دماء الليل || Night Blood

7 || الكيتسوني

*****

" هل السيد ضروري هنا؟.."

همس الطبيب لمريضته يعدل نظاراته على جسر أنفه.. لأكيمي بينما يقيس نبضها وهي مستلقية على سرير المرضى..

هي هنا لفحص عيونها.. مجددا ..

" أجل.."

من أجاب كان أكاي يستند على الباب جامعا يديه لصدره يراقبهما

" أخمن أنه يقف متكبرا ربما يجمع يديه لصدره.. ويرميك بنظرات باردة؟.."

همهم الطبيب على همسها بينما هي تنهدت.. رغم أنها لا ترى إلا انها تسمع الهمسات بشأنه وبشأن مظهره المخيف كلما خرج معها ..

مر أسبوعان آخران .. شهر على وفاة والدها وهي لا تزال.. صامتة.. دون أي ردة فعل.. دون دموع.. فقط.. صامتة.. اضافة لهالتها المتذبذبة

أكاي.. لم يكن يبقى في القصر.. شهر وقت طويل وهو من يتولى مسؤولية النوغيتسوني.. لذا كان يزورها يومين بالأسبوع.. يوم الفحص ويبقى اليوم الذي بعده

" أعتذر عن ذلك.."

تمتمت بقلة حيلة واعتدلت جالسة بينما الطبيب تنهد ومسح على عنقه تخفيفا لتوتره.. أصبحت زياراتها توتره أكثر مما فعل في أي عملية طوال حياته .. وهو طبيب عيون وأعصاب بحق الرب ..

" اذن كما قلت لك آنسة أكيمي.. شبكية أعينك في حالة جد جيدة.. الأمر نفسي لا أكثر.. اضطراب ما بعد الصدمة كما قال كل الأطباء الذين زرتهم قبلي.."

" أي حل؟.."

" للأسف.. لا يوجد.. كما أخبرتك الأمر في عقلك.. تفاديا لصدمة قد توقفه.. تمت معالجتها عن طريق العمى الجزئي.."

صمت الطبيب قليلا ومسح جبينه مجددا يحس بتركيز أكاي معه أكثر

" لذا اتركي الأمور لمجاريها.. خذي وقت راحة.. وقت تفكير.. هذا كل ما لدي لقوله.."

" هراء.."

نطق أكاي ببرود من الطرف الآخر يفتح الباب دلالة على نفاذ صبره وتقدم حيث لا تزال جالسة هي على طرف السرير..

" لنغادر.."

" شكرا لك سيد ماليو.. مجددا.."

أومأ الطبيب لها وانتظر خلو مكتب ليطلق سراح أنفاسه التي كبتها..

ظلت أكيمي تتمشى.. يدها في يد أكاي.. وهذا أكثر راحة من حملها لعكاز الكفيفين حقيقة ..

كانت تسمع ضوضاء المشفى كلما يتعمقان ليخرجا لكنها توقفت عن السير على أنامله التي ارتكزت بخصرها ..

رفعت نظرها له مستفسرة دون أن تراه طبعا بينما هو لا زال يمشي جارا إياها معه

" مريض عاجل.. الكثير من الناس.."

كلمات قليلة.. كما تعودت.. هو فقط.. صامت.. كما لطالما عرفته.. لكن ما يحدث حقا غريب بالنسبة لها.. لما يهتم؟.. بعيدا عن أن أباها كان معلمه وهو يحترمه.. أتُرى يظن أنه يرد له دينه هكذا؟