(الفصل الثاني عشر)
"لا سيطرة على القلوب"
ظلوا جالسين بعد هذا الحديث يتبادلون الأحاديث الأخرى، لتعتدل أوه جيول في جلستها وتسأل تايهيونغ بفضول:
-تايهيونغ ، هل تحب ميشي؟ -ميسي-
نظرت هي ريونغ إليها بصدمة سريعًا، وهي تسحبها نحوها من ذراعها:
- ما الذي تفعلينه؟؟ هل رافعة الأثقال بوك جو أثر على عقلك أم ماذا؟
سمعهم تايهيونغ ليضحك وهو يجاوبها:
-آه، نعم مَن مِنا لا يحب ميشي؟
فكتمت هي ريونغ ضحكتها على طريقة نطقهم لـ "ميسي"، ليتحدث أوه سوك بغضب:
- هل أنتِ حمقاء؟ لا تجعلي مشاعرك ظاهرة لهذه الدرجة.
قالها بهدوء في أذن أوه جيول، لتحمحم وتعود لجلستها السابقة، ليحاول نامجون تلطيف الجو بسؤاله:
-إذًا، هي ريونغ، حدّثينا قليلاً عن مصر!
ابتسمت هي ريونغ فور ذِكره لـ مصر:
-آه.. مصر.. إنها رائعة للغاية، لا أقول ذلك لأنها بلدي، ولكن كل شارع بها يبعث لك السعادة والسلام، كل شيء بها مميز، حتى أقل الأشياء، عليكم إكتشاف ذلك بنفسكم، والذهاب إليها لتأدون حفل! سيفرح الأرمي المصري للغاية، أستطيع سماع صراخهم من الآن عندما يقرأون خبر قدومكم.أنهت جملتها بضحكة كما ضحك الآخرين أيضًا على جملتها.
وقفت وهي تفك عضلات جسدها بتعب:
-لقد آلمني جسدي من الجلوس، سأذهب لأتمشى قليلاً.
وقفت كذلك أوه جيول وهي تمسك بيدها:
-سأأتي معكِ.
شبكت أوه جيول ذراعها في ذراع هي ريونغ، وظلوا يتمشون أسفل ضوء القمر الذي يضيء المكان بأكمله، ومنعكس على سطح الشاطئ مما يجعله يعطي منظرًا رائعًا، لتتحدث أوه جيول بهدوء:
-أوني.. ألا تشعرين بأن جون جاي أوبا معجب بكِ؟
نظرت لها هي ريونغ سريعًا:
-ما الذي يجعلك تشعرين بهذا.
-هذا شيء واضح جدًا، نظراته لكِ، وإهتمامه بكِ، وغضبه عند حديثك مع رجل آخر، أو إقتراب أحد منكِ، إذا رأيتيه وهو يقنع تشونغ هي أجوما للقدوم إلى جزيرة جيجو ليكون بجوارك، ستتأكدين من حديثي.
ابتسمت هي ريونغ بحزن وهي تجاوبها:
-نعم أعلم.
نظرت لها أوه جيول بصدمه:
-ماذا؟ هل أعترف لكِ؟
نفت هي ريونغ برأسها:
-لا... لم يفعل ولكنه لمّح لي بذلك.
-كيف سيكون جوابك إذا فعل؟
شردت هي ريونغ قليلاً قبل أن تجاوبها:
-لا أعلم.. هو شخص جيد، ولطيف، ولكنني لا أشعر تجاهه بهذه المشاعر، أتعلمين، وأيضًا حتى لو أفعل.. أنا لا يمكنني أن أكون في قصة حب هنا، هذه ليست بلدي، ولا حياتي، أنا هنا لفترة مؤقتة، وحتمًا سأعود لدياري.
لتقلب أوه جيول شفتيها بعبوس وهي تشد على ذراع أوه جيول:
-أوني... لا تذكري هذا الموضوع مجددًا، لا أستطيع العيش بدونك.
ابتسمت هي ريونغ وهي تحاول كتم دموعها:
-وأنا أيضًا ! لا أستطيع العيش بدونكم.
نظروا ورائهم وجدوا بأنهم ابتعدوا كثيرًا فقرروا العودة.
لتتحدث هي ريونغ بصدمة:
-بالمناسبة أيتها المجنونة! كيف تظهرين مشاعرك بهذا الوضوح أمام تايهيونغ؟
لتضحك أوه جيول وهي تجاوبها:
-ماذا أفعل إذًا؟ إنه لا يراني أبدًا.. لذلك قررت ألفت إنتباهه.
وضعت هي ريونغ يدها على رأسها بنفاذ صبر:
-يا إلهي ماهذه المجنونة، هل تريدين أن تُضربي؟
فلتت أوه جيول ذراعها من ذراع هي ريونغ واتجهت نحو الشاطئ:
-تستطيعين ضربي، إذا أمسكتِ بي!
ضحكت هي ريونغ وركضت ورائها بالشاطئ، يلقون على بعضهم البعض الماء، ويضحكون سويًا، كانوا الشباب يشاهدونهم من بعيد ويضحكون على لطافتهم، ليقف أوه سوك وهو يضحك:
-هؤلاء المجانين، سيصابون بالبرد!
إتجه نحوهم وهو يحدثهم:
-يكفي هذا أيها الفتيات! ستمرضون، هيّا أخرجوا من الماء.
لتعبس أوه جيول بطفولية:
-لا أريد!
يتنهد أوه سوك ثم يردف إليها بينما يتجه نحوهم:
-إذًا.. تريدين أن أخرجكم بنفسي!
دخل إليهم الماء، فظلوا يلقون عليه الماء هو الآخر بينما يضحكون، فأصبحوا الآن مبللين بالكامل، كان جون جاي ينظر للأرض بغضب بينما يستمع لضحكاتها ومزاحها مع أوه سوك، بعد دقائق خرجوا من الماء، فذهب أوه سوك وجلب ثلاث مناشف لهم، ثم عاودوا الجلوس ثانيًا، بعد مدة ذهب القليل منهم لينام، ك جيهوب ويونغي وتايهيونغ وجين ونامجون، وتبقى فقط جونغوك وجيمين وأوه سوك وأوه جيول وهي ريونغ وجون جاي، فجلسوا في ملل يفكرون بشيء يفعلوه، ليقترح جيمين بتفكير:
-ما رأيكم بلعبة الزجاجة؟ وافقوا على الفكرة، وبدأوا يلعبون، فجاء الدور على جونغوك يسأل هي ريونغ، فبدأ قلبها بالقفز مجددًا:
-هي ريونغ، حياتك هُنا أفضل، أم حياتك في مصر؟
شردت هي ريونغ قليلاً ثم تنهدت قبل أن تجاوبه:
-أيمكنني إختيار الأثنين؟ حسنًا، هناك في مصر يوجد عائلتي، والدتي، وشقيقتي ندى، وشقيقي يحيى، يوجد أيضًا ذكريات طفولتي، وذكريات ثمينة مع عائلتي، كذلك حياتي هُنا ! لديّ أنتم جميعًا، ولدي ذكرياتي الثمينة معكم، وأوقاتنا التي قضيناها سويًا، لذلك الإختيار بين الحياتين سيكون شيء صعب للغاية.
ليومأ جونغوك قبل أن يجاوبها:
-حسنًا، سأدعك تختاري الإثنين!
ضحكت هي ريونغ، وعاودوا اللعب مجددًا، ليأتي الدور على أوه جيول تسأل جيمين:
-حسنًا أوبا، لدي سؤال لك ولكنه ليس عنك، هل تايهيونغ يحب، أو مرتبط مثلاً، أو شيء من هذا القبيل.؟
غطت هي ريونغ وجهها بيديها من جراءة أوه جيول، بينما أوه سوك مسح وجهه بغضب من تصرفات شقيقته الطفولية، ليضحك جيمين قبل أن يجاوبها:
-يا إلهي أوه جيول! أنتِ لطيفة للغاية! ولكن لا، تايهيونغ ليس مرتبط، ولا يحب أي فتاة.
تنهدت أوه جيول بارتياح:
-هذا جيد.
عاودوا اللعب مجددًا، ويأتي الدور على جيمين يسأل هي ريونغ:
-أوه! عزيزتنا الأرمي... هل أنتِ معجبة بأحد؟
صُدمت هي ريونغ من سؤاله الغير متوقع، وظهر التوتر على ملامحها، كانت تريد نفي الأمر ولكنها لم تستطع:
-نعم!
أجابته بنعم، مما جعل الجميع ينصدم، ولكنها تحدثت قبل أن يسألها مجددًا:
-ولكن إذا كنت ستسأل من هو، أرجوك لا تفعل، لأنني لا أريد أن أفصح عن هويته!
لضحك جيمين وهو يردف إليها:
-حسنًا حسنًا.
كان جون جاي يشعر بنار في خافقه، كان يشك قليلاً بأنه هو جونغوك، ولكنه كان يتمنى لو أنها فقط تقول من هو، حتى يرتاح.
عادوا لف الزجاجة، ليأتي الدور على جيمين يسأل أوه سوك:
-هممم، حسنًا أوه سوك، لديك نفس السؤال.. هل أنت معجب بأحد؟
جاوبته أوه جيول سريعًا:
-ماذا؟؟ شقيقي أوه سوك؟ هذا مستحيل إنه..
لم تكمل حديثها ليفاجأهم أوه سوك:
-نعم! أنا معجب بشخص ما.
نظرت إليه أوه جيول بصدمة، ثم سأله جيمين مجددًا:
-هل تستطيع إفصاح هويته؟ أم إنك ك هي ريونغ لا تريد أن....
لم يكمل جيمين جملته ليجاوبه أوه سوك:
-إنها هي ريونغ!
اتسعت أعيُن هي ريونغ وهي تنظر إليه، كما هو ينظر إليها، كان مازال شعره مبللاً أثر نزولهم المياة، منسدل على عينيه قليلاً، أدركت لتوّها كم هو وسيم، ولكنها كانت لم تستوعب:
-ها؟؟ أن.. أنا؟؟
كما كانت أيضًا أوه جيول تشعر بأنها لا تستطيع التحدث، هل شقيقها معجب ب هي ريونغ؟ كيف ومتى؟ فهو لم يحب أي فتاة منذ أن كان بالثانوية، هل هي ريونغ خطفت قلبه بهذه السرعة؟
أنت تقرأ
عندما تتحقق الأمنيات.
Fantasíaماذا لو تحققت أمنيتك؟ ويذهب بكَ الزمان إلى حيث ماتمنيت، ماذا لو أصبح خيالك حقيقة تعيش بها واقعيًا، إربط حزام الآمان، وخُذ نفسًا عميقًا، ودعنا نرى ماستفعله «ريفال» أو..«هي ريونغ» إسمها الكوري ! عندما تتحقق أمنيتها. -رنَـا محمود.