Kirio_V02.exe

19 2 18
                                    


اسمح لـ أشيل لي المتواضع أن يرحب بك في مسرحه الكبير، حيث تتشابك الملاحم القديمة والأساطير التي لم تُكتب بعد، لتشكل طريقًا نحو ذروة كارثية. تحت ستار الراوي المتواضع، أسعى إلى نسج قصة من شأنها الترفيه عنك. وبينما يرتفع الستار، يلقي وهجه الذهبي على قلوبنا المتلهفة، دعونا نشرع في هذه الرحلة معًا.

وُلد بطلنا كيريو من بوتقة الكراهية والإذلال، ونشأ متمسكًا بمثله العليا، راغبا في التصديق بقدرته على إصلاح العالم الممزق. ومع ذلك، وبينما كان يغامر بالخروج، بدأت الحقائق التي تواجهه تُقسي قلبه. ولم تكن كل تجربة تبدو خطوة نحو النصر بقدر ما بدت اختبار نقاوته. وأتساءل إلى متى سيقدر على الإبقاء عليها.

تحت شمس منتصف النهار الحارقة، وسط المظلة المتشابكة لغابة شمال دولة المطر، كان هناك وحش مخيف - خنزير وحشي لا يستطيع حتى أقوى محاربي القرية هزيمته - مذبوحًا عند قدمي كيريو. وبرشاقة دون عناء، وقف منتصرًا فوق جثة الوحش، وتم تأطير صورته الظلية من قبل القرويين، مشيدين به كما المعبود.

في تلك الأيام، كان السحر موهبة نادرة وعجيبة، قليلون من ملكوا مثل تلك القوة المضادة للمنطق. وبالرغم من أنه لم يحصل بعد على لقب البطل، إلا أنه امتلك قلب واحد. وعلى الرغم من إعجاب الناس المتزايد به، سعى جاهدا إلى الحفاظ على تواضعه.

كيريو يدري ان عليه العودة حيث ترك معلمته - اوتاه، لكن نزوة قادته لزيارة المدينة القريبة. أخيرًا، عندما بلغ سن استكشاف العالم دون إشراف، استمتع بالحرية التي جلبها معه. كالعادة، كافأته النقابة بسخاء على إنجازه البطولي، وهو مبلغ وعد براحة السفر. كيريو، الذي كان دائمًا كريمًا، وضع جانبًا ما يحتاجه لرحلته وقرر التصدق بالباقي لمن هم أقل حظًا.

لم تكن أزقة المدينة المظلمة تضم متشردي المجتمع فحسب، بل أيضًا مفترساته. بينما كان كيريو يتجول، وجد نفسه في مواجهة رجل ذو هيكل هزيل وجلد شاحب، يلوح بسكين صغير كليل. كشفت مشيته غير المستقرة وأنفاسه المتقطعة عن حالة من الثمالة، على الرغم من كونه منتصف اليوم.

احترق قلب كيريو بالرحمة والغضب. لقد امتلك القوة اللازمة لإخضاع مائة رجل، كل منهم قادرون على محو العربيد من سجل الحياة، لكن الواقع قبض عليه بتشنج قاس. ما هي الظروف التي دفعت هذا الرجل إلى هذه الحالة الصعبة؟ فكر كيريو، وكان عقله يتسارع مع عدم المساواة في العالم. لقد أدرك النعم التي يتمتع بها - قوته وهدفه - وشعر بالثقل منها.

لقد بحث عن طريقة لمساعدة الرجل الذي أمامه لكنه لم يجد حلاً واضحًا. لم يكن كيريو هو الأغنى ولا الأكثر حكمة، بل بالكاد صياد وحوش. إذا سلم ماله فمن المرجح أن يبدده السكير على الرذيلة. تسليم السكير للحرس كذلك لن يعالج جذور المشكلة، أي الفقر الذي دفعه للخروج بهذه النية. كلما طال أمد تفكير كيريو، أدرك عدم جدوى سعيه النبيل.

Beyond the Blank Pageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن