مرض

12 0 0
                                    

الدكتور خمن انه ام طلال ما قالت لأحد عن حالتها الصحية فـ قال بتفهم : ايه نعم الوالدة مصابة بـ كانسر في الرحم
طلال على انه عارف لكن انه يسمع التأكيد من الدكتور كان له واقع آخر عليه
طلال بلع ريقه وقال : طيب كم باقي لها تعيش؟!
الدكتور : هنا يا طلال بنشوف المعجزات  مش هقدر احدد لك يوم ولا شهر واقولك بعدها مش هتعيش
طلال : طيب الكيماوي بدأت تأخذه؟!
الدكتور تنهد وسكت قليلاً شاف حالة طلال والتعب اللي ظاهر في وجهه فـ قال : والدتك للأسف رافضة تأخذ الكيماوي، يعني رافضة العلاج، وللأسف الكانسر بدأ ينتشر في جسمها وهو في مراحله الأخيره
طلال : يعني أمي من أول ممـءءـ. ـصابة بالكانسر؟!
الدكتور هز رأسه، طلال حط يدينه فوق رأسه ودموعه تنزل
الدكتور : تفائل بالخير يا ابني هنا نحن بنشوف المعجزات مثل ما قلت لك، ان شاء الله خير، لو بيدك تقنعها تعمل الكيماوي هيكون خطوة كويسة بالنسبة لها ويخفف عنها الألم
طلال رفع رأسه وابتسم للدكتور على مواساته وقال : الحمدلله، وشكراً لك يا دكتور بحاول اقنعها، وخرج من العيادة وهو متضايق، ركب سيارته وحرك لـ منزله الخاص
-
كانت واقفة تنتظر المصعد وبيدها الملفات حست فجأة بـ تعب والرؤية مو واضحة اختل توزانها، سندت نفسها على الجدار و تتنفس، انفتح المصعد ودخلت بالقوة وقالت وهي تلهث أنفاسها : الدور ١٥.. ما كملت كلامها الا طاحت بين يدين يوسف اللي مسكها قبل ما تطيح
يوسف : لو سمحتيي؟! أختيي؟! ما كان فيه أي رد منها، شاف البطاقة المعلقة على رقبتها مكتوب اسمها " وئام بنت سلطان" قسم السكرتاريه، ابتسم على جنب وقال : ما توقعت راح تطيحين بين يديني من ثاني يوم، ضغط آخر دور وحملها بين يدينه وراح لـ قسم الاسعافات الخاص بالشركة تحت انظار وذهول الجميع
ومن بينهم حسان، اللي كان توه داخل للشركة وقال بابتسامة : منت هين يا يوسف، والله وسويتها
حطها يوسف على السرير وعملوا لها الاسعافات اللازمة
يوسف : ليش هي تعبانة؟!
المسعف : سوء تغذية، معتادين على هذه الحالات بالشركة
يوسف هز رأسه، وراح لـ آلالات البيع، واشترى لها
سمع صوت تصفير من خلفه لف وشاف حسان
حسان بابتسامة : وسويتها
يوسف : كلكم جربتوا حظكم باقي انا
حسان : راح تصير محتوى الشركة، تعود على النجومية
يوسف ضحك، وقال : يلا بروح اعطيها الاكل
حسان : تمام
راح يوسف وفتح الستارة وكانت نائمة والطرحة نازلة عن شعرها الأسود، تأمل ملامحها الحادة والجريئة
جلس وحط يده على خده وهو يناظرها وقال : نشوف ايش خلف ملامحك الجريئة يا وئام
شافها تتحرك بـ تقوم، عدل نفسه وقال : الحمدلله على سلامتك طحتِ بالمصعد
وئام شافته وكان لابس ثوب ابيض وشماغ احمر، وكمام اسود ونظارة طبية، وساعة فضية، وقلم فضي في الجيب، بلعت ريقها بتعب وقالت وهي تعدل طرحتها : مين انت؟! - ناظرت المغذي - الملفات وينها ابو طلال يبغاها
يوسف : طحتِ بالمصعد، ارتاحي
وئام وهي تفك المغذي : أبو طلال يبدأ دوامه بعد شوي الملفات لازم تكون موجودة هناك
يوسف مسكها يمنعها تفك المغذي وقال : ارتاحي الى ما يخلص المغذي وبعدين شوفي شغلك
وئام بعناد : انا بخير، اتركني خلاص
يوسف وهو يمسكها من كتوفها يسدحها : اذا بخير ما طحتِ بالمصعد، واضح انك تعبانة ومجهدة نفسك، - أخذ الملفات - بوديها انا، انتي ارتاحي الى ما يخلص المغذي، - مد لها كيس فيه ساندوتش وعصير - كُلي، يقولون عندك سوء تغذية
وئام : ما احتاج شفقتك علي
يوسف ابتسم على جنب وقال : لا تخافي مو شفقة بس ما أبغى اشيلك كثير - وهو يحرك كتوفه - وزنك ثقيل
وئام وعست عيونها بصدمة : نعمم!!
يوسف ضحك وراح
وئام وهي تفتح الساندوتش : قال ايش وزني ثقيلل!!، بدأت تأكل وناظر الساندوتش وقالت : الله من زمان ما أكلت
-
عند يوسف
أخذ الملفات وراح للدور ١٥، كان يمشي بين الممرات ويقرأ اللوحات المعلقة أمام المكاتب إلى أن وصل لـ لوحة " الرئيس : فيصل بن الـ**"، وأمامه مكتب فارغ وواضح انه مكتب وئام، وقف أمام مكتبها ويناظر فيه شاف انها شخصية منظمة و أغلب الاوراق المعلقة تتعلق بـ عمل ابو طلال، مشى كم خطوة للأمام ناظر يمينه ويساره شاف مافي أحد ابتسم ودخل لـ مكتبه
دخل وكان المكان بمثابة عرين الأسد او المكان الذي خلفه تتواجد كل العمليات المُدبرة، أخذ يتمشى بالمكتب الواسع وصل لمكتبه وحاول يفتح الأدراج لكنها كانت مغلقة، هز رأسه بـ تفهم، أخذ صورة وضعها لـ عائلته كانت ام طلال وطلال مبتسمين فيها
ما قدر يمسك نفسه وقال : ابتسامتهم عريضة أكثر من اللازم، - تغيرت نبرة صوته - حافظوا على ابتسامتكم هذه هي الدافع الحقيقي فـي اكمالي لـ انتقامي
حط الملفات وأخذ ورقة ملاحظات من المكتب وكتب ملاحظة وتركها، خرج من المكتب وشاف أبو طلال يمشي ومعه شخص خلفه ابتسم من تحت الكمام ومشي من جواره وهو غير مبالي، ركب المصعد وقال وهو يناظر نفسه بالمرايا : ما تعرف علي لهدرجة تغيرت، أتمنى انك تتعرف علي يا فيصل وقريباً
دخل أبو طلال المكتب وشاف الملفات ومكتوب ملاحظة " انا وئام اعتذر عن الدوام اليوم بسبب تعبي الشديد، أتمنى انك تتفهم".
أبو طلال أخذ الملفات وشافها وقال بابتسامة : هذي البنت منظمة حتى وهي تعبانة
-
في مكان ثاني، كان يمشي بالحديقة بعد ما عرف خبر مرض أمه ما يعرف وش يسوي، ايش بيده يعمل لها
تنهد لما وقف أمام كافيه دخل وسمع موظفة المحل ماسكة الجوال تتكلم بصوت انجليزي مُهترئ، تتهجئ الكلمات وامامها نغم حاطة يدها على اذنها منحرجة
تقدم طلال وسحب الجوال منها وقال : We invite you to join the annual Coachella Valley Arts and music festival " ندعوكِ للانضمام الى مهرجان كوتشيلا فالي الذي يُقام سنويا للفنون والموسيقى".
منى : ايوا هذا اللي قاله
نغم : شكرا لك يا منمن، وراحت منى
طلال : معليش بس كان لازم انقذ الوضع
نغم بابتسامة : شكراً لتدخلك
طلال كان ما يبغى يجلس لحاله ويفكر بموضوع امه قال : راح تروحي للمهرجان؟!
نغم تنهدت وقالت : تخيل موسيقار عمياء ايش راح تقدم للناس؟! - ضحكت بسخرية - موسيقى هزلية
طلال : انتِ تعزفي؟!
نغم : ايه كُنت عازفة بيانو، لكن الان لا
جات منى ومعها كوفي وقالت : شكراً لك على اللي سويته مع نغم وهذا اعتذار من نغم لك
طلال رفع حاجبه الايمن وقال : من نغم متأكدة!!
نغم : ايوا تراني محترمة، بس كانت الظروف ما تساعد
طلال ابتسم وقال : شكراً لك، خليتني ابتسم
نغم : للآسف ما راح اقدر اشوف ابتسامتك
طلال رفع الكوفي وقال : شكراً نشوفك في ظروف أفضل مس نغم
نغم : العفو يا..
طلال وهو يصافحها قال لها اسمه، وخرج من الكوفي وخرج، راح يتمشى ويشربه وهو يفكر بأمه
-
في الليل تحديداً، في القصر
جالس يأكل بهدوء وأمه تتفرج المسلسل وتضحك وتأكل، ناظرها وهو تعبان مُهلك من التفكير، مسك الريموت وخفض الصوت وقال : يمه بقولك شيء
أم طلال بابتسامة : هلا حبيبي
طلال غمض عيونه ما قدر يتكلم لما شاف ابتسامتها
أم طلال مسكت وجه بكفها وقالت : حبيبي قول ايش فيك
طلال فتح عيونه وطاحت دموعه على خده
أم طلال بخوف وهي تمسح دموعه : حبيبي قولي وش فيك
طلال : ليه ما قلتِ لي؟!
أم طلال عقدت حواجبها وقالت : ها؟! ايش ما قلت لك؟!
طلال بصوت مخنوق : عرفت ان عندك كانسر
اعتلت ملامح الصدمة على وجهها وما عرفت ايش تقول ما حسبت حساب اليوم اللي طلال يعرف فيه
طلال : الى متى كُنت راح تخبين اذا ما عرفت، - مسكها من كتفها وهزها - الى متى راح تخبين الموضوع؟! انا عرفت انه جاك من قبل وانتِ مو راضيه مو تأخذي العلاج ليه؟! تبغين تتركيني؟؟ تبغين تشوفين اموتت
أم طلال : لا بسم الله عليك يمه
طلال وهو يصيح : اذا انتي ما تبغين العلاج هذا معناه موتي على البطيء، - طاح بين رجولها - يمه ايش بيدي اقدر اساعدك فيهه؟! ها قوللي لي
-
أم طلال وهي تبكي : مو بيدي ولا بيدك شيء يا طلال، انا كذا ولا كذا بموت، خليني أعيش بسلام
طلال رفع نظره لها وقال : سلام؟!!، سلام وانتي جالسة تموتي وتتألمي ومحد يحس فيك
أم طلال وهي تمسح دموع ولدها : يا حبيبي يا طلال انا مو اول وحده يجيني كانسر، وانا أول مره جاني وأخذت العلاج لكن رجع مره ثانية فـ رفضت العلاج لو يبقى من عمري يوم أبغى أعيشه معك
طلال قام وقال : أبوي يدري؟!
أم طلال هزت رأسها بنفي
طلال رفع رأسه لأعلى وقال : لو طحتِ وانا مو موجود ايش راح يصير لك؟!
أم طلال : مثل كل مره لما تسافر
طلال لف واعطاها ظهره وقال : بروح امشي
أم طلال ابتسمت بتفهم، سمعت صوت الباب يتقفل

عيناكِ مأمني وأماني وأُنس روحي.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن