الفصل الرابع عشر ج٢

1.6K 187 14
                                    

الجزء الثاني من الفصل الرابع عشر 

أجابت رقة بثبات :
_ أنا في فيلا .. بيلا جود.

دهشت شهد وشعرت بالخطر خصيصا مع النغمة المخيفة الهادئة بصوت شقيقتها فسألتها بعجالة :
_ عنوانها إيه ..؟!

أخبرتها رقة بالعنوان وأنتهى الأتصال الذي بعده أسرعت شهد مباشرةً لتبديل ملابسها حتى تذهب لشقيقتها حيث هي ..

( وبفيلا بيلا جود ..)

دخلت بيلا بكوبين من عصير البرتقال الطازج لغرفة الأجهزة الرياضية، حيث توجد رقة التي كانت تركض على آلة الركض بسرعة خطرة غير معتادةً عليها .. رمقتها بيلا بتعجب ثم ذهبت لتخفف سرعة الآلة وأوقفتها تدريجيًا وهي تنظر لرقة بنظرة جدية حذرة.. فابتعدت رقة عن الآلة وهي تلهث بقوة وحبيبات العرق تنزف من مسامات بشرتها ... وبعدها ارتمت على مقعد قريب لتستريح وتهدأ أنفاسها بعض الشيء .. فأخذت بيلا كوب من العصير وأشارت لرقة لتأخذه قائلة :
_ خدي نفسك وبعدين أشربي العصير ده ..

أخذته رقة ووضعته قربها على المنضدة، ثم ارجعت ظهرها للمقعد بارياحية وبدأت تلتقط أنفاسها بهدوء .. ولكن عينيها زائغتان للبعيد وكأنهما يتطلعان بعالمً آخر .. وراقبتها بيلا عن كثب ثم قالت بتحفظ :
_ مش حابة أتدخل في شؤونك الشخصية .. بس مش أنتي البنت اللي شوفتها من أيام!! .. فيكي حاجة متغيرة أوي!.

أطرفت رقة أهدابها ببطء ثم قالت بهدوء مريب دون أن تنظر لبيلا :
_ مش هتقل عليكي يا بيلا ما تقلقيش .. أنا برتب أموري وهمشي في أسرع وقت .. وجميلك ده دين في رقبتي و هردهولك في يوم من الأيام.

قالت بيلا بعجالة وحرج:
_ ما اقصدش صدقيني يا رقة .. ده أنتي منوراني وونستيني والله العظيم .. أنتي شوفتي بنفسك حياتي اللي فاضية وبيتي اللي عايشة فيه لوحدي، يعني مستحيل تكوني مسببالي اي ازعاج زي ما ظنيتي.

وبعدها نظرت بيلا حولها بألم ثم قالت بصدق وحزن ظهر بصوتها وعينيها :
_وبعدين تتقلي عليا إيه بس، شايفة الفيلا الكبيرة دي .. قاعدة فيها لوحدي، زمان لما كنت خياطة على قدي وعايشة في حارة كانت اوضة السطوح ما بتخلاش من البنات والستات اللي جايين يفصلوا فساتين وهدوم عندي .. كنت مشغولة طول الوقت ، وسنة ورا سنة ونجاح ورا نجاح نسيت أن العمر بيعدي وبينتهي ، والشباب له مدة صلاحية وبيخلص .. بقا عندي كل اللي حلمت بيه زمان، إلا حاجة واحدة مش عارفة أشتريها ولا أحققها !.

التفتت رقة وسألتها باهتمام :
_ إيه هي ؟!

أجابت بيلا بنفس الألم :
_ راحة البال .. الأمان والحب .. الحاجات دي مش بالفلوس يا رقة.

قالت رقة بسخرية وثورة متقدة بعينيها :
_ أومال بالفقر وقلة الحيلة والضعف والكسرة !..

ردت بيلا وقالت بصدق :
_ الدنيا ما بتديش لحد كل حاجة ، هتلاقي كل واحد متاخد منه حته.. لا الفقير مرتاح .. ولا الغني مرتاح.

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن