مستشفى

13 0 0
                                    

في الجهه المقابلة، عند مركز الأمراض النفسية
نزل من السيارة وهو لابس بلوفر ازرق فاتح، وبنطلون ابيض، نظارته الطبية التي أصبحت جزء لا يتجزأ من شخصيته، نزلت وئام وهي لابسة عباية لونها ما بين الاسود والموف الغامق
وئام مشيت لكن حست بيوسف وقف لفت للخلف وشافته واقف يلبس كمام وقلفز وهي كمان لبست قلفز وكمان ورشت كحول على الباب، يوسف ابتسم لـ تصرفاتها واهتمامها لما عرفت بـ مرضه، سألت وئام عن أم ليلى ودخلوا لـ غرفتها، دخلت وئام بالأول ويوسف انتظرها عند الباب المفتوح بحيث يسمع لكن ما يقدر يشوفهم
وئام شافت أم ليلى جالسة على السرير، وبيدها سبحتها تستغفر وحاطة على شعرها طرحتها البيضاء تجاعيد وجهها ظهرت وكذلك شعرها الرمادي اللي بداياته تحولت للأبيض
وئام بابتسامة : كيف حالك يا خالتي؟!
أم ليلى بابتسامة : الحمدلله بخير، كيفك يا بنتي؟!
وئام : الحمدلله بخير، جبت لك معي شخص يعرف ليلى
أم ليلى حطت يدها على قلبها وقالت : مين؟!
وئام مسكت يدها وقالت : انتِ أم و أكيد في يوم شفتِ سعادة بنتك، هذا الشخص هو بسبب سعادتها هو سبب ابتسامتها
أم ليلى دمعت عيونها وهي تناظر وئام تتكلم عن ليلى بلهفة وشوق مو بس هي انحرمت من بنتها كمان صديقتها، وئام أشرت لـ يوسف اللي واقف مواري للانظار عند الباب ودخل للغرفة وشاف أم ليلى
أم ليلى أول ما شافته ما تدري ليه اجتاحتها رغبة بالبكاء وبكيت
وئام حزنت عليها وبكيت معها، يوسف شافهم الاثنين يصيحون وقال : ما جينا عشان نبكي
وئام ما استغربت من تصرف يوسف لكن أم ليلى استغربت منه
وئام وهي تمسح دموعها : هذا حبيب ليلى - مسكت يدينها وهي تناظر لها تأكد لها كلامها - نحن جنبك ونحب ليلى ومافي أحد في هالغرفة الا كل شخص تمنى لها السعادة والخير من كل قلبه
أم ليلى هزت رأسها
وئام : فيه شخص - طلعت صورة لـ أبو طلال من شنطتها - هذا الشخص اسمه الفيصل، هو السبب في موت بنتك، انا ويوسف راح نكشف الحقيقة للعلن
يوسف كمل كلام وئام : في آخر محادثة بينك وبين ليلى ايش دار الحوار؟!
أم ليلى بلعت ريقها وتوترت، ناظرت يوسف و وئام ونزلت رأسها للارض وقالت : انا اعرف أبو طلال
وئام ناظرت يوسف اللي ما اهتزت ملامحه بـ صدمة
يوسف جاء بباله هذا الاحتمال لكن ما توقع انها تعترف بسرعة
وئام : لحظة كيف تعرفيه؟!
أم ليلى تنهدت وهي تتكلم كأنها تزيح الهم عن قلبها اللي جلس يأكل فيها 8 سنوات من موت ليلى : جاء سألني بخصوص شخص اسمه حمزة آل جاسر رئيس شركة golden veiw " المنظر الذهبي
وئام : هذا المنافس لأبو طلال!!، ايش علاقتك فيه؟!
أم ليلى عضت على شفايفها : لأنه أبو ليلى الحقيقي
وئام : دقيقه، كيف؟!! مينن؟!
أم ليلى : حمزة آل جاسر تعرفت عليه قبل ما اتزوج أبو ملاك، وحبيته وانفصلنا بعدين اكتشفت اني حامل تزوجت أبو ملاك وربيت ليلى معه، خبيت عن ليلى الموضوع عشان ما تتأذى، لكن طلع لي أبو طلال من العدم وهددني انا وبنتي، - غطت وجهها تبكي - ما قدرت أحميهاا، ما قدرت أمنعها انها ما تروح له
يوسف كان صامت طول محادثة أم ليلى ووئام وكانت هادئة ملامحه وباردة نطق بـ هدوء : ايش طلب منك بالمقابل
أم ليلى رفعت نظرها له، يوسف ابتسم على جنب : أبو طلال مو من النوع اللي يعطي بدون ما يأخذ، لازم يأمن على نفسه، ايش أخذ منك؟!
أم ليلى تنهدت : ما طلب مني لكن - سكتت شوي ناظرت وئام ويوسف ونزلت عينها ليدينها المتشبكة - انا عرضت عليه يترك ملاك تسافر برا تكمل دراستها
يوسف أطلق تنهيدة طويلة وحط يده بين حواجبه قال : يعني بعتي بنتك الثانية عشان سلامة بنتك الأولى؟!
وئام وقفت وقالت بحدة : يوسفف احترم نفسك!!
يوسف قرب منها ومسك طرف السرير الحديدي وقال : تعرفين ليش ليلى ما قالت لك عن علاقتنا؟!!
تعرفين ليهه؟!!
أم ليلى كانت منهارة بكاء وتهز رأسها بنفي
يوسف بصوت عالي : لأنها فكرتتت فيككك، حطتك أمامها قبل ما تعيش لنفسها، فكرت فيك من كلام الناس اللي بيضايقك وانتي؟! ايش سويتي؟! رحت له برجلككك عشان بنتك تكمل دراستها بنتكك اللي ليلى تعبت وهي تربيها؟!
أم ليلى ببكاء وهي تناظر يوسف القريب منها : انا شفتتت ورقة في دولاب ملاك عن برنامج ابتعاث وكلمتني عنه ليلى قلت بخفف عن ليلى واخليها تسافر وليلى تتفرغ لعملها
يوسف غمض عيونه ما قدر يسمع زيادة ابتسم بهدوء : ايه تفرغت لعملها وماتت بسببك
وئام سحبت يوسف بقوة وقالت : اطلع برا!!!
يوسف ناظر وئام وقال : انا طالع ماني جالس بعد ما سمعت المهزلة - ناظر أم ليلى - انتِ مو أم، انت شخصص بشع ومستغل وأناني، وأقولك اياها في وجهك ليلى ماتت بسببك، وايهه، شيلي الذنب طول عمرك مثل ما ليلى شالتك فوق راسها وخدمتك وخدمة البيت وحافظت عليه وصانته بعيونها من كلام الناسس
وئام صرخت وقالت : يوسفففف!!!! خلاص اخرجج
يوسف ما ناظر وئام وخرج
وئام ناظرت أم ليلى اللي كانت منهارة بكاء ما عرفت ايش تقولها لكنها حضنتها لعل وعسى تخفف عنها
أم ليلى : انا اصلا أم سيئة، وكلامه صح، تدرين اني ندمانه إلى الآن إن آخر محادثة بيننا دارت عن أبوها وكانت رايحة لأبوها وانا قلت لها اني مو راضية عنها
-تمسكت بوئام - قلت لها اني مو راضية عنها
وئام حزنت عليها ومسحت على ظهرها : لا تقولين عن نفسك كذا، انتي عملتِ اللي عليك ومتأكدة ليلى ابتسمت بسببك بـيوم
دخلوا الطاقم الطبي لأجل يهدؤون أم ليلى اللي كانت منهارة
خرجت وئام وركبت السيارة وقالت : انت كيف كذا تقول للادمية؟!
يوسف : يعني تبغين نصفق لها؟! ونقول لها اوه لا انت كفووو مره أم مثالية ما شاء الله
وئام : صدقق انك عديم احساس، الادمية معها اكتئاب وزدتها
يوسف وهو يحرك السيارة : بقولها لك مره وما عاد اني مكررها أي شحص يمس ليلى بضرر ولو ايش كانت علاقته معها راح أدمرهه!!!
وئام سكتت وناظرت الطريق : وصلني عند بيتي
يوسف حرك السيارة بهدوء، هو مقهور على حبيبته
-
وقفت سيارته أمام بيتها، ناظرها وناظر يدينهم وكفوفهم المُحتضنه بعضها البعض، وتنهد وهو يتمنى من كل قلبه المشيب والخرف مع هذه الفتاة التي سرقت قلبه.
نغم حست انهم وقفوا وقالت : شكرا لك يا طلال
طلال : تؤتؤتؤ، نسيتي شيء!!
نغم باستغراب : ايش؟!
طلال وهو يبوس يدها : يا حبيبي، لا تناديني طلال
نغم بابتسامة خجلة همست : يا حبيبي
طلال ضحك على خجلها وقال : أحبك
نغم : وانا كمان، طلال قرب منها، نغم حست بقربه وغمضت عيونها بتوتر، طلال ابتسم وفصل الحزام ورجع للخلف وهو مبتسم
نغم بقهر : حيوان مستفززز!!!
طلال ضحك وهو ينزل من السيارة وقال : تونا بالبداية
نغم تجاهلته وهي تدور قفل الباب بعشوائية وعصبية، وطلال فتح الباب ودخل راسه وحاصرها وقال وهو يهمس : ماراح أخليها في خاطرك، وباسها برقة على شفايفها
نغم سكتت مد يده ومسكت ذراعه كعادتها، انتظر إلى ما دخلت وحرك وهو مبسوط ويدندن بأغنية "يا خلّي القلب".

عيناكِ مأمني وأماني وأُنس روحي.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن