...._$البارت الرابع$_....

64 0 0
                                    

البكاء لا يجدى
..."امير"....
كنت خارجا وعقلى فى دوامته المعتاده وقد أصبحت مؤخرا مشتت الفكر لم يعد يغرينى الخروج مع اصدقائي وقد نسيت كثيرا مواعيدى معهم!!.. خرجت ولن اكذب خطفت نظرة سريعة على باب منزل الاشباح!!، ان هذا الباب مغلق طوال نشأتى ولكننى لم الحظه الا هذه الايام وكأنه يغلق ع صدرى!!, جال ف خاطرى ان ادقه دقة واحده تمثل دقات قلبى!!... اننى مؤرق ومتعب وعنيد!...
تابعت سيرى وما ان خطت قدمى اول الدرج واذا بى اسمع ازيز باب يفتح من خلفى لتعود نظرتى تلقائيا الى ذاك المنزل!... لتخرج منه اميرتى الظالمه واخيرا !!..

..."حبيبه"...
كنت قد تأخرت كثيرا على موعد الدرس الخاص اخذت مالا من امى وخرجت مهروله لاجد صاحب الوجه الغاضب امامى!... اذداد يومى غموضا خفضت نظرى واردت ان امر واذا بى ارى تلك الألوان فى وجهه، الوان عجيبه تتشكل فى كل مره تقع عيني فى عينيه ولا زلت لا افهم السبب ابدا.. وتلك النظرات تارة ترعبنى وتضحكنى تارة أخرى، كيف يمكنه تغيير الوان وجهه بحيث انظر واراقب واعدد مرات تلون وجهه ؟!.. اليوم صار بلون جديد... احمر قاتم وهناك تلك الحدود المبنيه على مداخل حاجبيه، منظرا يبدو كأن التعود عليه يحتاج منطق وذلك الرجل نظرته لا تمتلك للمنطق شئ !!!.. ما الذى يحدث ، لماذا انا ؟!! لماذا تتواكب كل تلك الالوان ف عينيه حين رؤيتى ؟!! اتعبنى التفكير فى امر ذلك الرجل كثيرا..*

...حبيبه...
* ايقظتنى امى وكان يبدو على وجهها القلق لتنبهنى ان خالى هنا ومعه احد ويجب ان اخرج حالا...*
السيده انهار : قومى يابنتى شوفى خالك بره عايزك
حبيبه : خير ياماما قلقتينى فى اى
السيده انهار : قومى بس غيرى هدومك وتعالى
حبيبه : حاضر ياماما
*خرجت فاذا بخالى يجلس ومعه رجل يحمل معه اوراق والجميع ينظر إلى طلب منى خالى الجلوس فجلست هادئه خافضه لبصرى وعقلى فى دوامة من الافكار....
الخال : بصى يابنتى احنا عارفين اللى مريتى بيه واللى عشتيه بسبب ابوكى ودلوقت متخافيش من حد انا معاكى وامك معاكى انا جايب المحامى دا وهو اشطر واحد ودايما واقف معانا مش هايسيبك الا وانتى واخده حقك كلو
حبيبه : ..........
المحامى : بصى ياستاذه حبيبه انتى مش صغيره وتقدرى تاخدى قرارك لوحدك قوليلى كل حاجه وانا باذن الله هاخلصلك كل حاجه
حبيبه : مش انا اتطلقت خلاص مش عايزه حاجه تانى
السيده انهار : لا يابنتى ابوكى باعت عايزك ترجعى تانى لجوزك وبيقول هاجى اخدها بالعافيه لولا محمد هددو بالشرطه
محمد : يابنتى لازم تقفى وتواجهى عشان حقك يرجعك
المحامى : احكيلى اى حصل بالتفصيل...
"اخذتنى دوامة افكارى وذاكرتى ف بكيت صامتة وانا ارى شريط حياتى يعاد امامى كاملا وتلك الاهانات ومعاناتى مع ابى طول نشأتي.. ظللت ابكى حتى اوقفنى خالى بزعيق واحد ارتعدت منه وصائلى!."
محمد :بلاش الضعف دا قولتلك مية مره محدش هايقربلك
"سردت ما استطعت وانا خافضة لبصرى ويكادون يسمعون صوتى وكانت هناك حشرجه وأهة تخرج من حلق امى اكاد اسمعها كلما رويت كلمة او صمت قليلا انها تلك نبع الحنان التى اوتنى بصبرها وجلادة قلبها حتى افنت عمرها فى رعايتى وحمايتى.."
(انها الام مركز اتكاء ابنائها فهى التى تشيب بدلا منا فقد تكون ضعيفة لنفسها ولكنها لابنائها تصبح أكثر قوة وصبرا لتصير لنا ملاذا آمنا.. انها من بها نستمر صغارا رغم شيب رأسنا وضخامة أجسادنا.. اللهم اغفر لنا ولوالدينا الاحياء منهم والاموات وتجاوز عنهم سيئاتهم فى الدنيا والآخرة.. اللهم ارحم كل ام متوفية وبارك فى عمر امهاتنا الاحياء..)
...امير...
حين عودتى وجدت رجلا غليظ البنية جاحظ العينين تبدو هيئته كمن يعمل فى المقابر ...ذلك الرجل الذى تنظر اليه فلا ترتعب من المقابر بقدر رعبك منه وتراه يقول : انا لا اخاف الموتى كما اخاف الاحياء !! ... فتقول صدقت فانا رعبت منك انت ...
كان يضغط جرز الباب تارة وتدف يده الباب دفا انزعج منه جميع من فى الجوار ...
ذهبت اليه واحييته السلام فلم يجب ..كان فقط مسمرا على بابها وينادى بصوته الاجش...
الاب :افتحى يابنت افتحى لاكسر الباب
فوجئت بتلك الطريقة التى يتعامل بها هممت ان اهاجمه لولا ان فتح الباب لتخرج السيده ...*
انهار: اتفضل يابو حبيبه احنا اهوو
ناصر : بقى تخلى محمد يقوم محامى ياخد منى اللى ورايه واللى قدامى يانهار انا جاى اخد بنتى وارجعها معايه اياك تفكرينى مقدرش اوصلكم فين البنت طلعيهالى..
".لم يكن لى تدخل بعد هذه الكلمة اذن هذا والدها وهذا منزله فاعتزرت ودلفت الى منزلى...
كانت امى منزعجة سالتنى فاجبتها وذهبت الى غرفتى وانا اسال نفسى هل هذا المتمرد ابا لهذه الياقوته !!
ظللت مؤرقا ع فراشى حتى سلبنى النوم لتاتينى مرة اخرى فى احلامى صغيرة جدا جدا وانا بضخامة برج ايفل ..تستغيثنى بنفس الكلمة فاسالها ماذا تقولين فلا اسمع تردد نفس الكلمة فلا اسمع ...*
...حبيبه...
*كنت نائمه واستيقظت ع ترك الباب وسمعت صوت ابى ف الخارج فاختبئت وراء باب غرفتى ...فتحت امى له وادخلته كان هائج كالثور وينهال ع امى بابشع الكلمات ..*
الاب : هى فين طلعيهالى
*كان يصرخ ويهدد لم املك الا ان اتصلت بخالى هاتفيا وقد اخبرنى سابقا اذا حدث اى شئ انه موجود فى اى وقت فقط رنة هاتف واحده وسيكون هنا ..وحدث بالفعل فنحن نسكن ع بعد عمارتين فقط منه ..*
الست انهار :مفيش حد هنا عايزها ف اى حرام عليك عايز منها اى تانى
*كانت قدماى تتخبطان بشده حتى سمعت صوت خالى ف الخارج فخرجت مسرعه لاختبى خلفه
الخال: عايز اى منهم تانى مش كفايه البلاوى اللى انت عملتها فيهم
الاب : اطلع منها انت يامحمد بنتى هاخدها وهاترجع لجوزها ورجلها فوق رقبتها
محمد : انا بلغت الشرطه وقولتلك قبل كدا اياك تقرب ناحية اختى وبنتها انت ملكش حد هنا ..
*فجاه دوى صوت عربة الشرطه فارتعب ابى وحاول التملص بالكلام لعل خالى يخرجه قبل قدومهم ... ولكن كان قد طفح الكيل فقط اصابنا صداع والدى كثيرا .تمنيت حقا ان تاخذه الشرطه ...وفجاه خبطات ع الباب مزعجه وصوت صارم ياتى من خلف الباب
الشرطى : الشرطه افتح الباب ..افتح فورا
*فتح خالى الباب وابى واقف مرتعب صار يقلب عينيه يميا ويسارا ولكن لا ملجأ اليوم ...اخذته الشرطه مكبلا مطقطق الراس ..وجدتنى اتخلص اخيرا من وجودى خلف ظهر خالى وقفت لبرهة استوعب اننى لن اعيش لحظة رعب مرة اخرى !!
جلست اتذكر كل شي والدمع منهاال على خدى
...امير...
لم استطع النوم فخرجت الى الشرفه قليلا واذا بى اجد الشرطه تحت المنزل .. تعجبت هذه اول مرة تاتى لشارعنا بعد احداث الثورات وماسببته من هجمات ليليه ثم عاد الهدوء فماذا ياترى هل سياخذون الشيخ عمران فقد كانت خطبته يوم الجمعه الفائته مريبه قليلا ..وجدتنى اسرح بافكارى لم انتبه الا لخبطات الباب اللى تعلن ان الشرطه ف دورنا الخامس وليس هناك الا منزلى ومنزلها !!
تخبط قلبى ف قدمى وانا اجرى لارى ..حسنا انهم ف المنزل الاخر ..هل اشتكى احدهم من صوت هذا الرجل الاجش!!
اخذته الشرطه لاجد ورائه رجلا تمسكه السيده انهار من زراعه وهو يصرخ به ..
محمد : خدوه مش عايزين نشوف وشو تانى كفايه بقى اللى عاشوه بسببو
*دخل الجميع الى منازلهم وعدت انا ايضا الى شرفتى ..كانت تتوالى الاحداث بداخلى منذذ تلك اللحظة التى رايتها بها الى مجيئها لى ف براثن احلامى ... مجيئ ابيها ثم سجنه وتلك الليله المؤرقه وكابوسى الذى يراودنى دائما زااد كل ذلك من قلقى عليها ..بدى كل مافى خيالى ان اذهب لاعلن صوت جرز الباب لتخرج الى لا برقع ولا حواجز تبتسم لى فاعلم انها بخير ثم اعود !!.. ازداد وجودها ف احلامى وبدات ملامحها تظهر اكثر فاكثر لتبدو واهنه ووجها شاحب للغايه ..حاولت ان تميلنى اليها فاقتربت منها واذا بها تصرخ نفس الكلمه ولكنها بدت اوضح قليلا لتقول ..*انقذنى يامير *.. لاقوم مفزوع بشده واتلفت من حولى فارانى بحجمى الطبيعى وهذا حلم او لنقل كابوس مؤلم بشدة ..شربت كاسا من الماء ثم جلست افكر مما انقذها ياترى !! وما الذى تمر به هذه الصغيره ليستحق انقاذى لها !؟؟ *

جارتى المنتقبه ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن