الخامس عشر من تشرين الأول.
الساعة الثالثة و عشر دقائق صباحًا..موسكو
عاصمة روسيارنين متكرر و مستمر .. يضيف إلى ضوضاء تلك الليلة العاصفة ضوضاءً تحرم صاحبها المرهق من نيل ليلةٍ هانئة , ليرفع ذراعه المثقل على مضض ممسكًا بهاتفه مجيبًا على رنينه واضعًا إياه على أذنه و هو يهمهم للمتصل و كأنه يطلب منه الإدلاء بذلك الخبر المهم الذي أرغمه على الاتصال في الثالثة فجرًا و إقلاق نومه بهذا الشكل ليأتيه الإجابة بصوت أنثويٌّ باكٍ تمكن من تميزه فور سماع نحيبها و كلماتها المتلعثمة .
فتح عشبيتيه متنهدًا بينما يعتدل في جلسته و يمسد وجهه ليزيل النعاس عنه ليقول
—اهدأي يا رين لأتمكن من فهمك .—مـ..ماكسي..لا يمكنني إيجاده, ماذا افعل؟ مـ..
أجابت بصوت مرتجف بينما يمكنه سماع أصوات ضوضاء و تقليب الأشياء بين حديثها ليقاطعها بينما ينهض من فراشه و يضع هاتفه على المنضدة على وضع المكبر متوجهًا إلى خزانة ملابسه.
—منذ متى و هو مفقود؟—منذ نصف ساعة..لم أره يحوم في المنزل منذ نصف ساعة تقريبًا..
—حسنًا لابد انه لم يبتعد كثيرًا.. لا تخرجي من المنزل و سأجده لكِ و أوافيك بالمستجدات .
كان آخر ما قاله بينما يسير متوجهًا إلى هاتفه ليغلق المكالمة و بيده يحمل سترةً سوداء صوفية مبطنة بفروٍ أبيض من الداخل ليكتسيها فوق كنزته بيضاء اللون و يسحب خوذته الحامية و مفاتيح دراجته النارية........
كانت بداية مريبة بلا شك, أليس كذلك؟
من المرجح انها الثالثة والثلث فجرًا وفي حالات أخرى ما كنت لأجيب على مثل هذا الاتصال سوى بصفع هاتفي عرض الجدار لكن ما باليد حيلة..لقد قامت بالاتصال على رقم الهاتف الذي لم أشاركه سواها هي و والديّ ..
ولأكون اكثر وضوحا.. لم يسبق لها ان استعملت هذا الرقم لهذا السبب رجحت فكرة انها بحاجة لحجة ماسة لتتمكن من الخروج من شقتها نظرا لإقامة العمة كاثرين معها مؤخرا.. والدتها ليست بالشخص السئ لكنها شديدة الصرامة..
أنت تقرأ
رصاص ودماء
Mystery / Thrillerهناك بعض الأسرار محرمٌ السؤال عنها او التدخل فيها, فحينما قرر الإبن الأوسط لأشهر طبيب و رجل أعمال في إيطاليا التمرد على تراث عائلته بدخول مجال التحقيقات و الجرائم ليحقق أحد أحلام طفولته ضاربًا بكل عادات عائلته لأجيال عرض الحائط , أكان يعلم يومًا أن...