الفصل العاشر.

0 0 0
                                    

(الفصل العاشر)

"رحلة لا تُنسى"

بعد أن أنهوا جلستهم خرجت هي ريونغ لتصلهم إلى سياراتهم، كانت تودعهم بابتسامة وسعادة، ليحدثها يونغي قبل أن يصعد بالسيارة:
-ننتظرك غدًا باكرًا  !!
ابتسمت هي ريونغ وهي تومأ برأسها:
-حسنًا هيونغ.
نظر لها جونغكوك بابتسامة أيضًا قبل أن يصعد بالسيارة، شعرت بأن الوقت توقف بعد الابتسامة هذه، فاقت من شرودها على صوت السيارات وهي ترحل، ظلت تنظر إليهم وهم يختفون شيءٌ في شيء، ليأتي من خلفها أوه سوك:
-إلى ماذا تنظرين؟
تفاجئت هي ريونغ ثم نظرت إليه وهي تلكمه بمزاح في كتفه:
-يا إلهي، فاجئتني أوه سوك.
ضحك الآخر وهو يتحسس كتفه:
-يا  ! ألا تشعرين بأنك قاسية دائمًا معي؟ لم أتلقى ضرب هكذا من أي أحد سواكِ.
ضحكت هي ريونغ على جملته وهي تجاوبه:
-ماذا أفعل؟ أنت الذي ترغمني دومًا على ضربك.
-حسنًا حسنًا، أنا ذاهب لشراء بعض الراميون، اتأتين معي؟

بالفعل ذهبوا سويًا في طريقهم لشراء الراميون، كانت أضواء سيول بالمساء تبعث السعادة في قلب هي ريونغ، ضجيج الأشخاص، وضحكات الأطفال، كانت تشعرها بالطمأنينة، ألقت نظرة على أوه سوك، الذي يمشي بجانبها، ابتسمت على حالهم وهي تتخيل بأن هذه اللحظة التي هم بها في الماضي، والآن أوه سوك في المستقبل أكبر من عمره، وربما تزوج ولديه أطفال جميلة تشبهه، قطع حديثها هو بسؤاله:
-لماذا تشردين كثيرًا هذه الأيام؟
نظرت إليه مرة أخرى وهي تبتسم:
-دون أن أشعر أجد نفسي أشرد بكل شيء يحدث، وسيحدث، أشعر بأن رأسي سينفجر من كل هذه الأفكار.
أومأ برأسه وهو يجاوبها بينما يركز نظره على الطريق أمامه:
-أعلم إن هذا صعب عليكِ، ولكن يجب أن تتحكمي بنفسك، على هذا المعدل ستصابي بالجنون وأنتِ مازلتِ في مقتبل عمرك.
قالها محاولاً إغاظتها
نظرت إليه هي ريونغ بغضب:
-يا  ! لماذا تقول هذه الأشياء  ! أتريد أن تُضرب ثانيًا!؟
تحسس أوه سوك ذراعه سريعًا وهو يتذكر لكمتها منذ قليل:
-لا أرجوكِ  ! يداكِ قوية للغاية.
تركته ومدّت في خطواتها بغضب كطفلة صغيرة غاضبة، أما الآخر ظل واقفًا ينظر إليها بشرود للطافتها، يبدو أن أحدهم يقع في الحب!

***
في اليوم التالي دخلت للشركه بحماسها المعتاد، توجهت نحو الغرفة المعتادين على الجلوس بها، لتجدهم بالفعل يجلسون:
-صباح الخير!
أردفوا إليها، ليتحدث جيهوب بحماس:
-وها قد جائت عزيزتنا الأرمي، ربما ستساعدنا.
عقدت هي ريونغ حاجبيها وهي تسأل:
-أساعدكم بماذا؟
يجاوبها جيمين وهو يرفع شعره من على عيناه:
-حسنًا، لقد أنتهينا بالفعل من حفلاتنا وأصبح أمامنا وقت فارغ من الآن وحتى بداية السنة، لذلك كنا نتنقاش ماذا سنفعل بهذا الوقت الفارغ، وكيف سنستمتع به!
صمتت هي ريونغ قليلاً وهي تُفكر:
-همم، ماذا عن رحلة؟ لمكان هادئ وجميل، تفرغون به عقولكم، وأيضًا تستمتعون بالوقت الفارغ هذا..
ليتحدث جونغكوك بابتسامة:
-هذه بالفعل فكرة رائعة.. ولكن.. إلى أين ستكون هذه الرحلة!؟
تحدث يونغي بتفكير:
-جزيرة جيجو، ألا تبدو جيدة!؟
ضحك نامجون وهو يجاوبه:
-اليست تلك الجزيرة التي يذهبون إليها المتزوجين في بداية زواجهم!؟
ضحك يونغي وهو يردف إليه:
-ليس شرط! يمكننا أيضًا الذهاب إليها  !
ليتحدث جيمين موجّهًا حديثه نحو هي ريونغ:
- هي ريونغ! لن نذهب بدونك!
ابتسمت هي ريونغ وهي تجاوبه:
-ها؟ لا بأس جيمين، يمكنكم الذهاب أنتم و..
ليتحدث جونغكوك بعبوس:
-يا  ! عليكِ أن تأتي معنا، تحتاجين أيضًا للاستراحة.
ظلوا يقنعون بها، حتى وأخيرًا وافقت.
ليضحك جيمين بحماس:
-ستكون رحلة لا تُنسى.

***

في المساء كانت تجهز حقيبتها، لتدخل إليها تشونغ هي بغضب:
-هل ستذهبين حقًا.
تركت هي ريونغ ما كانت تفعله وتوجّهت نحوها، تمسك بيديها بينما تحدثها:
-أوما! لن أتأخر عنكِ  ! سأذهب وأعود سريعًا.
ابتسمت تشونغ هي وهي تربت على رأس هي ريونغ:
-حسنًا، فلتذهبي وتعودي بأمان، ها؟
تركتها وغادرت بينما ظلت هي ريونغ تجهز حقيبتها، لفت إنتباهها هدايا الأعضاء التي عادت نامت بالأمس ونست أن تفتحهم، فجلست على فراشها، بدأت بهدية نامجون والتي كانت عبارة عن حذاء صيفي جميل ورقيق، ابتسمت وهي تنظر للحذاء فقد أعجبها بشدة، أما هدية جين فكانت عبارة عن جهاز عناية للبشرة، فابتسمت مجددًا وهي تتمتم بابتسامة:
-يا إلهي هداياه غريبة، ولكن مميزة للغاية.
هدية جيمين كانت قلادة جميلة على شكل زهرة باللون الأبيض فابتسمت وارتدتها وهي سعيدة بها، أما هدية جيهوب فكانت دمية محشوة لطيفة أحببتها هي ريونغ جدًا، هدية يونغي فكانت زجاجة عطر مميزة، هدية تايهيونغ كانت ساعة رقيقة باللون الوردي، وأخيرًا هدية جونغكوك، التي كانت متحمسة لها هي ريونغ للغاية، افتتحتها وكانت خاتم كما أهدته هي في يوم ميلاده، ولكنه كان خاتم رقيق بشكل فراشة، وبداخله محفور اسمها، هي ريونغ، وجملة عزيزتي الأرمي، واسمه Jk.
لمعت أعيُن هي ريونغ وابتسامتها وسعت عند رؤية المحفور بداخل الخاتم، فجلست تنظر لهذه الهدايا، ولم تشعر بنفسها إلا ودموعها تنهمر على وجنتاها، عندما تذكرت بأنها يومًا ما ستترك كل هذا خلفها، وترحل، وسيأتي يوم أيضًا لن تستطع رؤية بانقتان، وصنع المزيد معهم من ذكريات، ولحظات سعيدة.
مسحت دموعها بخفة وأكملت تجهيز حقيبتها.

***

في الصباح أنهت تجهيز حالها، فارتدت خاتم جونغكوك، وارتدت قلادة جيمين، ووضعت من العطر الذي اعطاها إياه يونغي، وارتدت الحذاء من نامجون، ووضعت الساعه من تايهيونغ على معصمها  ، واستخدمت أيضًا جهاز العناية بالبشرة من جين قبل أن تضع بعض مساحيق الجمال، وأخيرًا قبّلت الدمية المحشوة من جيهوب ووضعته على فراشها قبل أن تغلق باب غرفتها جيدًا وتخرج بحقيبة سفرها بيدها، لتجد جونغ أوه وأولاده، وتشونغ هي وجون جاي، مجتمعين ليودعوها، لتذهب أوه جيول تحتضنها:
-كيف سأعيش بدونك أسبوع؟
ابتسمت هي ريونغ وهي تربت على رأس أوه جيول:
-لا بأس عزيزتي، سأحدثكم يوميًا على الهاتف.
ليتحدث أوه سوك بعبوس:
-لا تتأخري كثيرًا، سأشتاق لضربك لي.
ضحكت هي ريونغ على جملته، ثم ودّعتهم جميعًا وغادرت، عند وصولها للمطار لأنهم سيذهبون إلى جيجو بالطائرة، وجدتهم هناك ينتظرونها، عند رؤيتهم لها ترتدي هداياهم وتبدو جميلة للغاية ابتسموا بشدة، ليتحدث جيمين بابتسامة:
-أووه، هل كنتِ دومًا بهذا الجمال؟ أم هذا أثر القلادة؟
قالها بمزاح محاولاً إغاظتها لتضحك الأخرى وهي تلكمه بخفة في كتفه:
-شكرًا لكم يارفاق، إن الهدايا حقًا رائعة! أيضًا شكرا لك سوكجين على جهاز العناية بالبشرة! لقد استخدمته وكان جيدًا  ! أيضًا الدمية لطيفة واحببتها للغاية جيهوب!
ابتسمت جيهوب وهو يجاوبها:
-هذا لا شيء! سعيد بأنها أعجبتك.
بعد ربع ساعه تقريبًا أقلعت طائرتهم المتجهه نحو جزيرة جيجو فوقع مقعد هي ريونغ بجانب مقعد جونغكوك، فجلست بجانب النافذة بينما جلس هو بجانبها، كانت تشعر بالخجل الشديد من جلوسه بجانبها، وكونه بهذا القرب بها، كانت دائمًا تنظر بجانبها إلى النافذة، لا تريد أن تتواصل أعيُنهم، حتى لا تتوتر أكثر، ولكنها شعرت بأن الوضع غريب، فأدارت وجهها نحوه لتتبدل ملامحها من ابتسامة خجولة لعبوس وغضب، حينما تجده واضعًا نظاراته السوداء وثابت في نومٌ عميق.

عندما تتحقق الأمنيات. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن