الفصل التاسع عشر ج١

1.4K 199 22
                                    

الفصل التاسع عشر ج١

وبعد فترة من الوقت أوقفت رقة السيارة الأجرة وشكرت السائق على معروفه أنه أتى بها وهي لم يكن بحوزتها أي نقود ! .. وقالت :
_ ثواني وهرجعلك بالأجرة ..

وعندما خرجت من السيارة وهي تحدث السائق وجدت ذراع أشهد يتمسك بها ويبدو أنه أتى خلفها حتى أتيليه بيلا ! ...
نظرت له رقة بعصبية حتى يترك معصم يدها، ولكنه لم يفعل!
بل أعطى للسائق أجرته وابعدها خطوات بسيطة عن السيارة، أو بالأصح كان يريد أن يبعدها عن المارة ويأخذها حيث شقة الزوجية الذي جهزها تمامًا بالأيام الماضية .. ولكنها نفضت يدها منه بكل قوتها وأشارت له بتحذير وعينيها تهددانه ألّا يقترب :
_ أبعد عني أحسنلك وإلاّ!.

كانت عينيه تعانقها بعنف النظرات، لهفةً وأشتياق !
رغم ما بقلبه من غضب وعتاب ومحاسبة!
ولكنه بالنهاية رجلًا غرق بقلبه كاملًا في العشق !.
من أين له أن يعاتبها ويغضب وهو يجن شوقا ليأخذها بين ذراعيه ؟!.

تنهد أشهد بعمق وحاول أن يلجم غضبه بشتى الطرق :
_ من حقي اتكلم معاكي لوحدنا وأفهمك وأقولك كل حاجة !.

نظرت رقة بعينيه التي تعشقهما، وقلبها يصرخ أن تنصاع لرغبتها المختبأة وترتمي بين ذراعيه باكية ومعاتبة، ثم تصفح وتغفر .. ولكن جرح كرامة الفتاة البريئة بداخلها أعمق أن تصبح بتلك السذاجة !..
ويبدو أن أشهد كان على قدر مخيف من الفراسة والفطنة وقرأ أفكارها بلحظة ! .. فقال بصوتٍ أظهر فيه حنينه قاصدًا التأثير عليها:
_ اللي بينا يستحق أنك تديني فرصة أفهمك .. لو أفترقنا هتكون أكبر خسارة لينا أحنا الأتنين!.

ابتلعت رقة ريقها بمرارة ولأول مرة تنهمر الدموع من عينيها بتلك الغزارة منذ صدمتها فيه، ومن شدتها لم تستطع كبحها !
حاولت أن تقول شيء .. لكنها اصبحت فجأة لا تجد الإجابات ! .. هي فقط تريد أن تلملم قلبها وتبتعد ... نظرت له بعينان مغرورقتان بالدموع وفيهما عتابا مخيف جمده للحظات، ثم ابتعدت وأسرعت لداخل أتيليه بيلا ..

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

فتحت باب الغرفتان العلويتان من أتيليه بيلا اللذان لم تكمل بيلا أعدادهما تمامًا لإقامة رقة فيهما .. ولكنهما يكفيان الغرض للأنفراد بنفسها لبعض الوقت .. وقبل أن تغلق رقة الباب خلفها سريعا كانت يد أشهد تسبق قرارها !.

رجعت للخلف خطوتان بنظرة ظهرت خوفها بوضوح منه، أو بالمعنى الأدق من نفسها وها هما الأثنان بمفردهما ولا يفصلهما سوى خطوات بسيطة، واشتد خطورة موقفها عندما دخل أشهد وأغلق الباب ووضع المفتاح بجيب جاكته الداخلي ..

ونظراته بها أحتواء وحنين جعلها في رعب أن تضعف وتغفر بتلك البساطة والسذاجة .. الأمر تراه ليس فقط أكذوبة .. الأمرا بالنسبة لها ولقلبها البريء كارثي .. هي أحبت رجلًا بجنون ، وهو بدأ لعبته ليربح أشياءً أخرى لا يهم ما هي !
ولكنه لم يبدأ الطريق معها حباً ! .. وهذا الفارق والمؤلم الذي يعذبها !.

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن