(الفصل الرابع)
"عزيزتنا، الأرمي".
بعد الحفل غادر الحضور بعد استمتاع شديد بالعرض، فأعجبوا ببانقتان كثيرًا، وبحضورهم القوي وحماسهم، فذهبت هي لهم مع جون جاي، تعرفهم على بعضهم البعض، ثم ذهبوا سويًا إلى أحدى المقاهي، يحتفلون بحفلهم الأول، ليتحدث تايهيونغ موجهًا حديثه نحو جون جاي:
-إذًا، أنتَ إبن شقيق تشونغ هي أجوما؟
ليومأ جون جاي بابتسامة، ليكمل تايهيونغ تساؤلاته:
-وستمكث معهم بنفس المنزل!؟
ليجاوبه جون جاي:
-نعم.
ثم يوجه تايهيونغ حديثه نحو هي ريونغ:
-إذًا، هي ريونغ؟ عليكِ العثور على منزل آخر للمكوث به، فـ أصبح هناك رجل في منزل تشونغ هي أجوما الآن.
لتنظر له هي ريونغ بصدمة:
-هاه؟ آه، ماذا تقول؟ وماذا يعني إذا جلس جون جاي بنفس المنزل؟ فنحن لدينا غُرف منفصلة كما إنه مثل أخي الكبير.
لينظر لها جون جاي ويسألها:
-أخيكِ؟
لتستغرب هي وبقية الأعضاء من كلمته، فتسأله هي:
-نعم، ماذا بها كلمة أخي؟
-بالفعل أنا ليس شقيقك، ومن يعلم؟ ربما سنصبح في علاقة بالمستقبل.
لتتسع أعيُن هي ريونغ مثل بقية الاعضاء، لتجاوبهم بينما ترتشف من كوب الماء الموضوع أمامها:
-إنه يمزح.
***
ليتحدث نامجون بحماس:
-إذًا، فنحنُ وصلنا إلى اسم نُلقب به المعجبين المستقبليين لنا.
لتسأله هي ريونغ بحماس ، بالرغم من إنها تعلم جيدًا اللقب:
-حقًا؟ وماهو؟
ليجاوبها جين:
-أرمي !
ظلوا يشرحون لها معنى الاسم، ولماذا اختاروه، ولكن هي بالفعل كانت تعلم، ولكنهم دومًا ينسون أمر إنها قادمة من المستقبل، ومع ذلك أبدت إعجابها بالاسم، ليتحدث جيمين موجهًا حديثه لها:
-وبما إنك أول معجبة لنا هُنا، ستكونين الأرمي الخاص بنا، أليس كذلك عزيزتنا الأرمي؟
اندهشت هي ريونغ من كلمته، وحاولت بالكاد كتم ابتسامتها الواسعة، فـ حمحمت وهي تحاول جمع شتات نفسها:
- إنه اسم رائع حقًا.
ليتحدث جون جاي موجهًا حديثه نحوها:
-سأذهب، هل ستعودين معي للمنزل؟
نظرت له هي ريونغ، ثم نظرت للبقية وهي تجاوبه:
-إذهب أنت !! سأأتي بعد قليل.
ضغط على أسنانه وهو يودعهم، ليرمقه جيهوب بنظرة ساخرة وهو يغادر.. ليتحدث نامجون:
-لماذا يتحدث ويتصرف وكأنه خطيبك؟ هذا الشخص لا يروق لي.
لتضحك هي ريونغ وهي تجاوبه:
- انا لا اعرف جون جاي من مدة كبيرة، ولكنني متأكده بأنه شخص جيد، رغم أن تصرفاته تقول عكس ذلك !
ليردف إليها تايهيونغ بنبرة حادّة:
-ولكن وبالرغم من ذلك.. عليكِ أن تكوني حذرة منه، إنه حقًا شخص مريب.
أومأت له هي ريونغ بابتسامة، وأكمله جلستهم حتى المساء.***
(بعد ثلاث أيام).
كانت نائمة بثبات، تستيقظ على رنين هاتفها، الذي أمسكت به وتفاجأت بأنه نامجون.. فقبلت المكالمة:
-نعم، نامجون؟
-فلتأتي الشركة بالحال.نهضت لتجلس نصف جلسة على فراشها:
-ولمَا؟ هل حدث شيء؟ هل أنتم بخير؟قهقه نامجون وهو يجاوبها:
-نعم نعم، فقط فلتأتي، نحنُ ننتظرك.
أنهت المكالمة باستغراب، فهي حقًا تريد معرفة لماذا يريدونها، فنهضت من فراشها تتجهز، وأردت بنطال باللون الأسود، و هودي باللون البنفسجي وأطلقت لشعرها البُني العنان، لينساب على كتفيها، ووضعت بعض المساحيق الكورية، التي أعطت لجمالها المصري الصافي، تميزًا خاص!
خرجت من غرفتها لتجد تشونغ هي تعد الفطور:
-آه.. هي ريونغ! فلتجلسي أقتربت من إنهاء الفطور.
لتجاوبها هي ريونغ باستعجال:
-اجوما ! آسفة لن استطيع تناول الفطور معكِ اليوم! انا ذاهبة للفتيان.
أنهت حديثها وهي تضع قبلة صغيرة على أحدى وجنتان تشونغ هي، ثم غادرت وتركتها وهي تتمتم:
-آه، تلك الفتاة، ستجعلني أجن.(في الشركة)
دخلت الشركة متجهه نحو الاستوديو الخاص بالفتيان، عندما دخلت وجدتهم جالسين مع شخص ما، هي لا تعرفه، فألقت عليهم السلام، ثم جلست وهي لا تفهم شيء، فبدأ نامجون بالحديث أولاً:
-إذًا، هي ريونغ.. هذا هو مدير الشركة! وهذه هي صديقتنا هي ريونغ.
فابتسمت هي ريونغ ومازالت لا تفهم شيء، ليتحدث مدير الشركة بابتسامة:
-إذًا أنتِ هي ريونغ؟ لذا.. نحن كنا نبحث عن مدير أعمال للأولاد، ولم نجد الشخص المناسب حتى الآن.. فاقترحوا بأنك تكوني أنتِ مديرة أعمالهم.. ما رأيك بهذا؟
اتسعت أعيُن هي ريونغ وهي تتبادل نظراتها على مدير الشركة والبقية:
-أنا؟
ليومأ هو برأسه:
-نعم! أنتِ.. لذا هل درستي أي شيء بخصوص إدارة الأعمال؟
لتتلعثم هي ريونغ وهي تجاوبه:
-في الحقيقة.. لا، ولكنني أقسم لك بأنني شخص يمكنك الإعتماد عليه!
فضحك الآخر وهو يجاوبها:
-إذًا مرحبًا بكِ معنا !
تركهم وغادر بينما مازالت المسكينة لا تستطيع أن تستوعب ما حدث للتو، هل هي أصبحت مديرة أعمال فنانيها المفضلين؟؟ ليفيقها من شرودها جين وهو يسألها بمزاح:
-يا إلهي.. هل فقدتِ عقلك؟ بالطبع، فكرة رؤية وجهي الوسيم يوميًا، شيء يفقد العقل.
لينظروا له الجميع بضحكة عفوية، فتعليقاته تلك هي الشيء الوحيد الذي يجعلهم يضحكون من أعماق قلوبهم.
فبدأت هي بالتحدث معهم عن جدولهم لمدة شهر، وعلمت بأن حفلهم الثاني سيُقام الشهر المقبل، بعد الحديث الطويل تركتهم وغادرت ليكملوا تدريباتهم، وخرجت تستنشق هواء كوريا الجنوبية، هُناك حيث هُم في فصل الربيع.. أوراق شجر الكرز تملئ البلدة بأكملها، تتطاير بخفة، ظلت تسير حتى وجدت نفسها على الطريق بجانب الشركة، حيث المكان الذي فاقت لتجد نفسها به في كوريا الجنوبية، ظلت تتمعن في هذا المكان بابتسامة، تشعر وكأنها في حلم، كيف لأمنية كهذه أن تتحقق؟ بل ويتحقق ما لم تتمناه أيضًا ولكنه بمثابة حلم لها، أن تكون مديرة أعمال بانقتان سنيوندان! السبع فتيان الذين سيكتسحون العالم في السنوات المُقبلة، السبع فتيان الذين كانت تتمنى فقط رؤيتهم أعلى المسرح يغنيان في مسامعها، الآن هي مديرة أعمالهم! ظلت تسير في شوارع كوريا لا تستطيع إخفاء السعادة التي هي بها.. جَلست على إحدى المقاعد التي أمامها بوابة لحديقة ملاهي، جلست تشاهد الأطفال وهُم يستمتعون بوقتهم مع عائلاتهم،
العائلة؟ إنها كلمة عادية للغاية، لا يوجد بها شيء مميز، بل الفكرة بذاتها إعتيادية، كُلما ذُكرَت يأتي ببالنا الأم المُراعية التي تعِد لنا كل شيء نحبه وتخشى أن يصيبنا حتى نسمة رياح مارّة بجانبنا، والأب الحنون التي هي حُرمت منه بعدما توفى، وذكرياتها عنه مشوَّشة، وأشقاء!! يتشاجرون ويغضبون من بعضهم البعض، ولكن في نهاية اليوم يضحكون سويًا، ويرتموا في أحضان بعضهم، وكأنهم يحتضنون العالم بأكمله، تلك الكلمة البسيطة، والذكريات العادية، ودفئ العائلة، لم تشعر بكَم هو ثمين، ومهم في حياتها إلا عندما إبتعدت عنهم.
فظلت تُفكر بالمستقبل، حيث صدمتها السيارة، ياتُرى ماذا حدث بعدها؟ وكيف هو حال عائلتها، بَل ماذا حدث لها هي؟
تجمّعت الدموع في عيونها من كثرة إشتياقها لهم، بالرغم من إنها سعيدة بوجودها هنا، وبكل الأحداث التي تحدث، ولكنها أيضًا كانت خائفة من الأحداث القادمة، كيف ستعود لعائلتها؟ هل أصلاً ستعود أم لا؟!
كل هذه الأشياء كانت تتعب خيالها، فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها والتي كانت تشونغ هي، لتفتح هي ريونغ المكالمة:
-نعم اجوما؟؟
-أين أنتِ أيها الغبية؟ لقد تأخر الوقت!! عودي في الحال وإلا سأفصل رأسك عن جسدك وأعدِك على العشاء اليوم بجانب الكيمتشي، أفهمتي؟
أغلقت تشونغ هي المكالمة، بينما كانت هي ريونغ تستمع لها وهي تبعد الهاتف عن أذنيها من شدة صراخ تشونغ هي، فضحكت هي ريونغ من حديثها، وقررت العودة للمنزل.
أنت تقرأ
عندما تتحقق الأمنيات.
Fantasyماذا لو تحققت أمنيتك؟ ويذهب بكَ الزمان إلى حيث ماتمنيت، ماذا لو أصبح خيالك حقيقة تعيش بها واقعيًا، إربط حزام الآمان، وخُذ نفسًا عميقًا، ودعنا نرى ماستفعله «ريفال» أو..«هي ريونغ» إسمها الكوري ! عندما تتحقق أمنيتها. -رنَـا محمود.