الرؤيه
... حبيبه...
واستنى امى وتركنا خالى بعد ان اخبرته امى اننا بخير وغدا سوف يعود ليرانا ... اخذتنى امى الى غرفتى ولاول مرة كل ما اردته هو النوم ..النوم فقط دون الشعور بقلق دون الشعور بحزن والم واهات دون الشعور بشئ !!..
ف الصباح كنت خارجه لا اعى ما الذى يحدث حولى خرجت لاغتسل وافيق وما ان خرجت قدمى خارج الغرفه الا ووجدت امى تخر بصوتها وتحمحم لى اشارة ان اعود الى غرفتى فرفعت عينى اذا برجل غريب يجلس مع امى ومعه امراتين ...كان شعرى منسدلا ووجهى ذابل وعيونى ناعسه ..اخذ منى الامر ثوانى لاستوعب حمحمة امى ان وجود رجل معناه استرى وجهك استرى شعرك وغيرى هذى البجامه الطفوليه !!..
...امير ...
اصرت امى ان نذهب لنرى ماحدث ونواسى جيراننا يبدو ان ليلتهم كانت شاقة وقد رات امى انهيار الست انهار بعد القبض ع زوجها .. كانت نيتى ان اوصلهم الى الباب لاطمئن ع السيده من خارج الباب ثم اترك امى واختى واعود .. ولكن ابت السيده ان اعود وحملتنى باسرتى الى الداخل وهى تتمسك بمعصمى جعلت امى تنظر الى نظرة عتاب فدخلت مجبرا ...تسامرنا الاحاديث الطبيعيه ولم نتدخل ف احداث خاصه بالسيده واسرتها ..فجاه سمعت ازيز باب يكاد يشبه اصوات الفئران الهاربه ..لم اعرف هل كان الصوت عاليا ام ذلك لاننى لم اكن مندمجا مع محادثاتهم بقدر اهتمامى ب اين هى ؟ ولماذا ليست حاضره ؟!! ..هل اخذوها مع والدها ؟ هل هى مشتبهة ايضا بشئ ما ..ليس بعيدا فهى مشتبهة فى نظرى بسبب لبسها هذا البرقع واريد سجنها بداخل ضلوعى حتى اراها كل يوم دون حواجز دون برقع دون شئ !!... تحكمت بمشاعرى بشدة ..احببتها بشده !!
كنت غارقا مع هذا الازيز وتلفت بجوارى واذا باب يفتح لتخرج صغيرتى ببجامة اطفال واسعه جدا على جسمها النحيل وشعرها منسدلا على ظهرها وبعضا منه ع وجهها !!..يبدو ان هذا الوجه لا يريدنى ان اراه كاملا ابدا !
لم ازح عينى لحظة واذا بها تنظر الى يبدو انها لم تستوعب وجودى بعد وفجاه عادت الى غرفتها مسرعه كالفار حينما يرى القط فيسرخ ويطير الى اعلى ثم يعود الى بؤرته مسرعا !!
...حبيبه...
صرخت صرخه مكتومه لا اراديا وعدت مسرعه الى غرفتى وكنت اتنهد بشده انا اعلم انه ليس لى ذنب .. ما خفق قلبى انه ذلك الشب ذو الوجه الغاضب ...مالذى يفعله هنا ولما رانى ع هذا الشكل غضبت وصرت اضرب الارض بقدمى حتى هدأت واذا باحد يطرق الباب فاقول من ..
ولاء :انا ولاء يابيبه افتحى
ازنت لها بالدخول وجلست معى وانستنى احراجى قليلا ..*
...امير...
استاذنت امى وعدت الى غرفتى بقيت امشي واجئ فيها لا تتحملنى قدماى ان اجلس ولو ثانيه واحده ...كأن بى طاقة ان امشى الالف ميل ولا اشعر اننى امشى ..احسب وقتها ان وضعونى ف ماراثون المشى فلن اتوقف الا ع حدود فلسطين !!..
قلبى هائج وفرح وسعيد وملئ بها ..ملئ بصغيرتى ...صغيرتى حبيبه !..
عادت امى لم تكد ان تدخل الا ووجدتنى امامها ..انهرت عليها بجميع الاساله التى اختزنت عقلى تجاهها ..
لماذا هى مطلقه ؟! لما لا تنفع لى؟! وماذا اذا كانت مطلقه حسنا انا اريدها !! امى انا لا استطيع العيش بدونها !!
...حبيبه...
بعد يومين تقدمت والدته لخطبتى فاخبرتها امى ان تنتظر ردى وخيرتنى حريتى وان استخير ثم اخبرها بقرارى... تعجبت لذلك الرجل الغاضب ما الذى اعجبه بى !!..*
حبيبه : بس ياماما انا مطلقه منفعش ليه
انهار : يابنتى دا نصيب انتى هاتعدى معاه بس وبعدين مامتو قالت ان هو عارف كل حاجه
...امير...
اردت رؤية شرعيه ووافقو وذهبت على الميعاد !...
كنت استعد لاقابلها غير مصدق اننى ساجلس معها فى مكان واحد!!..*
امير: ازيك ياحبيبه !
كنت متوترا بشده ولكننى كنت مسمرا عينى فى عينيها لا زلت عطشا لهذا الوجه الرقيق... اجابت بصوت خفيض انها بخير ثم وجدتها ترفع عينيها السوداويتين المغمورتين بداخل نهري عينيها السماويتين لتبدوان مثل حبة قهوة غارقة وسط غمامة من الحليب !!.. ثم قالت.. *
حبيبه : اولا انا عايزه اقولك انى مطلقه وهاذكرلك السبب وحبيت اوضحو بنفسى
*لم اتكلم فقط همهمت بمعنى اكملى... *
...حبيبه....
كنت متوتره ولا اعلم كيف ارتب كلماتى جيدا ..ولكن كانت نظرته حانيه اعطانى الامان بنظره فاكملت ماعزمت عليه ..*
حبيبه: انا بابا كان مدمن وعشان يسدد ديونو جوزنى لصاحبو ..هو باع كل املاكنا وباع كرامتنا ف البلد كلها
انا كنت مهدده بماما اللى ماليش غيرها بس اللى مقدرتش اكملو انى اروح مع الراجل دا بيتو انا جريت على خالى وهو جابنا هنا وهو اللى طلقنى منو ورفعنا قضيه عدم تعرض واما جه هنا خالى كان معاه الاوراق وبثبوت الجيران ان بابا جاى يتعرض لينا اتسجن ..دا كدا ملخص انا لى مطلقه ..
...امير ...
لم انبس بحرف كنت فقط مسمرا عينى فى عينيها حتى شعرت باحراجها فقلت ...
امير: يعنى انتى اتجوزتى كتابيا فقط ؟
اجابت وراسها مطقطقا ..
حبيبه :اه
*كنت سعيدا بشده اخبرتها ان تنسى كل ذلك ان تنسى الماضى جميعه !...*
...حبيبه...
*وجدت فرحة غير عادية فى عينيه فهممت ان اساله اذا لماذا كنت غاضباا منى يوم ذاك !.. ثم قلت...
حبيبه : اتفضل اسال لو عندك اى سؤال
*تناقشناا امور بسيطه ثم رفع اذان العشاء واستاذنت منه وعاد الى منزله وانا عدت الى غرفتى ... بقيت اراجع ماحدث وقد غمرتنى طمانينة غريبه ..لم اتعجل كل ذلك وقلت لاستخير الله اولا ثم انظر امره !!..*
رزقت حلالها 🌿
...امير....
عدت إلى منزلى وقد اصابتنى راحة عجيبة وكاننى انفتحت اساريرى لأجد امى تجلس تنتظرنى ووجهها منكسر تنتظر ان ارفض تلك التى ارخت الحجاب عن قلبى ودفعت العشق ف أوصالى !! كيف يامى ارفض نفس اتنفسه ونورا يضيئ به حياتى !
جلست بجوارها وبسمتى لا زالت ترافقنى منذ تركت حوريتى وتركت معها فؤادى...
دلال :لسه مصمم عليها برضو يابنى
امير : هى حكتلى كل حاجه وانا شاريها وراضى بيها يامى
دلال : يعنى اى حكتلك كل حاجه
* أخبرت امى بكل شي وجعلت انتظر دقيقة لارى ردها لتاتينى بشاشة وجهها فتخبرنى بكل شى وافقت امى وانفتحت لى ابواب عشق لم أذق طعمه من قبل!! اننى اصبحت هائما فى ثنايا الحب العفيف لفتاة نقية عفيفة ترضينى وترضى بى !
(وتلك هي امور الحب التى ذاغت عن عيون بطلنا الحبيب اذ تذكر ربه وعاد الى رشده واختار العفة والمصونة ف اهداه الله قلبا نقيا تواقأ كقلب حبيبته حبيبه !)
...ولاء ...
خرجت كعادتى الى الجامعه ولم أكن نسيت توبيخ اخى لى ف الصباح لاننى لم اعطه ردا لذاك العريس الذى اتانى اننى لا انكر انى تعجبت لذاك الرجل وما الذى اعجبه بى ولم انسى بعد انه عكر لى يومى وصرت اذا رايته اغضب حتى يوم اتى لمنزلى رايته ف اعترانى غضبا لم افهم سببه حتى الآن ليس لدى مانع فى جواز بدون حب او تعارف اول ولكننى يجب ان تهيج مهجتى للذى سيسكن فؤادى او اقله ترتاح عينى للنظر اليه اما ذاك الرجل حين رائيته فقط اتنابتنى ثورة غضب فلم تكن رؤيتى الاولى تجعلنى اعطى ردا واثقا ف عزمت ان اعطية فرصة أخرى وان أراه مرة اخرى...
...احمد ...
لم انسى نظرتها لى ولا ذاك اليوم ولا عيونها اللؤلؤيه تلك الفتاة لم تعطى لى وقتا لافهم ما الذى حدث لقلبى لاراه بذلك الهيام والتيه وانا صاحب الرد الشديد والقول السديد لم يلين لى قلبا ولم يخطئ بى عقلا من قبل ! جعلتنى تلك المتمردة اسيرا لعينيها.. لا اخبئ اننى كذبت ع امير اننى سالت عليها حينما علمت أنها اخته.. فقد كنت اتيت فى اليوم الثانى الى الجامعه لاراها وحينما خرجت ذهبت خلفها حتى رأيتها تدلف لبيت امير تبلمت قليلا وتبسمت وقد اطمئن قلبى عدت الى منزلى واخبرتهم عنها ف اسرعو بالمجئ معى لا اخفى عليكم لهفة امى لتعجيل زواجى دائما ما تقول اريد ان ارى احفادى !! وتتعشم ان تراني متزوجا اليوم قبل غد... ذهبنا وحينما طلبا والداى رؤيتها وخرجت لنا كنت مشتاقا لرؤية المترده كان لسان قلبى يحكى لى خيالات مضحكه ان تدخل ف تعرف من انا وتتذكرنى ف تصب العصير الذى بيدها ع راسى وتعود ادراجها وقد كان يضحك قلبى كم انه سيكون رحبا ومتقبلا لهذه الحركه منها اننى توقعت كل شى الا غمامة الحزن التى رائتها ف عينها ذاك اليوم توجع قلبى وبقيت انتظر ان تعود لتمردها ف ابتسم ويزهزه بسببها نور عينى لكننى عدت الى منزلى احمل ذاك الشك وانتظرت ردها فانتظرت طويلااا....
أنت تقرأ
جارتى المنتقبه ..
General Fiction"عندما يكتب لنا القدر الامر الذي لا نتوقعه وهو الجواره الطيبه لنتعلم منه كيفيه التمييز بين الصديق الصالح والصديق الفاسد والحياة الطيبه والحياه البعيدة كل البعد عن دين الله... حقا كنت في حيرة من امري ولكن هداني الله وكتب لي طريق جديد سلكت به وتغيرت و...