمه الظاهرة، إلا أن عيونه كانت تحدث لغةً مختلفةً تمامًا، فكانت تتألق بإشراقة خاصة، كما لو كانت ترسل إشارات غامضة عميقة .

وكانت ملامح وجهه الباردة تتبدل ببطء، حيث بدأ يظهر على شفتيه ابتسامة خفيفة غير مرئية، تنم عن إعجابه السري بجمال هذه الفتاة الرائعة. ورغم أن وجهه كان يبدو باردًا ولآمًا، إلا أن عينيه كانتا تعكسان تأثره العميق بجمالها .

وفي ذلك اللحظة، توقف الزمان وتوقفت حياته عن الدوران، لتصبح هذه اللحظة الوحيدة في وجوده. كانت الفتاة تبدو له كالنجمة الساطعة في سماء مظلمة، مما جعله ينغمس في عالمها الخاص، متمنيًا لو يستطيع أن يبقى في هذه اللحظة إلى الأبد.

ليعود إلى رشده و كأنه كان في غيبوبة

و يخاطب نفسه

"ماذا يحدث معي .. أخبرت ابي أن هذا المكان سيجعلني مشوش"

ليترك الباحه و يذهب يجلس بمكان آخر

.....

"الْأَثَرُ "Where stories live. Discover now