2

133 15 160
                                    

[ قاتل ]

.

.

.

جسد ممد على الأريكة ، لا ضوء مشعل في المكان و البرد سيطر على الارجاء ، دموع تأبى التوقف و شهقات مكتومة ابت الانتهاء .

اعتدلت في جلستها تمسح آثار الدموع الممتدة على طول خدها بظاهر كفها ، عينيها دارت بالارجاء مع فتيل مشتعل مِن الذكريات ، لا تصدق انها عادت للتو مِن جنازة عزيزيْ قلبها ، بينما ترى تلك الذكريات و كأنها قد حدثت بالأمس فقط .

استقامت بخطى ثقيلة و بطيئة ، صاعدةً على ذلك الدرج الذي يحوي من الذكريات الكثير كذلك ، توجهت إلى غرفتها وقفت وسطها متذكرة تلك اللحظات الدافئة ، نزعت معطفها رامية إياه على سريرها ثم شقت الطريق نحو حمامها .

اسقطت كل ما على بدنها من ملابس و همت غاطسة في الحوض الذي مليء للتو بمياه دافئة مائلة للحرارة ، كانت تمسك سوارا يدوي الصنع بين اناملها ، و هذا السوار . . اغلى من الذهب بالنسبة لها ، احتضنته إلى صدرها بقوة مماثلة لمحاولة كبحها لدموعها ، شفتاها تتعرضان لضغط كبير من ثناياها ، و دموعها كانت اشد عزيمة منها .

وضعت السوار جانبًا على إحدى حواف الحوض الرخامية إلى جوار هاتفها ، و آثرت البقاء في مكانها مريحة لجسدها ، و الذي كان يغطس بالفعل حتى اختفت عن مجال الرؤية .

تموجات على سطح الماء تلاها صعودها بقوة ، تحارب لإلتقاط أنفاسها ، بالرغم من أنها لم تلبث مطولا ، دموعها تنهمر بقوة أكبر ، مختلطة بالماء الذي غطاها ، إن اردت الحكم على المظهر فلا تحاول ، فلطالما كانت المظاهر خدّاعة .

لم تحزن مطولا على وفاة والديها و نهضت في اليوم الذي تلاه الى شركتهما ، تسعى لجمع ذكرياتهما هناك ، حتى بوغتت برسالة من المحامي تفيد بقدومه مع ضيف آخر ، وَ الاسوء هو بلاؤها الجديد ، زواج اجباري !

ترغب في تنفيذ اخر وصايا والديها ، حتى و الم يعجبها ، لكنّ الامر بات معقدا ، بعد رؤيتها للرفض الجازم في عيني الأخر .

تشعر أنها كانت للتو بين احضان والدها لتنهض على هذا الكمّ من المفاجع .

انتشلها صوت الهاتف من شردوها ، مدت يدها ترى المتصل ، و الذي لم ترغب حتى في محادثته في القريب العاجل .

- ' اجل سيد يون ، حسنا ، سأكون هناك '

نهضت مجففة جسدها بعد ان انهت مكالمتها القصيرة مع المحامي ، وضعت المنشفة حولها و خرجت مِن حمامها ، و لم تنس بالطبع اسوارتها العزيزة .

زوجي المزيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن