(الفصل الثامن)
"أيامٌ متوهجة"
في المساء كانت هي ريونغ عائدة في طريقها للمنزل كالعادة، كانت شاردة، تفكر بالعديد من الأشياء، لم تلاحظ تلك السيارة التي كانت ستدهسها، لولا تدخل شخص ما وسحبها بعيدًا، كان هذا الشخص هو أوه سوك جارها، نظرت له بصدمه وهي لا تستوعب ماكان سيحدث للتو، ليحدثها هو بغضب:
-هل فقدتي عقلك؟
ابتلعت ريقها وهي تجاوبه بتوتر:
-لم أشعر بنفسي حقًا.
-هل أنتِ بخير؟
أومأت برأسها وهي تعدّل شعرها، ليردف إليها هو:
-دعينا نذهب لمطعمي، إنه بالجوار، سأعطيكي شيء تشربيه، لا بد من إنك متعبة من الصدمة.بالفعل ذهبوا لمطعم أوه سوك، كان مطعم ليس كبير وفاخر، ولكنه هادئ وأنيق، أعجبت به هي ريونغ للغاية، جلست تحتسي عصير الليمون البارد الذي قدمه لها، بينما جلس بالمقعد المقابل لها على الطاولة، لتسأله هي بإحراج:
-كيف حال رأسك؟
تبدلت ملامحه إلى ملامح جادّة في ثواني، وتحسس مكان الألم:
-كيف لها أن تكون بخير؟ يديكِ قوية للغاية أتعلمين هذا؟
ضحكت هي ريونغ بسخرية وهي تجاوبه:
-يا ! لا تكن هكذا، لقد كانت لكمة صغيرة.
ضحك أوه سوك على رد فعلها، ليسألها بجدية الآن:
-مَن أنتِ؟ وماحكايتك؟ وماذا تفعلين هنا؟ احكي لي كل شيء.
ضحكت هي ريونغ مجددًا على فضوله وبدأت تحكي له حكايتها، عندما إنتهت لمحت تلك النظرة التي تعبر عن عدم التصديق على ملامحه، ليسألها الآخر بصدمة:
-ماذا؟ ها تمازحينني؟ هل تقولين بإنك عائدة بالزمن؟
أومأت هي ريونغ وهي تحتسي رشفة من العصير الخاص بها، ليسألها ثانيًا:
-ربما أتقبل قليلاً فكرة رجوعك بالزمن، ولكن كيف جئتي لكوريا؟ وأنتِ تقولين بأنكِ مصرية؟
هزت هي ريونغ كتفيها وهي تجاوبه:
-انا حقًا لا أعلم شيء، ولكن كل مايهم الآن هو إنني مستمتعه بحياتي الجديده هنا، مع الرفاق، بالفعل أشتاق لعائلتي كل دقيقة وكل ثانية، ولكن أيضًا شيء رائع أن تعيش حياة لطالما تمنيتها في خيالك، أليس كذلك؟
أومأ أوه سوك برأسه وهو يجاوبها:
-نعم، هذا شيء مذهل !!
لتتسائل هي ريونغ بشرود:
-فقط كل ما أريد معرفته، هل سأعود؟ أم إنني سأظل عالقة هنا.
نظر لها أوه سوك بتفكير:
-أنت تقولين بأنكِ عندما تمنيتي أمنيتك تلك، كانوا هُم في فترتهم لدخول الجيش، أليس كذلك؟
أومأت هي ريونغ برأسها:
-وتقولين أيضًا بأنكِ تمنيتي أن تعودي لبداية ترسيمهم لتعيشي معهم أطول وقت ممكن، وتشهدي على مسيرتهم من البداية؟
أومأت هي ريونغ مجددًا:
-إذًا، من الممكن جدًا عندما يحين موعد دخولهم الجيش مجددًا هُنا، ستعودين لحياتك القديمة، ألا توافقينني الرأي؟
شردت هي ريونغ بتفكير ثم جاوبته:
-نعم!! هذا صحيح!! هذا مقنع للغاية.
أومأ أوه سوك قبل أن يجاوبها:
-نعم، لذلك، من هنا لوقتها عليكِ أن تستمتعي بحياتك هنا، تصنعين ذكريات جيدة بقدر ما تستطيعين، وتمضي معهم أكثر وقت ممكن، على كل حال أنتِ أخذتِ فرصة لفعل هذا! فرصة مستحيلة، لن تتكرر.
ابتسمت هي ريونغ وهي تجاوبه:
-معك حق.
في اليوم التالي كان هناك حفلة للشباب، لذلك استيقظت هي ريونغ مبكرًا، مستعدة للرحيل، خرجت من منزلها لتجد أوه سوك أمامها:
-صباح الخير، هل ذاهبة لمكان ما؟
-صباح الخير، نعم للعمل.
-دعيني أصلك بطريقي.
بالفعل صعدوا بسيارته واتجهوا نحو مكان الحفل، حيث كانوا الرفاق يتدربون، رأوها تنزل من سيارة أوه سوك وتودعه، ليذهب جميعهم نحوهم، ليسأل تايهيونغ بعبوس:
-مَن هذا؟
ابتسمت هي ريونغ باستغراب وهي تعرفهم على بعضهم البعض:
-إنه جاري الجديد، أوه سوك، أوه سوك-اه هؤلاء الرفاق هم بانقتان!
ألقوا على بعضهم البعض التحية، ثم حدثهم أوه سوك بابتسامة:
-مرحبًا بكم يارفاق، تشرفت بلقائكم! أرجوكم إعتنوا بـ هي ريونغ! فايتينغ!
تركهم وصعد بسيارته مرة أخرى وغادر، ليقلد جيمين طريقة أوه سوك بغضب لطيف:
-"فايتينغ"~
ضحكت هي ريونغ على لطافته، ليسألها جيمين:
-يا ! ألا تظنين بأنك تصنعين الكثير من الصداقات مع شباب مؤخرًا؟
ضحكت هي ريونغ ثانيًا وهي تجاوبه:
-ماذا تقول جيميناه؟ أنتم هم أصدقائي المقربين.
ليضحك يونغي وهو يردف على حديثها:
-يا إلهي انظروا لهذه الفتاة، تعلم كيف تصمتنا، أليس كذلك؟
ضحك نامجون وهو يجاوبه:
-دعونا نكمل التدريب.بعد الحفل ذهبوا يتناولون العشاء، كانت هي ريونغ صامتة، شاردة قليلاً، ليسأل نامجون بقلق:
-ماذا بكِ هي ريونغ؟ هل هناك مايقلقك؟
تنهدت هي ريونغ وهي تجاوبه:
-حسنًا.. كنا نتحدث انا و أوه سوك عن كيفية قدومي هنا، وهل سأعود أم سأظل عالقة هنا، واستنتجنا بأنه من الممكن أن أعود لحياتي، عند دخولكم الجيش.
سأل جيهوب بصدمة كما كان بقية الرفاق أيضًا مصدومين وعلى وجههم العبوس، لتجاوبه هي ريونغ:
-نعم.. هذا لأنني قبل قدومي لهنا، كان وقت دخولكم للجيش بالفعل.
ليردف جونغكوك بلطافة:
-حسنًا، هل علينا فقط أن ندعي بأن لا نذهب للجيش بتاتًا؟
ضحكت هي ريونغ على جملته، ليتحدث جين محاولاً التخفيف عنهم:
-دعونا لا نفكر بهذا، دعونا فقط نعيش حياتنا هكذا، سويًا، لا يجب أن نضيع وقتنا بالتفكير والقلق عن ماسيحدث لنا في المستقبل.
أومأت هي ريونغ بابتسامة:
-نعم، صحيح هيونغ.***
تمُر السنوات، عام وراء عام، مازالت تصنع معهم العديد من الذكريات، وتعيش معهم خطواتهم نحو النجاح خطوة بخطوة، تستمتع بحياتها الجديده كُليًا، ولكنها من حين لآخر تحبس نفسها بغرفتها، تبكي وتبكي من حرقة إشتياقها لعائلتها، حتى تغفى دون أن تشعر.
نحنُ الآن في آواخر عام ٢٠١٩،حيث أصبحوا بانقتان سنيوندان فرقة عالمية، لديهم جولات حول العالم، موسيقاهم أصبحت موجوده في كل مكان، وكل بلد، يسمعها جميع الفئات، والأعمار، والجنسيات، لديهم الآن قاعدة جماهيرية تتعدى الملايين، وتزداد يومٌ بعد يوم، أصبحوا الآن في أيامهم المتوهجة، حيث ينالوا حصاد مازرعوه خلال الأعوام الماضية، من تعب، وسهر، وشقاء، حصلوا على حرّاس أمن، يحملون لهم المظلات، بدلاً عن أن يحملوها بأنفسهم، تمامًا مثل أول مره تراهم ريفال بها، حصلوا على منازل أفضل، وأريح، أفضل بكثير من السكن الوحيد الذين كانوا يسكنون معًا به، بدلاً عن التعليقات السلبية، والأشخاص المتنمرة، أصبح لديهم ملايين التعليقات الإيجايبية يوميًا، كلما خطّت قدمهم مكان يتعرّف عليهم الأرمي، ويخبروهم كم يحبونهم وكم هم يأثرون على حياتهم بطريقة إيجابية، كان أكثر شخص سعيد بهذا التغير، كانت هي ريونغ، لأنها تعلم جيدًا كم المعاناة التي عانوها ليصلوا لما هم عليه الآن، تعلم جيدًا بإنهم يستحقوا تمامًا مايتلقوه الآن، من حب واحترام وتقدير، كانت تشعر بأنها كأم، سعيدة بنجاح أبناءها، وفخورة بهم، أيضًا كانت تستمتع بتلك التغييرات الشخصية التي تحدث لهم، فالآن جونغكوك حصل على الوشم الخاص به، بأسم Army ومازال يضع المزيد، كانت كلما تتذكر عندما قال لها بأنه لن يحصل على وشم أبدًا، وها هو الآن، تلاحظ كم تغير وأصبح رجل ناضج، بعدما كان طفل صغير بريء، يضحكها بتصرفاته الطفولية، كذلك بقية الرفاق، تحب هي تراهم كيف أصبحوا ناضجين، وأقوى، لا يتأثرون بسهولة للتعليقات السلبية بعد الآن، بل أصبحوا أقوياء لمواجهتها والرد عليها، بجانب جونغكوك، جين إزداد ثقة بنفسه كالعادة، نامجون إزداد ثقافة ونُضج، جيمين إزداد لطافة، يونغي إزداد قوة، تايهيونغ إزداد إجتماعيه وأصبح الآن لديه العديد من الأصدقاء، ممثلين ومغنيين، جيهوب إزداد شغف وأمل، وجميعهم قد إزدادوا وسامة وجاذبية.
فهي فقط يمكنها القول بأن هؤلاء الرفاق لم يلدوا في أفواههم ملاعق من الذهب، ولكنهم إستطاعوا أن يأكلون بها الآن، بشقائهم.
أنت تقرأ
عندما تتحقق الأمنيات.
Fantasyماذا لو تحققت أمنيتك؟ ويذهب بكَ الزمان إلى حيث ماتمنيت، ماذا لو أصبح خيالك حقيقة تعيش بها واقعيًا، إربط حزام الآمان، وخُذ نفسًا عميقًا، ودعنا نرى ماستفعله «ريفال» أو..«هي ريونغ» إسمها الكوري ! عندما تتحقق أمنيتها. -رنَـا محمود.