الفصل العشرون

1.2K 163 16
                                    

#الفصل_العشرون

وارتجفت من الحنين والبرودة أيضاً التي اقتحمت آخر أيام الصيف وتناوبت مع بعض الامطار الخفيفة بالأيام القليلة الماضية  .. 
بينما اليوم أتى المطر بكامل هيبته فجأةً!
ومن خلف النافذة الزجاجية التي يتساقط عليها المطر بغزارة، نظرت رقة لذلك المبنى بنظرة معذبة وشعور قاتل بالحنين  ..  اليوم يصادف يوم مولدها!
كان هناك اتفاق بينهما وخطة مسبقة لقضاء هذا اليوم معاً،  ولولا ما حدث لكانوا الٱن زوجان يقضيان أسعد أيام حياتهما،  كل شيء حولها ساكنًا هادئًا إلّا قلبها!!
يصرخ ويتوجع ويشتاق رغم عن أنف الكبرياء والثبات الخادع..

دفعها ذلك الشعور بأن تسرع للخروج من هنا والذهاب لتلك الشقة، التي للٱن تمتلك مفتاحها الخاص الذي أعطاهُ لها ذات يوم!... ودون أن يرها احد تسللت للداخل ودخلت المصعد لشقة الطابق السادس!.

وعندما خرجت من المصعد وقفت تنظر لباب الشقة المقفول وهي تبتلع ريقها وتلهث برجفة شديدة!  .. شعور مخيف بالخطر !.
عنفت نفسها لذلك الضعف الذي أتى بها لهنا وحاوط قلبها من جديد  ..  لكنها أتت على كل حال.
ترأف بقلبها قليلًا وتلتقط أنفاسها وتتابع طريقها لتستطيع مواصلة الطريق في الأبتعاد وخلاص قلبها من الألم والشك!.

ولحظات وكانت فتحت الباب بمفتاحها الخاص ودخلت بخطوات بطيئة ورجفة انتشرت بجسدها كاملًا  ..  ولم تتوقع للحظة واحدة انه سيكون بالداخل.
والاسوأ أنه يحتفل بمفرده بيوم مولدها ويضيء الشموع ناظرا لصورتها على الحلوى بألم وأفتقاد قاتل.
وكأنها بمعجزة خرجت من صورتها على الحلوى واصبحت روحا حية أمامه!. 

تجمدت رقة عندما تشاكبت نظراتهما وشعرت بزلزلة داخل قلبها، ثم وبلحظة اندفعت راكضة لتهرب من أمامه ..  ولكنه كان أسرع منها واستطاع أن يقبض على معصمها ويغلق باب الشقة عليهما.. وقبض على ذراعها بنظرة غارقة بعينيها تصرخ بالحب والأشتياق ... ابتسم أشهد وهو يضيق عينيه ويقول بثقة ولذة انتصار :
_ كنت عارف أنك مش هتقضي اليوم ده من غيري ..أنا مستنيكي من بدري هنا ..

ارتعش جسدها بعنف وهي تتنفس بصعوبة وتحاول الهرب من عينيه وشعور محبط بأنه كشف أشتياقها له وحنينها المميت .. خفف قبضته على معصمها ثم رفع يده وحاوط وجهها بين قبضتيه وقال بعشق :
_ كل سنة وأنتي معايا.

نظرت له رقة بدموع انهمرت من ضعف مقاومتها وعجزها أمامه وتأكدت للمرة المليون أنها لن تستطيع هجران هذا الرجل والأبتعاد عنه .. فقالت بضعف :
_ سيبني أمشي يا أشهد.

اومأ رأسه برفض وقال بابتسامة وهمس بعد اغتنم تلك الفرصة الذهبية بملء يديه :
_ لو عايزة تمشي مكنتيش جيتي !، خلينا نحتفل بعيد ميلادك زي ما أتفقنا .. خليها ذكرى حلوة ما بينا يا رقة، نفتكرها ونفرح بيها .. ذكرى هتفكرك دايمًا أن في اكتر وقت صعب مر علينا ما نستكيش ولا نسيت أفرحك ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن