البارت الثامن

50 1 0
                                    

...._$البارت الثامن $_....
...امير...
"مرت ثلاثة ايام وانا لا ادرى شيئا عن صغيرتى، لم املك لهم هاتفا ولا اعرف لهم عنوانا اخر انه فقط رقم هاتفها الذى تحفظه اختى اخذت ادقه اكثر من الف مرة.. بقيت ادعو الله ان تكون بخير وان تعود سريعا واطمئن عليها سالمة امام عينى!!.."
...ناصر ...
" اختنق حولى كل شئ منذ اخترقت حيطان السجون وبقيت حبيس هذه الظلمة اللئيمة انتظر ان يمن علي احدهم بوجبة غداء او بكوب ماء.. هنا لا تذهب الى الخلاء دون اذن وانا الذى عشت حياتى بمجمعها حر لا يخفى علي شي ولا يضعف لى امرا.. كان كل ما اطلبه ياتينى حتى خسرت مالي فى ذلك اليوم على يد صديق لى ف وسط تراهن مبهج وبسيط لم اكن ادرى لاي حد سيوصلنى.. اعتدت الشراب والخمر والسهر حتى اصبحت لا اولى نفسى مسؤلية شى او احد فقط نفسى والهوى الضال لها.. بقيت اجلس بين حيطان السجون اتذكر تلك السنين التى مرت من عمرى لم اكن الولد البار ولا الزوج الامين ولا الاب الحنون!!.. وعند كلمة اب وضعت خطوط عريضة تذكرت يوم ولادتها وقد اتاني الخبر وانا وسط الخمارات ومجمعات النفايات التى تأوي المشردين من المناهج والعقول امثالي!.. باركنى رفقائي وتركو البقاشيش على الطاولة وذادت الخمور وتعددت الرهانات وبقيت ليلتى لم اعد الا بعد خيوط الفجر!! كان كل شيئا ساكنا الا من بكاء طفيف يشبه غمغمة الطيور.. كان راسي ثقيلا واريد فقط النوم ولم يصمت ذلك الصوت لتستمر بالبكاء ويعلو صوتها شيئا ف شيئا قمت لاطفئ الصوت كاننى ساطفئ صوت تلفاذ ما!!.. بقيت اسرخ بها ولكن ابت ان ترضخ ذلك اليوم ابدا.. مرت بعدها ايام ثقال ثم ذهبت لرحلة مع رفاقى حتى ابتعد قليلا وحين عدت لم اطلب رؤيتها بقيت اتى للمنزل واخرج ولا اراها حتى مرت السنون وكنت عائدا من الخارج فتحت الباب اذا بصغيرتى تنظر الي وع محياها نظرة امل ان ابتسم لها ولو مره ولكننى كففتها بيدى ومررت كالطود لا اطيق لها نظرا.. ومرت ايام وبقيت هى تخشانى وتخشى وجودى.. كنت مرات عديدة اريد استخدام القوة معها لا ادرى كان يخنقنى وجودها لكن كانت امها تاخذها بعيدا عنى.. حتى أتى ذاك اليوم وخسرت كل ما املك حتى البيت الذى نجلس به فزوجته طفلتى !!..
جن جنونى حينما اعترضت زوجتى وجعلت اخيها يضربنى بذاك الشكل ويهربون ويتركونى غارقا فى ديونى وحدى لا ادرى ما العمل كان كل شاغلى كيف اسدد دينى !! اتلك الصغيرة اهم منى ؟!! حينما سافرت اليهم وحاولت اخذها الثمتنى الشرطه ولم استطع شيئا.. والان ها انا حبيس هذا المكان اللئيم مديون وملكوم وفى نظر الجميع ظالم!!.."
...حبيبه...
"كانت هناك ثلاثة فتيات صغيرات عند صديق خالى الذى ابيت فى بيته مختبئة من ابى.. جومانا اكبرهم تصغرنى بثلاث سنوات والباقيات يصغرنها بعامين كن لطيفات جدا معى ويضحكننى وينامون معى بغرفة واسعه ومريحه بدت عليهن السعاده والهناء انهن بنات بهيجات سعيدات.. لا اخفى عليكم اننى تذكرته وجال بخاطرى كيف حاله بدوني اننى لا زلت اذكر وجوده بغرفتى يتمسك بمعصمى ووجهه مكفهر ومرتبك وحنون !! اه كم كانت لمسته حانيه لم اكن اعلم مدى تعلقه بى ظللت اسال نفسى لماذا يغضبه رؤيتي حتي ايقنت انه غارقا في عشق حبيبه!.. اخبرتنى ولاء ذات مره انه لا يحب المنقبات ويستمر يناديها بصاحبة ذات الخيام ضحكت علي وصفه لى وكم انتى بريئة ياولاء لتحكى امرا كهذا جعلتنى ادرك لما كل ذلك الضيق الذى يظهر علي محياه حين يرانى!!.."
... امير...
"غابت شمسى واكفهرت دنيتى وبقيت مذموما اعد الليل نهارا واحسب النهار ليلا ما عاد شيئا يغرينى حتى العمل صرت اغيب عنه اياما.. حتى اتى ذاك اليوم لاسمع رنين جرس يضرب بشدة وبشكل مزعج خرجت لارى اذا بوالد محبوبتى على باب بيتها ولا زال يملك نفس الازعاج الذى تركه اول مره فلم املك نفسي هذه المرة امسكت بتلابيبه وقبضت علي يدي استعدادا للكمه ولكن توقفت انملى وارتخت مفاصلى ما ان نظرت اليه ف رايت الدموع بعينيه تجرى!!.."
امير : فى اى انت بتعيط لى هى حبيبه مالها هى جرالها حاجه انطق بدل مابهدلك الساعه دى ؟؟
ناصر : هى فين انا عايز اشوفها عايز بنتى بنتى راحت منى !
امير : انت بتهبل بتقول اى بقولك انطق وديت البنت فين
ناصر : والله ماعرف انا جاى مشتاق لبنتى هى فين دلونى عليها
...حبيبه ...
" استيقظت ع صوت صفير البلبل يقف ع حائط شرفة الغرفه ابتسمت بتلقائية ولم ادرى الا وانا اذهب اليه بقيت اقترب بحزر شديد ولكنه شعر بى وفى لمح البصر كان قد ذهب مذهب الريح.. نظرت الي السماء كم هى صافية اليوم وكم هو يوم بهيج ومريح للنفس!.. بقيت احول نظرى فى كل مكان حتى اهترأ فمى وخرجت منه حشرقة صغيرة وضعت يدى حتى اكتمها!.. ما هذا الجمال الذى اراه كان يوجد اشجار جنائن الخوخ والرمان وعناقيد الورد تملئ جنينة صغيرة خلف منزل ذلك الصديق الذى اجلس بمنزله ولكننى لم اره من قبل ف عدت الى الوراء وبقيت انادى رفيقات غرفتى والشوق يملئ عينى.."
حبيبه : جومانا.. جومااناا
جومانا : ايوا نعم نعم نعم
حبيبه : نعم الله عليكى حببتى قوليلى لمين الجنينه الحلوه اللى بره دى بسرررعه
جومانا : بتاعة بابا عايزه تنزلى تشوفيها ؟؟
حبيبه : طبعا بس احسن بابا يزعل!
جومانا : لى لا ميزعلش تعالى اوديكى
" لم يبق دقيقة حتى كنا بداخل تلك الجنه اللطيفه المبهجه وكان رزاز الماء ينشر ابخرته فوقنا حتى اصبح كاننا نقف داخل لوحة لرسام عتيق.. كم كان الجو لطيفا ومريحا.. كانت هناك طاولة دائرية الشكل وحولها عدد من الكراسى المزينه باعواد الورد الرقيقة لتعطى المكان بهجه وانسجام لا مثيل له جلست ع احدى الكراسى فارتخت مفاصلي وبقيت عيناي مغمضتان لا أشعر بشئ من حولى.. حتى أتى ذاك الصوت الذى اعرفه بل احفظه جيدا ليخطف لبابة قلبى ويوقف اخر نفس اظنه خرج من حلقى؟!!.."
...امير ...
" لم اعرف كيف اجيبه تركته وذهبت ثم عدت ف لممت قبضتى ثم تركتها اردت ان اسبه فلم اجد كلمات لم اعرف ماذا افعل به ياله من حقير.."
امير : انت عارف هى عاشت بسببك ازاى عمرها كلو ادفن بسببك مفيش مره عرفت تفرح وتعيش زى باقى البنات واثقه من نفسها ومبسوطه بحياتها انت اى انت مش بشر ارحم!!.
" لم يتوقف ولم يجيبنى فقط ظل يقول اين ابنتي ثم جلس وانزوي على الارض ليبكي كطفل تائها عن امه اشفقت عليه قد يكون مر هذا الرجل بالكثير دون ان يدرى عنه احدا.. حسنا اخذته معى الى الخارج فظللنا نمشى حتى جلس يبكى ويحكى كل شئ وانفجر باكيا وكانه يحمل بداخله بركان ليشهد الله ع مافي قلبه وهو اشد الندم!!.. ثم وجدته فجاه ينتصب واقفا وهو يردد.."
ناصر : محمد انا لازم اوصل لمحمد
امير : محمد مين وهاتوصلو ازاى...
...ناصر...
" انتفضت فجاه حينما تذكرت خالها وبحثت سريعا عن رقمه ووجدته ظليت ادق ولم يجيبنى اصابنى اليأس ثم تذكرت صديقا له اعرفه فقلت لاذهب واساله عنه وما ان خطت قدماى بداخل الحوش حتى رأيت صغيرتى تجلس في وسط جنائن الفاكهه مغمضة العينين كأنما لم يزورها قلق او تعب طوال عمرها لم امتلك نفسى فناديتها والشوق يختلج افئدتي!.. وجدتها تنتفض كأنما سمعت رعبا ولم اكن اباها!!.."

جارتى المنتقبه ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن