Chapter 1.

436 7 4
                                    

حين يخبرك حدسك بوجود خطب ما
                        لا تنتظر حتى تتأكد من صحته أم عدمه
فربما تتأخر كثيرًا, فيصدق حدسك, و تفقد حياتك.
————————————————————————

2:12am
الساعة الثانية والثانية عشر دقيقة بعد منتصف الليل

روما
      عاصمة إيطاليا

بينما أجلس مستلقيًا على الأريكة بوضعية إرتياحية, إحدى ذراعيّ أسفل رأسي و الأخرى فوق عينيّ في محاولات بائسة مني لخفض شدة الإضاءة المنبعثة من المصباح تجاههما و لكن بالطبع بلا فائدة , كُسِر الصمت الذي حل ضيفًا لفترة طويلة على المكان بكلماته بينما ينتقي بحرص نوع السموم التي ينوي تجرعها لهذه الليلة.

أتريد أن أصب لك كأسًا؟

قالها ليحل بعدها قليلٌ من الصمت قاطعت سكونه و أنا أجيبه بنبرة ساخرة, بينما أزيح ذراعي عن وجهي و ألقي نظراتي تجاهه

يفترض أنك طبيب, أنىٰ لك ان تعشق تجرع هذه السموم بدلًا من مقتها؟ ألم تقل انك درست عن أخطارها؟

لم يجبني لكنه رمقني بنظرة جانبية كانت كفيلة بالإدلاء بالعبارات التي تسكن جوفه "أحقًا ما تحاول ان ترمي إليه؟ الشروع في ذات المجادلة العقيمة مجددًا؟" ما كانت تصرخ به عينيه.

لكن لسوء حظي لا يبدو أنه في حالة مزاجية تخوّل له الدخول في نقاشات مطوّلة عن مهية أسبابه ليلجأ لتلك المشروبات التي تسمى بالمشروبات الروحية لهذا سأكتفي بما يعتلي وجهه من نظرات حانقة لأستمتع برؤيتها, رمقات حقده و إثارة انزعاجه إلى أن تعزز رغباته الدفينة في شق رأسي بيديه كما يفعل مع مرضاه , كان ما اتخذته هواية لتسليني بعد يوم منهك في العمل وصدقًا لن تعلموا مدى فعالية هذه الطريقة لشرح صدوركم سوى بامتلاككم لشقيق يكبركم.

يبدو أنك لا تريد، هذا أفضل

أجاب متجاهلًا كلماتي بينما يخرج بعناية زجاجة الفودكا و يتجه ناحيتي و هو يردد ناظرًا إليّ بينما يهم بالجلوس.
اعتقد أنك في حالة مزاجية جيدة لتحاول إزعاجي,بالمناسبة لِمَ لا تزال مستيقظًا حتى الآن؟ أكان يومك مع لفافات التبغ التي تهوى استنشاق سمومها مملًا لهذه الدرجة ؟ أراهن أن مفعولها لم يكن كافيًا ليسلبك طاقتك و يريحنا من فلسفاتك الخانقة سيدي المحقق.

رصاص ودماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن