التدحرج في خط مستقيم عبر طريق الموت

16 2 15
                                    

"مهما ناديت بحرارة، وحده الصمت يجيبني". "يزداد الظلام عمقًا، وتضاريس العالم من حولي باتت أكثر غموضا". "وبينما تحلق نظراتي بين الأشجار في هذه الغابة اللعينة، تصبح أشكالها أكثر حدة وأكثر رعبا". "تشبه الفروع الملتوية عظام الشياطين، وتعكس أنماطها المعقدة وجوه النفوس المعذبة". "على الرغم من اعتقادي على التعود، إلا أنني أدرك الآن لأول مرة مدى الضيق الذي أعاني منه".

"هل هذا هو الجوهر الحقيقي للوحدة؟".

"كنت أعرف طوال الوقت أن كولومبي تفتقر إلى الوسائل المادية لدعمي، بغض النظر عن محني". "لهذا لم أعتبرها قط شريان حياة أو خطة بديلة". "ومع ذلك، فإن غيابها الآن يثير قلقًا عميقًا بداخلي. هل لأنني بدأت أعتمد عليها، أم ربما كان ذلك ببساطة هو الراحة المتمثلة في وجود شخص آخر بجانبي؟".

"في تلك اللحظة، لم يكن لدي خيار سوى مواجهة الواقع". "أنا جبان عندما أُترك للتعامل مع متاعبي الخاصة، محرومًا من الدعم العاطفي". "مجرد التفكير في مواجهة مشاكلي وحدي يملأني بالخوف". "لم أكن أدرك كم يمكن لوجود شخص واحد أن يخفف الأعباء عن كاهلي".

"الخوف يسيطر علي بقوة لدرجة أن الدموع تهدد بالإنسكاب في أي لحظة". "الظلام، في غياب الضوء، يوقظ الشياطين الصغيرة الكامنة فيه". "ولا أحد هنا لتعزيز شجاعتي ضد هذه الشياطين حتى بكلماته الجارحة". "ولقد فهمت الآن أن هذا هو ما قصده زعيم الكلاب بتخليصي من شوائببي".

"تبا، لهذا!!!". "حتى صديق السوء أفضل من الوحدة". "لم أتمنى تعلم هذا بهذه الطريقة على الأقل".

"مهلا لحظة، كيف فصلها عني على كل حال؟". "وأين هي الآن؟".

والتفكير بالتالي جعل كيوس يقشعر بدءا من أسفل عموده الفقري حتى وقف شعر رأسه وانتصب. ثم جره سيل خفيف من الماضي، يعد طرحه للسؤال.

"لما وجدتني اغنّي في لقائنا الأول؟". "موزتو كان مجرد طفل خجول، يعاني من الرهاب، ولا يقدر على إطالة النظر في عينك قبل ان يتأسف بلا سياق". "ذات يوم، فقد السيطرة على عنصر التنين خاصته، حتى تحول الى ما هو عليه الآن". "وحتى ان كلا من كيريو و رين تحزبا عليه بلا فائدة". "لا أقول انه اقوى منهما معا، لكن الهدف كان في احتوائه لا قتله". "لا تدع شكله المسالم يخدعك، فلو صحا سيعود لحالة الهيجان تلك". "لهذا أُهوِد له بشكل دوريّ".

هذا كان رد كولومبي الجاد، والذي جعله يقلق بشأن مصير العالم بعد فصلهما عن بعض. يحاول بناء أمل أن ابن الكلب يدري ما يفعله، لكن بالنظر للوضع الحالي، هو يشك وبشدة.

وعلى جلب سيرته، تمت العودة للماضي بضع لحظات للوراء، بأرض يطغى عليها الهواء السام المخضر، وبين جيوش كلبيّة من البشر الملعونين، وقف الاثنان كشكل حياة عاقل ووحيد بذلك النطاق.

"قبل ذلك، أود طرح سؤال عليك". "رجاء لا تعتبره طلبا فظا مني". قال كيوس المتردد.

مد كاسكا ابتسامته من الاذن الى الاذن، متحمسا استجابة لطلب حفيده المفضل، وقال "أيّ شيء". "لا أرى ضررا من مشاركة قد ما تحتاج من حكمتي معك". "إسألني ما تريد".

Beyond the Blank Pageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن